كتب واصدارات

مالك بن نبي .. سنة 1936

moamar habarبساطة رجل العلم المسيحي.. يقول بن نبي في صفحة152، وهو يصف ماسينيوس بقوله "كانت تدهشني وتؤثر في نفسي بساطة رجل العلم المسيحي في قيمتها الحضارية". ثم يتحدث عن العلماء المسلمين في الجزائر، فيقول "حينما تعبر وجوههم بشكل ظاهر عن الجهد والتفكير في مسألة بسيطة في الفقه، دون أن ينسوا في مشيتهم المتثاقلة كي يحيطوا أنفسهم بالمساعدين الذين يرافقونهم، وكي يسارع هذا أو ذاك ليحمل من متاعهم تبركا بالعلم".

مع العلم ماسينيون من أشد أعداء مالك بن نبي، ورغم ذلك يعجب بن نبي ببساطته، ويذم العلماء المسلمين في تكبرهم وترفعهم عن الناس. فهو موقف لايدل عن تبعية ولا حقد، إنما من السلوك الحضاري أن تمتدح المتحضر ولو كان عدوك، وتذم المتخلف ولو كان من علماء المسلمين.

بن نبي يرد على فرحات عباس.. جاء في صفحات 153-154، أن فرحات عباس كتب مقالا بعنوان "أنا فرنسا"، يمجد فيه فرنسا ويتبرأ من جزائريته، يرد عليه بن نبي بمقال بعنوان "مثقفون أم مثيقفون"، سنة 1936، ولم ينشر المقال إلا في شهر جمادى الأولى 1412هـ، الموافق لـ نوفمبر 1991، لأن الصحف يومها رفضت نشر المقال، بزعم أنها تمس بالزعيم فرحات.

بقيت الإشارة إلى بن نبي من مواليد 1905، أي كان عمر 31 سنة، ويرد على الزعماء، ولم ينشر إلا بعد 55 سنة من نشر المقال.

في صفحة 156، بن نبي يرد على مقال فرحات عباس "أنا فرنسا"، بمقال "مثقفون أم مثيقفون"، سنة 1936، ويقول عنه "أنا أعرفه كمهرج. إنك اليوم تخلع من قلبك روحك وتلبس لباسا تنكريا مضحكا. ماضيك هذا مخز"

بن نبي وبن غبريط.. مالك بن نبي، رحمة الله عليه، يصف بن غبريط في صقحة 119 من كتاب "في صحبة مالك بن نبي، مسار نحو البناء الجديد"، للاستاذ عمر كامل مسقاوي..

".. وقد شوهد في الصف الأول إمام مسجد باريس، وقد يكون حضوره لتمثيل بن غبريط الذي غاب حتى لايتلطخ برنوسه ذو البياض الناصع بجزائري عاطل عن العمل، أو عامل ملطخ بزيت مصانع زونو للسيارات..".

صنم جمعية العلماء .. جعلت فرنسا من بن جلول رأسا لتطيح به رأس الجزائر وصنما يعبد. والمصيبة أن جمعية العلماء، أنها إتّخذت من بن جلول صنبي نما ورأسامسقاوي في آخر لقاء مع بن .

مساوىء البوليتيك .. في صفحة 160، يعرّف بن نبي البوليتيك بقوله " وقد بدا لي رجل البوليتيك هو من لا يملك رؤية فلسفية كما لايضع لمشكلة وسائل حلّها". وقد سبق لي أن قرأت لبن نبي، أن البوليتيك معناه تقديم الحق على الواجب، فيضيع الحق من أصحابه.

و في آخر لقاء معه في بيروت لبنان سنة 1972، أي عام قبل وفاته، نصحه بن نبي أن لايدخل الانتخابات ، قائلا له "لاتترشح لأنك ستقول نعم حين يجب أن تقول لا، وتقول لا حين يجب أن تقول نعم، وأنصحك بألا تفعل". ويؤكد مسقاوي بعد خوضه الانتخابات بعد 20 سنة من وفاة بن نبي، صدق ماذهب إليه بن نبي.

فلسطين.. يقول بن نبي في صفحة 161، "وهكذا أفلتت فلسطين من يد أصحابها بفعل القيادة الفلسطينية".

إهتمام العلماء بالشكل.. يعاتب بن نبي جمعية العلماء في صفحة 162، إهتمامها بالشكل دون الغوص في العمق. فهم يهتمون بالآية الكريمة ".. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.."، الرعد - الآية 11، "بجانبها اللغوي فحسب، بينما بقيت المشكلة الانسانية بكرا في معطياتها الراهنة الأكثر وضوحا الأكثر وضوحا، كالجهل والجوع".

بن نبي ومصالي.. يرى بن نبي في صفحة 167 "لم أقطع صلتي مع مصالي الحاج، لأني أعتبره أقل خ طرا من زعامة الشهرة".

تنكر القادة الجزائريين لبن نبي.. يقول بن نبي في صفحة 167 "لقد كنت الأول في الجزائرالذي وضع بعد خمسة عشر عاما دراسته عن الثقافة والسياسة وشروط ولادة جديدة للنهضة، دون أي تشجيع من القادة".

 

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم