أقلام ثقافية

كرّاس عن لوحات عراقية في سفارتنا بموسكو

ضياء نافعاول الغيث قطر ثم ينهمر، هكذا قلت لهم عندما قدّموا لي نسخة من هذا الكرّاس الجميل، المطبوع باللغتين العربية والروسية ابتداء من الغلاف الرائع، والذي يتضمن صورتين، الصورة الاولى (العليا) لمقطع  يرمز الى بغداد الحبيبة، وهي طبعا لجواد سليم و نصب الحرية في الباب الشرقي، والصورة الثانية (السفلى) لمقطع يرمز الى موسكو، وهي طبعا للكاتدرائية الملوّنة الرشيقة في قلب الساحة الحمراء، وبين الصورتين العراقية والروسية يوجد عنوان هذا الكرّاس و باللغتين العربية (في الاعلى) والروسية (تحتها) وهو –

لوحات لرواد الفن التشكيلي العراقي في سفارة جمهورية العراق / موسكو .                        

اطلعت – وبكل سرور ومتعة – على هذا العمل الفني المدهش الجمال، والذي يمكن ان نقول عنه (وحسب علمنا المتواضع)، انه اول نتاج تسجيلي تصدره سفارتنا بموسكو باللغتين العربية والروسية، نتاج يؤرشف لوحات رائعة لفنانين تشكيليين عراقيين موجودة في بناية السفارة العراقية بموسكو منذ فترة طويلة، وكان قسم منها معلّق هنا وهناك على جدران السفارة، والقسم الآخر محفوظ في المخزن، وقد (شمّرت السفارة عن ساعديها !)، و أعادت الحياة لتلك اللوحات، ووضعتها في أطر تتناسب مع تلك اللوحات، وعلّقتها في القاعة الكبرى للسفارة بشكل منسّق وجميل، مع شروحات تفصيلية عن كل لوحة،  والاشارة الى اسم الفنان الذي رسمها، بحيث تحوّلت تلك القاعة الى معرض أنيق وصغير للفن العراقي التشكيلي المعاصر، هذا الفن (الذي يعكس البعد الثقافي للعراق) كما كتب في مقدمة الكرّاس السيد سفير العراق في روسيا الاتحادية د. عبد الرحمن الحسيني . لقد تحولت القاعة الكبرى للسفارة الى متحف يُدهش كل من يزوره من العراقيين والعرب والروس والضيوف الاجانب من دول اخرى صديقة للعراق .

يقع الكرّاس في 21 صفحة من القطع الكبير، وهو مطبوع على ورق صقيل ممتاز، وتوجد على كل صفحة منه صورة للفنان التشكيلي العراقي مع لوحتة وعنوانها وتعريف وجيز بسيرة حياته ودوره في تاريخ الفن التشكيلي العراقي وباللغتين العربية والروسية، والفنانون التشكيليون (حسب تسلسل حروف الهجاء، والتي لم يؤخذ بها – مع الاسف - في الكرّاس) هم كل من:

اسماعيل الشيخلي/ حسن عبد علوان/ حسين الجمعان/ خالد الجادر/ رافع الناصري/ راكان دبدوب/ سعد الطائي/ سعدي الكعبي/ شمس الدين فارس/  عبد الجبار سلمان/ عبد القادر الرسام/ علاء بشير/ علي الجابري/ ليلى العطار/ ماهود احمد/ محمد علي شاكر/ موريس حداد .

 تصفيق لهذا العمل الرائد، الذي قدمته سفارة العراق بموسكو، والشكر الجزيل للذين أنجزوه، وفي مقدمتهم السيد السفير، الذي كان متحمّسا جدا لتحقيق هذا المتحف الجميل الفريد من نوعه شكلا ومضمونا، واصدار هذا الكرّاس التسجيلي حوله، الكرّاس الذي يمكن لنا – نحن العراقيين – ان نقدمه وبفخر لكل الاصدقاء الروس حولنا، الكرّاس الذي يجعلنا مرفوعي الرأس لأنه يُثبت للآخرين، اننا نمتلك في بلادنا هذه الثروة من اللوحات الفنية الرائعة الجمال، و(الجمال يُنقذ العالم) كما يقول دستويفسكي..

 ختاما اكرر الجملة التي ذكرتها في البداية – اول الغيث قطر ثم ينهمر.. ونحن ننتظر الاعمال اللاحقة للسفارة في هذه المسيرة المشرفة، المسيرة التي تعكس آدابنا وفنوننا وتاريخنا وحضارتنا، وهي بالطبع واحدة من أهم مهمات كل سفارة في العالم ......

***

أ. د. ضياء نافع

 

في المثقف اليوم