أقلام ثقافية

دعوة لقراءة المكتوب والبحث في المقروء

akeel alabodجبروت العقل ليس ما يساوي مقدار هذا الكم من المطبوعات المزخرفة بالصور، او هذا النمط آوذاك من الإعجاب والتعليقات.

فهو لم يكن ذات يوم عبارة عن شهادة فخرية أوميدالية ربما ذهبية اووسام يحتفى به منذ عصور الفلاسفة والمفكرين والعلماء الماضين، إنما هو لغة وروح لها علاقة بمقدار ذلك النمط آوذاك من التغيير منذ حطت أصابع الأنبياء والرسل، هو أشبه بإعصار اوثورة عارمة تسعى لاكتساح هذه الخارطة أوتلك من الخواء للارتقاء بها الى عالم يسوده الرقي.

هي رسالة تشبه تلك التي جاء بها الحكماء والعظماء لتحطيم قيود هذا الجهل الذي ال بمجتمعاتنا الى الخراب.  

وهذه دعوة للبحث في المؤلفات والكتب الخاصة بالتراث والفنون والتاريخ والفلسفة واللغات والأدب بغية الاستفادة من القديم وتدوين المعلومات والملاحظات والاستدلالات الجديدة ما يضيف للمكتبة الحديثة أرصدة حقيقية.

وتلك تشتمل على المساحة الفكرية للخزين المعرفي للكاتب اضافة الى نمط الاستجابة الحسية المرتبطة بحقيقة الذات اقصد الأداة الفكرية وارتباطها مع البيئة الاجتماعية والثقافية ما يساعد في صناعة منتج فكري حضاري يربط الحاضر بالماضي.

هي جسور تحتاج جميع المواقع والمؤسسات المعنية بالثقافة كوزارة الاعلام مثلا الى تشجيعها وتفعيلها بغية النهوض بالواقع الحالي بطريقة تنسجم وما نحتاج اليه.

ذلك لأننا فقدنا الكثير ونحتاج الكثير، وبين ما فقدناه وما نحتاجه ثمة شعور بهذا النوع من الفقدان يلح علينا بطريقة سريعة لكي نكتب شيئا ما أوندون خبرا أونقص مشهدا اونكتب ربما نصا أوحكاية ما.

والكاتب هنا عبارة عن مصنع صغير تشده لغة الأحداث وتستفزه عاصفة المشاعر ما يملي عليه الغور بهذا آوذاك النمط اوالاتجاه من الكتابة، سيما ونحن في عصر يفتقر الى الاستقرار والتأمل والتفكر.

هو زمان الاستجابات السريعة وتلك مالها الى القصور والنقص وعدم نضج وتكامل الأفكار المطروحة.

فهنالك فارق بين من كان يكتب طوال الليل على الورق الأسمر لينزف موضوعا اوينشد ألما له علاقة برصيد فكري، وبين هذا الذي تراه يرد على ذاك وهذا في صفحات الفيس بوك بطريقة فائقة في السرعة وتلك اشبهها بالاكلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، على نمط ال (fast food )

هنا لكي نختصر الطريق نحتاج الى بناء عقل موسوعي يستطيع ان يتعامل مع ثقافات وموضوعات متعددة لعلنا نقدر ان ننهض من جديد بواقع ينتابه الانفعال وعدم التأني ما يقود الى انتهاك حرمة العرش المقدس لصناعة تكاد ان تكون اسمى ما في الوجود.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم