كتب واصدارات

ضرورة التدقيق والتوتيق .. قراءة أولى لمقالة لزكريا محمد

faroq mawasiصدر العدد الثامن من مجلة (ميس)، الثقافية- 2014، ويرأس تحريرها الأديب أسامة ملحم، وهي مجلة ثقافية حاشدة وواعدة بالمواد الإبداعية.

أثار انتباهي مقال الأديب زكريا محمد "رجب مضر ورجب ربيعة"، والكاتب يؤلف في هذه الاهتمامات التاريخية، ومن كتبه "نخلة طيـَئ"- كشف لغز الفلسطينيين القدماء، "عبادة إيزيس وأوزيروس في مكة الجاهلية"، "ديانة مكة في الجاهلية- الحمس والطلس والحلة".

.لا أملك من هذه الكتب إلا أولها، غير أني هنا أتناول المقالة التي في المجلة بملاحظات سريعة:

• كاتبنا الباحث لا يحفل بنقاط هامة في رأيي، وفي هذا المقال الذي تصفحته:

..أولاً لا يذكر تفاصيل المصادر، فقد استعمل المصدر: "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"- لجواد علي في عدة اقتباسات، ولكنه لا يذكر في أي جزء وفي أية طبعة ولا في أية صفحة!!! وعلى غرار ذلك كتاب ابن كثير "البداية والنهاية"، "صبح الأعشى" للقلقشندي، وقس على تلك!

..

ثم،

رأيت في المقالة أنه يكثر من لفظة (نعتقد) بمعنى الظن (ص 18، ص 22، ص 23 من المجلة ، ونحن نعرف أن (اعتقد) معناها أيقن وصدّق وما عقد عليه القلب والضمير، وكان أحرى به لو قال: في تقديري، في رأيي، ويُظن، أحسب....،

...

وإني لأسأل من ناحية أخرى:

لماذا يكتب بعض الباحثين لغة الجمع: قدمنا، نستنتج، ونرى، كتابنا....

الأجدر في رأيي أن يتحدث الباحث بلغة المتكلم، فهي أصدق وأدق، وأكثر تواضعًا.

....

ورأيت في المقالة أنه يستخدم من الأشهر الهجرية "جمادى الأول، جمادى الآخر" (ص 14 من المجلة) والصواب هو جـُمادَى الأولى، جُـمادَى الآخرة. وفي هذا السياق لا أنسى ما أتعبني به أستاذ في الأدب العربي، فقد أصر على أن مثتنى (جُمادى)- جُمادتان، علمًا بأن الصواب هو (جُـمادَيان)، فالألف الرابعة وما فوق تقلب ياء، مثل مثنى (كبرى- كبريان) و(مستشفى- مستشفيان).

..

لن أتتبع مقالة زكريا محمد الجدية والذكية التي تطرح مسائل تاريخية، ولكني أرجو أن ينتبه إلى ملاحظاتي المحبّة، ومن خلال الرضا بهذا الاجتهاد الرائد المميز، ولا ريب أن الكاتب يتفق معي بضرورة التدقيق والتوثيق.

 

في المثقف اليوم