كتب واصدارات

الوجـه الخَـفــي / إيــريـك لــوران

من يقرأ كتاب: "الوجه الخفي لأحداث 11 سبتمبر – الجريمة الكاملة والمؤامرة المتقنة" للكاتب الفرنسي الشهير إريك لوران، سيقف على كمٍّ هائلٍ من التفسيرات المنطقية التي استخلصها الكاتب من مجهود جبّار، تمثل في مسلسل طويل من البحث والتحري والنَّبْش في الأرشيفات، والمقابلات الصحفية...

إذا عدنا الى الكتاب سنجد هذه الشهادة التي ضمّنها إيريك في ثنايا مقدمة كتابه، حيث يقول : "... إن المعلومات التي استقيتها وضمّنتها كتابي هذا، والتي أردتُ إيرادها من دون أية مجاملة، تدحض الحقائق المسلَّمِ بها والمقبولة، وترسم لوحة مزعجة..."، ليعود في نهاية مقدمة كتابه ليتساءل صراحةً لا ضِمنا ويقول بصريح العبارة: "هل يمكن أن يكونَ ثمة ما قبل الـ11 شتنبر؟ وهل يمكن أن يكون ثمة ما بعد الـ11 من شتنبر؟، هل يمكن أن ينتُج عن هذه الأحداث عالمٌ جديد كما يرى عددٌ من المراقبين والمهتميـــن؟، ليختتم إيريك تساؤلاته الجادة بنتيجة صاغها على شكل جملة شرطية جامعة مانعة فيقول: إذا كانت الحقائق كما توقعناها، فإن هذا المنعطف الذي ستسيرُ وِفقهُ الأحداثُ، قد بُنيَ على سلسلة من الأكاذيب ذاتِ خطورةٍ لا سابق لها.

يتتبّع إيريك خيط الأحداث من أفغانستان، بدءً بسقوط الاتحاد السوفياتي في مقبرة الامبراطوريات (أفغانستان)، ويستعرض أحداثَ وخلفياتِ سقوط كابول في يد طالبان، وكيف وظّفت الولايات المتحدة الأمريكية "حميد كرزاي" ضدَّ أمراء الحرب، الذين دعمتهم أمريكا فيما بعد، ضدَّ أمراءَ آخرين. وحسب ما أوردَه إيريك في كتابه، أن الولايات المتحدة، لم تكن مهتمة أبدا باصطياد رموز ورؤوس تنظيم القاعدة، أو تطويع مقاتلي طالبان، بقدر ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ماضيةً في تنفيذ مخطط بالغِ الدقة والشراسة، واستثمار تلك الهجمات على الوجه الأكمل، وجَنْيِ أقصى قدر ممكن من الأرباح والمكاسب السياسية والمادية والاستراتيجية، وتكريس الأحادية والهيمنة على العالم. فيما سمّاه إيريك لوران بـ (عملية الاحتيال الكبرى في العالم).

يصرّح إيريك في كتابه قائلا: إن كثيرا من الأمريكان كانوا على درايةٍ وعلْمٍ بما كان يُحاك ويُدبّر في الخفاء خلال الأيام التي سبقتْ هجمات الـ11 من شتنبر، إلا أن أحدا لم يُصرّح أو يُلمّح بذلك. وظل السكوت والتزامُ الصَّمتِ هو السمةَ والحالةَ الرائجةَ في تلك الأيام الصعبة والشديدة التقلب.

كانت أمريكا يومها، تعيش صباحها الهادئ، تتدفى بشعاع شمس التاسعة صباحا، وتتحمس لاستقبال يوم جديد، وكذلك كان الأمر في كل من العاصمة المالية –نيويورك- و العاصمة الفدرالية –واشنطن، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وتتحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى بؤرة للأخبار والأنباء المتلاحقة، وموضوعَ وحديثَ كل العالم، ومسرحا لكل عدساته وكاميراته.

على القنوات العالمية الكبرى، سي.إن.إن، الـجــزيــرة، و الـ بي.بي.سي، شاهد العالم طائرات مدنية ضخمة، تحلق بسرعة خيالية على مستويات منخفضة، يعكر هدير محركاتها صفو الأجواء الهادئة،

في بث مباشر، تقتحم الطائرة الأولى بُرج التجارة العالمي من جهة الغرب، بعدها بدقائق طائرة أخرى تستهدف البرج الشرقي رأسا، وتصدمه بقوة لتصير الطائرة كومة من نار تتلظى في كبد البرج.

التحقيق من نقطة الـصفر / للكاتب والمفكر الايطالي "جوليتو كييزا"

سنستعرض الأحداثَ تباعا، ونستجلي الواقع العام في أروقة الإدارة الأمريكية، وبالذات، جناحها العسكري، ونقف عند المتغيرات التي طرأت على السير العادي لهذه المؤسسة شهورا قبل الكارثة.

كان مبرمجا يومها لمكتب الاستخبارات وكل الأجهزة الأمنية الأخرى القيام بتدريبات وعمليات تدخل وهمية، يطلق عليها العمليات الروتينية الوقائية، وهي اصطلاحا قريبة في مفهومها مِن المناورات، ولكنها لا ترقى إلى ذلك المستوى، وتتمتع بسرية كاملة، وتجرى على نطاقات واسعة على عموم التراب الأمريكي. ومع دنو موعد الكارثة كان البانتاغون يسترسل في إصدار تحذيرات وإنذارات بِوُشُوكِ حدوث عمليات إرهابية في الولايات المتحدة، وكان كلما اقترب موعد الهجوم، إلا وكانت الإنذارات والتح1يرات والتقارير أكثر تحديدا ووضوحا، وفي أسابيع فقط قبل الهجوم، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكي تحذيرا واضحا باحتمال تعرض الولايات المتحدة إلى هجمات إرهابية بواسطة طائرات مدنية مختطفة.

وفي الـ 11 من سبتمبر تم استنفار معظم وحدات سلاح الجو الأمريكية في عملية مطاردة وهمية لطائرات مدنية مختطفة، وقد أجريت العملية على نطاقات واسعة، واستعملت فيها جل المقاتلات الـ"إف16" الاعتراضية، وعدد من الطائرات المدنية، في حين بلغ عدد احتمالات الاختطاف المبرمجة للتدريب 22 احتمالا، وكان إجمالي الطائرات الجاهزة لحماية الولايات المتحدة من هجمات جوية محتملة، 8 طائرات مقاتلة فقط، منوط بها الاستجابة لأي طارئ يستهدف التراب الأمريكي.

كل هذه المعطيات تستدعي تحليلا ومقاربة للوضع، مع ما ينص عليه قانون السلامة الجوية الأمريكية، فقانون الملاحة الجوية المعمول به في الولايات المتحدة، صارم جدا، إذ يقضي بالإبلاغ عن أية مشكلة تواجه طائرة ركاب أو شحن على أنها اختطاف افتراضي، ويجب حل المشكلة في مدة أقصاها دقيقة واحدة، وإذا لم يحل المشكل يتوجب على المراقب الملاحي أن يطلب تدخل القيادة الفضائية الأمريكية الشمالية،"نـوراد" التي بدورها تستنفر طائرة مقاتلة لتستكشف الوضع وتتصرف في مدة أقصاها 10 دقائق.

هذه التعليمات واضحة ومضبوطة في قانون الملاحة الأمريكي، ومعمول بها منذ عقود وبفاعلية كبيرة جدا، ولكن في أحداث الـ11 من سبتمبر كانت كل الأمور تسير بخلاف القانون والنظم المعمول بها سلفا، ولو أمكن للأمور أن تسير كما هو محدد في قانون السلامة الجوية، لما كانت هناك أحداث وضحايا.

أظهرت التحقيقات التي أجريت بعد الأحداث أن عنصر المفاجأة لم يكن واردا بالمرة، ولم يكن من الممكن تصديق أن طائرة تقلع من المطار لتستهدف أبراجا بشكل مباشر، بل يلزم الربان ترتيبات معينة ليتمكن من تحضير الطائرة للاصطدام، فالطائرات الكبيرة التي تقطع آلف الأميال، تحلق فوق نقطة الـ8000 متر ولا تنخفض عن هذا المستوى إلا عند الاستعداد للهبوط، كما يكلف وقت الإقلاع والتموضع على إحداثيات المسار مدة من الزمن، عبر توجيهات من برج الملاحة، وكل طائرة تقلع أو تهبط فهي متابعة من البرج وفي اتصال دائم معه، وأي انقطاع للاتصال أو انحرافٍ عن المسار، يعتبر اختطافا مفترضا في قانون الملاحة الأمريكي، ويجب التعامل معه فورا، وإذا حسبنا المدة الزمنية التي احتاجها المختطفون لتوجيه طائراتهم وتعديل إحداثيات المسار نحو البرج، نلاحظ أنها تجاوزت 30 دقيقة، ودن أن يتم التجاوب مع المشكل بأي نوع من التدخل، وعامل التأخر هذا تفسره معطيات أخرى أهمها عمليات المطاردة الوهمية التي تم برمجتها في نفس اليوم، والتي تم ربطها بمعظم أبراج الرادار ووحدات المراقبة، فكان من الصعب التمييز بين الاستغاثة الحقيقية والوهمية، وكان تمييز الإحداثيات الفعلية للرحلات الحقيقية من الرحلات الوهمية أمرا صعبا جدا بالنسبة لمراقبي رادارات الأبراج، خصوصا بعد انحراف الطائرات عن مسارها، واتجاهها نحو البرجين، وكان من الخطورة بمكان اتخاذ قرار بتدخل سلاح الجو، دون ترتيبات مسبقة تفاديا لأي تدخل خاطئ ضد أهداف وهمية، قد يفضي الى كارثة، خاصة وأنه تم تضمين إحداثيات التدريبات عمدا وبشكل مقصود لعدد من الرادارات الفعالة والضرورية، والتي كان من المفروض أن تكون في كامل جاهزيتها على مدار الساعة.

استغرق التحقق من وجود عدوان حقيقي على الولايات المتحدة قرابة الـ40 دقيقة، قبل أن تقلع أول طائرة حربية.

بعد الـ5 مساءً تهاوى البرجين على الأرض وصارا حطاما، وأعلِن عن طائرةٍ ثالثة استَهدفتْ وزارة الدفاع –البانتاغون-، وطائرة رابعة ثم التعرض لها وإسقاطها اضطراريا، حسب الرواية الرسمية، ولكن عددا من الخبراء يرفضون هذه الرواية، ويُصرِّون على أن الأحداث كانت مسرحية خبيثة، وعملا إجراميا دُبِّرَ بِليل.

فقد أكد عدد من العلماء الأمريكيين الفيزيائيين والكيميائيين، أنهم خلصوا خلال تحليلاتهم في موقع الحادث، إلى رصد موادَ شديدة الاشتعال، لا تنتمي الى المواد التي تُستعمل في البناء، ومن بين هذه المواد عثروا على " الثرميت" وهي مادة حارة تذيب الفولاذ، وقد أسفرتْ تحليلات الدكتور ستيفن جونس وهو رئيس (منظمة مهندسون وفيزيائيون من أجل كشف حقيقة أحداث الـ11 من شتنبر) والتي تضمُّ 75 بروفيسورا وأكاديميا متخصصا في الفيزياء، أسفرت تحليلاته التي أجراها على عينة من ركام البرجين، إلى وجود مادة الكبريت كذلك، ويرجح بعض المحللين إمكانية شحن الطائرات المعدة للاصطدام بالأبراج بهذه المواد سلفا.

أما عن طريقة سقوط المبنى فتلك مسرحية أخرى كشفها خبراء نسف المباني غير اللائقة، عن طريق التفجير المتحكم فيه، كما أسفرت المقابلات التي قامت بها أطقم البحث مع الناجين من البرجين الى كون البرج تعرض لنسف من أساساته، وكثير منهم خصوصا ممن كانوا في القبو وفي الطبقات السفلى أكدوا سماع ذوي انفجار كبير أسفل المبنى، مما جعل المبنى يتهادى ويسقط رأسيا وينكفئ على نفسه، تماما كما يحدث في الانفجارات المتحكم فيها، وغير منطقي بالمَرَّة أن تتضرر الطوابق السفلى بعد استهداف المبنى في طبقاته العليا، ولكن نتائج التحري أوصلت إلى أن المبنيين كان مخططا لهما أن يزولا، وهذا ما حصل فعلا، ولازالت الحكومة الأمريكية ترفض تفسير سبب الانهيار، وتصفه بالسؤال الصعب، وترجِّح عامل النار التي شبّت في مئات الغالونات من وقود الطائرة كاحتمال ممكن، وهذا ما ينفيه وبشدة خبراء ومهندسوا الأبراج.

 

أما تفجير وزارة الدفاع الأمريكية، فيصفها الخبراء ولجان التحقيق بالفرية الكبرى، إذ نفوا بشدة أن تكون الطائرة هي من اصطدم بالمبنى، ويؤكدون على أن ما استعمل في التفجير لابد وأن يكون صاروخا، أو سلاحا آخر وليس طائرة، وقد بنوا استنتاجاتهم على مجموعة من المعطيات الميدانية والنتائج المختبرية، التي تفسر نوعية الأضرار الذي نجمتْ عن الهجوم، هي نفسها الأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية.

أما الطائرة التي زعم أنها استهدفت البنتاغون فتزن حوالي 60 طنا، وتحمل ما يقرب 5300 غالونا من وقود الطائرة الشديد الاشتعال، ولكن لم يعثر على أية قطعة من أجزاء الطائرة.

هناك تفسير آخر أكثر قوة، توصل إليه المحققون ينفي تماما أن تكون الطائرة هي من اصطدم بواجهة الوزارة، وهو أن جسم الطائرة الكبير كان من المفروض أن يسبب أضرارا في نقاط بعينها من المبنى كنتيجة طبيعية لقوة الاصطدام، ولكن ذلك لم يحصل وضلت مجموعة من النوافذ التي كان من المرجح أن تدخل ضمن نطاق الطائرة، سليمة ولم تتعرض للتدمير، وضلت الحكومة الأمريكية عاجزة عن تفسير الحادث، وضلت متشبثة بروايتها الرسمية.

لم يكتفي المشككون في الرواية الأمريكية التي تنفي أية صلة للإرهاب بالحادث، بل ساروا أبعد من ذلك، وأنتجوا أفلاما حول هذه المسرحية المفضوحة الحبكة، لتعريف الرأي العام العالمي بما يراد من وراء هذه التمثيلية المكشوفة، فكان الكاتب والمفكر "جوليتو كييزا" وهو (عضو البرلمان الأوروبي عن إيطاليا، وأهم الشخصيات التي قادت حملة ضد الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث الـ11 من سبتمبر)، بل وأنتج فيلما يشرح فيه الطريقة التي دُبِّر بها الهجوم، والخُدع التي استعملتْ لتضليل الرأي العام الأمريكي والدولي لتبني الرواية الرسمية، بل ويتهم جهات استخباراتية في دول أخرى اتهاما مباشرا بالمشاركة في العملية، ومن بينها باكستان، وينفي أية صلة للقاعدة بالأحداث. وقد أنتجتْ أفلامٌ أخرى تطرقت لنفس الموضوع، ومن بينها، فيلم –رويترز- وفيلم –لوزينغ تشانج- و...،

لقد كان أعظمَ اكتشاف أو لنقل أعظم اختراعٍ أنتجته الدوائر السياسية في للولايات المتحدة الأمريكية بعد هذه الهجمات، هو مصطلح (الإرهاب) الذي تم توظيفه بشكل خبيث للغاية، حسب وصف "جوليتو". والذي وُظف كذريعة تافهة وساذجة لإعلان الحرب على دول وأُمَمٍ أعْرَقَ حضارةً وتاريخا مما يسمى بالولايات المتحدة الأمريكية الحديثة العهد بين الأمم.

وفي نفس السياق، أورد الكاتب الفرنسي إيـريك لـوران تصريحا للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دابليو بوش (مهندس مصطلح الإرهـــاب) يقول فيه : إن مَن ليس معنا فهو ضدَّنا، ويُضيف الكاتب الفرنسي تعليقا على هذا التصريح بالقول: ولعله كان من الأجدر لبوش أن يقول " إن الذين يقفون ضدّنا، هم في الحقيقة معنا".

يصرّ إيريك لوران على أن أحداث الـ11 من شتنبـر ما هي إلا مجموعة أكاذيبَ تحيط بها أسرارٌ كثيرة لم تُكشف حتى الآن، و "إن السكوت كان هو السبيل الأوحد لقتل الحقيقة، كما كان هذا السكوت أهم العقبات التي صادفتني خلال إنجاز هذا التحقيق، وكان عليَّ أن أتفاداهُ بقدر المستطاع، رغم أن بعضَ من حاورتهم كانوا يتهربون من الإجابة، ويَلوذون بالسكوت إما خوفا أو انزعـــاجا".

لم تستطع الحكومة الأمريكية عبر لجنتها، أن تخرج بتقرير يفسر سبب انهيار البرجين، ووصفت الأمر بأنه صعب التفسير، ولم تستطع كذلك تحديد الجهات التي مولت العملية.

لقد كانت تلك الأحداث كما جاء على لسان أحد الأمريكيين، كانت النية من وراء هذه الأحداث تشريع سياسات جديدة، والحصول على التمويل لمرحلة جديدة من التحرك الإمبريالـــي، والذي ترجم فعليا بغزو الولايات المتحدة لكل من أفغانستان والعراق، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، وتدمير مدن عمّرت لآلاف السنين، ومازالت آلة القتل الأمريكية تفتك بالبشر والحجر عبر العالم، لتحقيق مشاريع وهمية ليس لها وجود، إلا في أفلام الخيال العلمي وفي مخيلة "آل بوش وكَهَنَتِــه".

ودمتم سالميــــــــــن.

 

الكـاتـب: الـحسـيـن بـشــوظ – المملكة المغربية

في المثقف اليوم