أقلام ثقافية

بالشعر يقرأ الشعر تجوال في: ومضات سردية لجميل أبو صبيح

bakir sabatinحتى القلوب تسرد عِقدأ من بريق الخبايا، تحظى به جياد الصبايا والنساء الجميلات، وتلك المرأة كأنها كهرمانة تخبئ في جوفها حكاياتٍ لم يُتْعِبْ مسيرتها الزمان..

امرأة البوح تغافلها غيبوبة شاعر رآها في حديقة الكلام.. وانتقى أجمل وردة كي ترتحل على متن الريح إليه .. فاستعادته غيبوبة الشعر كي يبحث عن ملامحها..

هكذا تقرأ سرديات جميل أبو صبيح.. إذ يقول في آخر سردياته تحت عنوان: ,"ومصات سردية"

*

"المرأة الجميلة ْ

الجميلة جداً

تعلق على صدرها .. حجرين

*

الحجارة الملساءْ ..

تبكي"

لم يقل "رمانتين" لأننا ننظر إلى الجمال الأنثوي كتمثال مرمري دون روح.. هذا نخت في اللغة وبيان لما وراء الصورة الشعرية.. حيث يختبئ المعنى في مسامات الحجارة الملساء، إذْ تبكي فلا يسمع المتلقي بوحها.. فيُخْتَطَفُ الشكلُ كي يذوبَ في ذاكرته، وينخمد البكاءُ في ظل السكون.

ثم يكمل الشاعرُ النصَ مبرراً كيف يتحول التمثال المرمري إلى أشجار ذوات أنفاس حارة كالنار، أنثى تبحث عن اخضرار المعنى، وقلبها زهرة تتفتح، كونية المعنى.. حتى البدر الذي ذاب في قصائد الشعراء بات في حجر المرأة الجميلة، كأن الشعرَ مسخرٌ لجمالها، حيث قال:

"الأشجار ..

سلاح النار

*

زهرة قلبي ..

تتفتح

*

القمر الكبير ..

سقط في حجري"

ولشدة تألق جمال المرأة بات البحر مرآتها، فيما الشاطئ أفعى يغُيَبّ ُفحيحُها عن تمثال المرأة جوهر وجودها ومضمون جمالها الأعمق..لكن أنفاسَها المدوية على متون العواصف تلهب المشاعر، حتى استعاد التمثال صوت المرأة الجميلة، وبات جسدها غماماً يسمع اليباب نقر المطر، قال الشاعر:

"البحر ..

مرآتي

*

الشاطئ ..

أفعى كوبرا

*

العاصفة ..

انفاس النار

*

أسكب ..

تمثالك من النور

وجسدك من الغيم"

ثم تبتسم السماء وتتراقص غمازتا قوس قزح.. وهي تحلق بفتنتها في سماء تبتسم في وجوه العابرين ليتنسموا عبيرها، وكأن التمثل المرمري تحول إلى غيم يمطر قمحَ المعنى.. كأنها ربيع منتظر..مختتماً أب صبيح ومضاته بذلك، حيث قال:

"ابتسامتك ..

فضاءات ..

من اقواس قزح

*

جناحاي ..

يرفرفان ..

في فضاءاتك"

هذه الومضات إنما يغمس الشاعر ريشته بالخيال المعربد في فضاءات الكون؛ ليحاصره بجمال امرأة تجاوزت ألوانها القزحية آخر ما يصل إليه السؤال.. مفردات أبو صبيح الشعرية في سردياته كونية الملامح ،ربيعية المعنى، إنسانية المضمون،نسيمها عليل ، قهوتها عامرة بنكهة السمر، كأنها نار الشوق يتحلق حولها عشاق القمر في ليالي الوجد.. ونار الحب فيها كأنفاس النار. والقمر الكبير يذوب فيه الشعر ويسقط في حجر الشاعر الملهم بحب الجمال.

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم