كتب واصدارات

الحياة الاجتماعية بمجموعها وواقعها وانعكاساتها في قصص عبد الرزاق عوده الغالبي

sabah mohsenان شمس الحقيقة تسطع من تلك النصوص التي تؤصل لتفادي الزيف والقبح والتشوه في العلاقات الاجتماعية، وهي تتناول البؤس، واللاجدوى، والفاقة .. والريبة والمكر .. في بلد الثراء الذي لم يحصد معظم ابناءه الا الخيبة والاسى والانين ...

ربما يقول المتقمص بعين الناقد ان النصوص المباشرة (كالحكمة سلاح يهزم الشيطان ) وقصص اخرى ، فالرمزية بالسرد تجعل الحبكة اكثر تماسكا في البناء وسياق تناول الموضوع كما في قصة (مأساة بقدمين) و (جروح لن تندمل) و(اصابع الطائفية ) و(الولاء)

فجدية الكتابة عن شريحة سلبت حقوقها بوضح النهار بزمنين وعهدين لم تنصف مراعاة لتأشير الخلل البنيوي في الادارة ولفت الانظار للاهتمام بقاع المجتمع لمن يتوكأ المسؤولية ، اعتقد ان وظيفة الادب الجمالية ان ترصد معاناة المجتمع وان لا تزوق القبح او تضع احمر الشفاه على فم القرد لتجميله......

كما استطاع القاص الغالبي في منحى آخر من توظيف قصصه كما هي مستقاة من تجارب البشر كـ( العصا السحرية) او في (وهل يشيخ الجمال) ، في الاستغراق بوصف المحاسن والمفاتن في ذوق ادبي رفيع في (سيدة الزمن) وكما في (غزل في الممنوع) استخدم المفارقة وعبد الى الاثارة بالسرد من خلال النقد اللاذع وهو في حقيقة الامر كما في مفردة (القصاب) الذي يغتاب ويأكل لحم الآخرين بالبهتان وهو الاشارة الى المرض الاجتماعي الاخطر كظاهرة مرئية و ملموسة ، وهنا تدخل القصة مضمار الادب الوعضي المتلبس بالحكمة ومغادرة السلوك الشائن لما يمارسه المجتمع من غيبة وتسفيه وافتراء وتحامل و ضغينة باستبدال تلك المنظومة المتفشية بقيم الاخلاق والتسامح والمحبة التي غادرها المجتمع بشكل يدمي القلب.

مجمل المجموعة تحاكي السلوك الاجتماعي مؤشرة على السلب والايجاب بأسلوب شيق ، ربما يقول احدهم : لم يكتب من خارج ساحة القص ، اقول واجزم ان الادب ليس حكرا على احد واديبنا باطلاعه على الادب الانكليزي وتجربته الحياتية التي فاقت الستين قد اثرت تلك القصص الجميلة.

 

الباحث العراقي

صباح محسن كاظم

................

للاطلاع على الكتاب كاملا في مكتبة المثقف

 

سنوات العمر الهاربة / عبد الرزاق عودة الغالبي

في المثقف اليوم