كتب واصدارات

الحضارة عند مالك بن نبي (2)

moamar habarمقدمة القارئ لمالك بن نبي.. يتعمد صاحب الأسطر، أن لايتطرق إلى الأمثلة التي أشار إليها مالك بن نبي، سواء من ناحية الإعجاب، أو الذم أو المقارنة، ويمكن للقارئ أن يعود إليها عبر صفحات الكتاب، فوجب التركيز على قواعد وأسس دائمة فاعلة، تتعدى الزمان والمكان، ذكرها بن نبي، وكان يهدف إليها، وهناك أمثلة ذكرها بن نبي، لم تعد صالحة، فالفقير الذي تحدث عنه، أمسى غنيا، والقوي الذي تطرق إليه، أصبح بحاجة لمن يعينه.

أولا: الحضارة حسب بن نبي.. ويرى في صفحة 50، أن "الحضارة هي مجموعة الشّروط المادّية والمعنوية التي تتيح لمجتمع ما أن يكفل جميع الضّمانات الاجتماعية لكل فرد يعيش فيه".

ويرى في صفحة 53، أن الحضارة تساوي ، إرادة عمل، زائد إمكان عمل.

وفي صفحة 54، يرى أن الحضارة تعني إرادة، زائد توفر الإمكانات. ويرى أن تخلفنا راجع لكون مجتمعاتنا تفتقر لعنصري الإرادة والإمكان.

ويركز على عنصر الإرادة، ويقول "الإرادة جوهر قيام الحضارة، أما القدرة أو الإمكان، فإنه كنتيجة لهذه الإرادة القوية، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتقدمها".

واضح جدا أن بن نبي يركز على مفهوم الحضارة من ناحية الإرادة باعتبارها الأعم والأهم، لكنه يرى أن التركيز على الحضارة من ناحية الإمكان، يجعلها ضيقة في المكان، وهذا من الأخطاء التي يجب الابتعاد عنها، لذلك تراه يركز على الإرادة ويجعلها جوهر الحضارة، ويجعل في نفس الوقت، الإمكان نتيجة للإرادة.

العامل الإنساني الاجتماعي.. يرى في صفحة 43، أن "العامل الإنساني، بما أوتي هذا الإنسان من إرادة ووضوح في الرؤية أوغيابهما، هو المحدد بالدرجة الأولى أو لفشل مشروع أو مخطط".

يرى في صفحة 44، أن المسألة الخاصة بالتخلف بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة "ليست قضية إقتصادية بالأساس، بل قضية إجتماعية ، تاريخية".

المستوى الحضاري.. وحين يقارن بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، في صفحة 46، يرى أن الفرق بينهما، لايكمن في الجانب الاقتصادي، فـ "المشكل الأساسي يكمن في وجود مستويين من الحضارة".

ويرى في صفحة 46، أن المستوى الحضاري هو الذي يفرق بين الدول والقارات، وليس الجانب الاقتصادي.

ثانيا.. الحلول الحضارية كما يراها بن نبي.. ينطلق بن نبي من أن الحضارة شاملة، وهذا بحد ذاته حل للمأزق الحضاري، فلا عجب إذا وضع لها حلولا شاملة، منها..

الحل الشامل.. يرى في صفحة 36 - 40 السياسة لاتحل كل شيء، والاقتصاد وحده لايحل كل شيء، لابد من "حل شامل لمشاكلنا وقضايانا، حل يستبعد تجزئة القضايا ودراستها منفصلة عن بعضها البعض".

ويرى أن الحلول لوضعيتنا تكمن في الخطوات التالية: حل شامل لمشاكلنا. عدم تجزئتها. فهم المشكلة في الأساس. مقارنتها بالدول الأخرىمن خلال الأرقام والإحصاءات. تحديد المعنى المقصود بالبلاد المتخلفة. النتائج المستخلصة.

ويرى في صفحة 53، أن الظروف التي نعيشها لابد لها من ضمانات إجتماعية، ترافق الإنسان منذ أن كان في بطن أمه إلى الموت.

ويرى في صفحة 53، أن الظروف التي نعيشها لابد لها من ضمانات إجتماعية، ترافق الإنسان منذ أن كان في بطن أمه إلى الموت.

الهدف الحضاري.. يرى في صفحة 44، أن السلبية لدى المجتمعات المتخلفة، ليست قدر سماوي.

وفي صفحة 46، يرى أنه لكي لانخدع أنفسنا "فأول خطوة في الحل هي تفهم الوضع والإقرار به كما هو".

ويرى في صفحة 48، أن الأمة تعيش حالة لاحضارة، وهي "حالة مرضية على مستوى المجتمعات".

وفي صفحة 49، يقول " يجب أن يكون هدفنا، حضاريا ضروريا"، و"أن نحدد مانقصده بمفردة حضارة عند تلفظها".

الإكتفاء الذاتي.. يرى في صفحة 55، أن الحل في الاكتفاء الذاتي الذي يعتمد على إرادة التآزر، وهو وجه من أوجه الحضارة. ويرى أن الإكتفاء الذاتي يكون ضمن التكامل البشري والجغرافي، ومن الحماقة حصره داخل مجال أو نطاق.

ويرى في صفحة 57، أن أوربا لم تتقدم بالإنكماش على الوطن الضيق، وهي تحافظ على ما أنجزته.

ويرى في صفحة 56، "أنه من البلاهة بمكان تصور تحقيق برنامج للإكتفاء الذاتي داخل الحدود السياسية للوطن الواحد".

تنبيه للقارئ.. ترقبوا في الحلقة القادمة عرضا حول المحاضرة الثانية التي ألقاها مالك بن نبي، وسنفرد لها حلقتين، بإذنه تعالى، كما تم ذلك مع هذه المحاضرة

 

في المثقف اليوم