كتب واصدارات

علجية عيش: الجسد الطوباوي لميشال فوكو تترجم إلى اللغة العربية

eljya ayshتميزت مواضيع مجلة الشاعر في عددها الجديد لسنة 2016 بترجمة خاصة لأعمال الفيلسوف "ميشال فوكو" إلى اللغة العربية، منها "الجسد الطوباوي"، وقد تخلل ملف العدد الكتابات الإبداعية في السودان/ حيث سلط كتاب ونقاد سودانيين الضوء على إشكالية غياب البعد النقدي، خاصة في مجال الرواية، ما جعل هذا الجنس الأدبي يواجه عقبات في بداية طريقه، أما عن الجزائر فقد وقعت حضورها الإبداعي، بدراسة نقدية بعنوان "النسق الفحولي في الرواية الجزائرية المعاصرة"، رواية يوم رائع للموت لسمير قسيمي، والسرد في المقامة العربية بين اللغة التراثية وحداثة التأويل، للدكتور إسماعيل زغودة من الجزائر، كما شاركت آسيا بلمحنوف بدراسة حول منهج الدراسة المصطلحية عند الشاهد البوشيخي

تطوي مجلة الشاعر في عددها الجديد أعمال متنوعة لشعراء وأدباء عرب، وازنوا بين الفكر والواقع، في ظل عالم يتميز بالتغير والتحول بوتيرة لا تهدأ وحركة تأبى الثبات والسكون، وقد حمل العدد السابع، أعمالا أدبية راقية، عن دار بورصة للكتب بمصر، وهي إصدارة فصلية يترأس تحريرها الكاتب والشاعر التونسي نصر سامي، حققت المجلة كما قال هو حلم أسرة الشّاعر، ونقلته نقلة جغرافية أخرى، من تونس إلى سورية إلى مصر، تغير فيها الكتاب من مجرّد كتاب ثقافي إلى كتاب ثقافي محكّم، إلى أن تحولت إلى مجلّة محكّمة في سلسلة جديدة، الكتاب يصدر في شكل مجلة فصلية مُحكمة تحوي على 400 صفحة، بمشاركة 50 كاتباً من العالم العربي، وقد صدر العدد الأول من المجلة في مصر، كان بداية جديدة للشّاعر باعتباره مجلّة، توجهت إلى الباحثين في جميع مجالات المعرفة، وفتحت لهم أبوابها لهم، ولجميع المبدعين في كل مجالات الكتابة شعرا ونثرا، وهي تبحث دوما عن نصوص تجريبيّة تؤسّس لكتابة مختلفة، والعمل على خلق فعاليات ذاتية وملفات جامعة واقتراح مشاريع ترجمة، كما تسعى المجلة إلى المشاركة في برامج قد تفيض على المجلة نفسها لتشمل المجتمع.

تناولت مجلة الشاعر منذ بداية صدورها مواضع متنوعة وثرية بالأفكار والمعاني، في الشعر والسرد وأعمال الترجمة والسرديات، وعرّفت بكتاب لم يكونوا معروفين في الساحة الأدبية، أثبتوا جدارتهم في إدارة حوار فكري يوسع من أفق البحث، ففي باب الشعريات وهو أقلّ الأقسام حجما، كتب كل من نصر سامي من تونس " البيت"، أمجد ناصر " معراج أرضي"، "حقيقتي" للشاعر أسرور الايروف، و "أمنية" لـ: محفوظة ايماموفا من أوزباكستان، ومن مصر كتب إبراهيم المصري مخطوطته بعنوان في مدينةِ نيالا أو في مدينةِ الفاشر، ومن سوريا نقرأ لمنذر مصري " هذا ما اسميه شعرا"، ثم نقرأ "أمّي" للشاعر العراقي نور وليد، وفي السرديات، وهو قسم متوسط تنوعت فيه النصوص السردية، شاركت بها أقلام من تونس والكويت والسودان مثلما نقرأ "كاميرا خفية" لضياء الدين عثمان من السودان، ونشير هنا أن مجلة الشاعر، ركزت في عددها الجديد على الكتابة السودانية، في محاولة منها إلى إبراز ما تتميز به الكتابة الإبداعية في السودان، وغياب العقل المفكر والركون إلى السهولة في التناول وغياب البعد النقدي، خاصة في مجال الرواية، ما جعل هذا الجنس الأدبي يواجه عقبات في بداية طريقه، وهنا يسوق البحث عن الكتابة السودانية والإنتاج السوداني في الفكر والنقد والأدب، حتى لا تجعل الكاتب السوداني خارج الحلبة ومجرد متلقي، خاصة وأن الكتاب السودانيين لا يعانون من فقر معرفي كما يقول النقاد، أما الأعمال المترجمة فهي تتضمن كما قال نصر سامي رئيس تحرير المجلة نصوصا تنشر لأوّل مرّة، لفريق قلّ وندر أن يجتمع في دورية عربية، يجمع بين الخبرة والطموح، وقد شملت الترجمات أقلام من المغرب والسعودية، سوريا، تونس، وحتى من الولايات المتحدة، فنجد مثلا كتاب "موجز المتوسط" لـ: بردراغ ماتفيفيتش ترجمة: معاوية عبد المجيد من سورية، وكتاب "بروست" لـ: جورج باتاي ترجمة: الحسن علاج من المغرب، كتاب "صلوات للغفران" لـ: أنيا سيلفر، ترجمة وتقديم: ميلاد فايزة من الولايات المتحدة، كتاب " -عودة إلى الصمت" لمارك ستراند، ترجمة: جولان حاجي سورية، "زهرات الخزامى" قصيدة للشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث، ترجمة نور طلال نصرة سورية ، كما تناولت المجلة ترجمة أعمال ميشال فوكو، ومنها "الجسد الطوباوي"، ترجمها محمد العرابي من المغرب.

وفي الدراسات التي تمثل القسم الرئيسي في الكتاب، وأكثرها حجما، هي عبارة عن مجموعة متميزة من خيرة الباحثين العرب، وقد وقعت الجزائر حضورها الإبداعي في مجلة "الشاعر" في عددها السابع، مع دراسة نقدية بعنوان "النسق الفحولي في الرواية الجزائرية المعاصرة"، رواية يوم رائع للموت لسمير قسيمي، والسرد في المقامة العربية بين اللغة التراثية وحداثة التأويل، للدكتور إسماعيل زغودة من الجزائر، كما شاركت آسيا بلمحنوف بدراسة حول منهج الدراسة المصطلحية عند الشاهد البوشيخي، كما نقرأ "شعرية المنافرة في الشعر الأمازيغي"، علي صدقي إيزايكو نموذجا لنقاد لكاتب وامبارك أباعزي من المغرب، والمعرفة الجغرافية عند العرب من خلال الشعر،للسيد التوي من تونس، تخلل ملف العدد الكتابات الإبداعية في السودان، وهو ملف تمّ إعداده في فترة زمنية طويلة نسبيا واحتوى عددا كبيرا من المبدعين، وحضرت فيه مواد إبداعية تؤرخ للكتابة السودانية، أعد الملف المغيرة حسين حربية وحاتم الكناني مباركو باحثان من السودان.

من الأعمال السردية المشارك بها نذكر على سبيل المثال لا الحصر "لحن نشيد الثورة" للكاتب الهادي علي راضي، و"غَجرٌ استوائيُّون لحاتم الشبلي، "كانَت وكَان.. وكَانَت الأُخرى" لمنصور الصُويّم وغيرها، أما الشعر نقرأ في عدد المجلة قصيدة " مِنْ سِفْرِ المَوْتِ.. حَالاتٌ حَامِلِ التَّابُوتِ، للشاعر عادل سعد يوسف، وكتاب الفجيعة لمحمد أحمد الفاضل، و إبليس العَاشِق لخالد حسن عثمان، ونشر الملف يأتي ضمن خطّة ممنهجة، حيث رأت أسرة الشاعر أن توسّع دائرة الاستشارة، من خلال تنصيب هيئة استشارية يكون لها أولويّة النّشر وأولوية الاقتراح وأولويّة الإشراف على الملفّات، كما تساهم عند الحاجة في تحكيم بعض المواد التّي تدخل في دائرة تخصّصها، وهذا لكي تنفتح المجلة على التعدّدية الفكرية لكي يحتضن أيّ مبدع، أو فريق عمل، أو ناد، أو جماعات أدبية، أو منتديات حوار، أو مجلات ورقية أو الكترونية من أجل التواصل والتنافذ مع أكبر عدد من القرّاء والمتابعين.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم