كتب واصدارات

مع د. عبد الجبار الرفاعي في كتابه: الدين والظما الانطولوجي

801-jabarفي هذا الكتاب، الذي سطرته أنامل المفكر العراقي الدكتور عبدالجبار الرفاعي، المسكون بهاجس المعرفة والابداع، يلفت نظرنا الرفاعي الى البعد المغيب من الدين، الذي غيبه ضجيج وصخب الايديولوجيا.. والذي يؤكد الدكتور الرفاعي على انه الاساس، بل يرى الرفاعي انه الوظيفة الاساسية للدين.

المفكر الرفاعي يميز بين ضربين من التدين، هما:

١- تدين الانطولوجيا والذي يمثل حاجة لاغنى عنها للكائن البشري، عبر عنها بالظما الانطولوجي، اوالظما الى المقدس. وهذا التدين ينطوي على قيم المحبة والتسامح واحترام الاخر.

٢- تدين الايديولوجيا، الذي يرى اصحابه في منظومتهم الفكرية والمعرفية، انها الحق المطلق، الذي يجب ان يخضع له البشر كلهم، والا استحقوا الذبح، ومصادرة اموالهم واستباحة كراماتهم.

حينما تقرا الكتاب تجده قطعة فنية، ولوحة ادبية، تضمنت جمال العبارة، وانسيابية المعاني، وقوة الطرح، والاستدلال المحكم في الدفاع عن الافكار التي تضمنها الكتاب.

801-jabarفي هذا الكتاب تجد عبدالجبار الرفاعي في مصاف المفكرين الكبار، في دفاعهم عن الافكار. في الكتاب دفاع عن الايمان باسلوب يجد فيه الحائرون ملاذا، لانه يبدد الشكوك حول هذا الايمان.

بالرغم من كل ماذكره الرفاعي من مساويء الايديولوجيا، الا انني احتلف مع الدكتور الرفاعي في نظرته المتشددة للايدلوجيه، فالايديولوجيا ليست شرا مطلقا، بل قد تكون احيانا ضرورة، لان الايديولوجيا عبارة عن نسق من المعتقدات والمفاهيم التي تسعى لتفسير الظواهر، وترسم صورة للمستقبل. الايديولوجيا كما يراها المفكر الايطالي انتوني غرامشي: "هي عامل محدد للحس المشترك، وضرورة تاريخية لتنظيم وتوجيه الجماهير"، فمن دون ايديولوجيا لايمكنك تحشيد وتعبئة الجماهير بأفكارك الحقة، وبدون ايدلوجيا لايمكنك ان تجعل الناس تقف مع قضاياك العادلة.

نقد الرفاعي في كتابه، الادلجة عند كل من علي شريعتي، وحسن حنفي، ولكن علي شريعتي استطاع ان يخلق وعيا جماهيريا من خلال الادلجة في تعبئة الشارع الايراني، وكذلك الامر مع الدكتور حسن حنفي في مشروعه الداعي لتثوير التراث، فلحسن حنفي جمهوه، الذي استطاع التاثير فيهم من خلال الادلجة .. نعم المغالاة في الادلجة هي الشر، وهي الكارثة التي تضع العقل والتفكير في اسيجة مغلقة .. الايديولوجيا التي تسجن الافكار في قوالب مغلقة تقضي على استقلالية الفكر، وتصيب حرية الانسان بمقتل .. علي شريعتي تجاوزه الايرانيون، وهذه هي طبيعة الفكر، فالفكر ينشا ضمن سياقات تاريخية وشروط موضوعية، اذا تغيرت لاتبقى قيمة للافكار السابقة. عندي ملاحظات اخرى ، ولكن لااريد ان اخذ وقتكم .. اسأل الله لمفكرنا ومبدعنا الدكتور عبدالجبار الرفاعي المزيد من التالق والابداع.

 

الشيخ زعيم الخيرالله (كندا)

 

في المثقف اليوم