أقلام ثقافية

فيصل عبد الوهاب: أحداث الحادي عشر من أيلول بين اتجاهين في الشعر الأمريكي المعاصر

فيصل عبدالوهابجرت مناقشة رسالة الماجستير بالأدب الانكليزي المعنونة "أحداث الحادي عشر من أيلول لدى الشعراء الأمريكيين المعاصرين" للباحثة زينة يونس خلف في كلية التربية للبنات\جامعة تكريت في 13\10\2021. وقد ابتدأت المناقشة د. ردينة عبد الرزاق بالقول أن الرسالة تحتوي على موضوع واسع يتناول مسائل سياسية واجتماعية وتاريخية  ويحتاج إلى جهد كبير كالذي قامت به الباحثة في هذه الرسالة. وانتقدت ملخص الرسالة كونه ضعيفا ولا يشتمل على شروط كتابته. وانتقدت المقدمة كذلك لطولها واحتوائها على موضوع سياسي فقط. كذلك انتقدت الباحثة لأنها لم تبد رأيا في الرسالة ومع أي اتجاه تقف. وهي تقصد بذلك الاتجاه الذي يقول بأن أحداث الحادي عشر من أيلول سنة 2001 سببتها جماعة إرهابية حسب الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية آنذاك، والاتجاه الآخر الذي يدعى بنظرية المؤامرة والذي يقول أن الأحداث وقعت بعلم الحكومة الأمريكية أو أنها سمحت بوقوعها لتنفيذ مخططاتها في احتلال أفغانستان والعراق. وقالت أنه باعتبارنا عربا ومسلمين ينبغي أن نساند اتجاه الشاعر أميري بركة الذي يؤمن بنظرية المؤامرة لأنها تمثل وجهة نظرنا أيضا كما ينبغي على الباحثة أن تركز على هذا الشاعر لا أن تعده مساويا للشعراء الآخرين.

وأشادت الأستاذة انتصار رشيد بلغة البحث والانتقال المرن من فقرة إلى فقرة في الكتابة، كما أن كمية المقتبسات كانت بقدر مناسب ولكنها اعترضت على صيغة العنوان واقترحت أن يكون "حادثة الحادي عشر من أيلول في أعمال الشعراء الأمريكيين المعاصرين" وليس "لدى الشعراء الأمريكيين المعاصرين". كما اقترحت أن تضاف كلمة "جدلي" على العنوان باعتبار أن هناك وجهتي نظر متقابلتين أو جدليتين في الدراسة. واعترضت أيضا على المقدمة الطويلة لأنها احتوت على سرد تاريخي للمؤامرات السياسية في العالم لفترة طويلة. ثم سألت الباحثة عن ماهية المفاهيم التي تعزز فكرتها عن نظرية المؤامرة ومنهم هؤلاء الذين نظّروا لهذه النظرية؟  واعترضت الأستاذة انتصار رشيد على كون الدراسة في معظمها تشكل دراسة سياسية وليست أدبية. وقالت أنها تفضل لو كانت الدراسة عن "تروما" أو الصدمة التي سببتها أحداث الحادي عشر من أيلول وانعكاسها في الشعر الأمريكي المعاصر أو دراسة "البارانويا" أو "الشعور بالاضطهاد" وأثرها في تشكيل نظرية المؤامرة في الشعر الأمريكي المعاصر.

كما اقترحت د. أنسام رياض، رئيس اللجنة، على الباحثة أنها لو درست تلك الأحداث ضمن مفهوم أدب ما بعد الحداثة أو تثبيت عبارة دراسة مضامين أو أفكار في العنوان على الأقل. وقالت ان العنوان يخلو من المنهج. واتفقت مع ما قالته الأستاذة انتصار في أنه ينبغي أن تدرس الأحداث كفكرة مؤامرة وليس نظرية. وقالت أيضا انه كان على الباحثة أن تعتمد المصادر الأدبية وليس السياسية في دراسة الموضوع. ثم كررت ما قالته الأستاذتان قبلها بخصوص التساؤل عن السبب في عدم ابداء الباحثة لرأيها في مساندة أي من الاتجاهين. وقالت نحن متهمون كعرب ومسلمين بالإرهاب من قبل الغرب فينبغي على الباحثة أن تدفع عنا هذه التهمة في هذه الدراسة.

ثم اختتمت الجلسة بملاحظات المشرف على الرسالة وهو كاتب هذه السطور حيث قال أنه ينبغي أن تكون الدراسة الأكاديمية موضوعية تدرس وجهات النظر المختلفة دون الانحياز إلى أي منها مثلما يحصل في المقالات أو الدراسات السياسية المحضة. كما أن الشاعر أميري بركة يعبر ضمنيا عما نحسه كعرب ومسلمين، باعتباره مسلما، عن الأحداث التي ساهمت بها أيادٍ خفية. وقال أيضا أن الدراسة ليست سياسية أصلا وإنما هي دراسة كيفية انعكاس أحداث الحادي عشر من أيلول في الشعر الأمريكي المعاصر أو كيفية تناول هؤلاء الشعراء للأحداث في شعرهم. كما أن مصطلح "نظرية المؤامرة" لا وجود له أصلا بمعنى "النظرية" بمفهومها العلمي وإنما هو مصطلح جرى استخدامه مجازا، وبهذا فإن عناصر المؤامرة متوفرة وأوردتها الاقتباسات في الرسالة كدرجة حرارة انصهار معدن هيكل البناية المستهدفة والتي لا يمكن الوصول إليها بالطريقة التي اتبعت في الهجوم وسقوط البناية بشكل رأسي أو عمودي وليس على أحد الجوانب والمتفجرات التي وضعت في أسفل البناية والمصورين الجاهزين للتصوير قبل الحادثة والسكان اليهود الذين منحوا إجازة في يوم الحادثة. أما عن المقترحات التي طرحتها الأستاذات فقال أنه لا ينبغي أن نقترح دراسة أخرى للباحثة وإنما ربما تصلح كمقترحات لدراسات أخرى يتبناها الباحثون الآخرون.

 

د. فيصل عبد الوهاب

 

في المثقف اليوم