أقلام ثقافية

ماهية المثقف عندنا

رمضان بوشاربلو نتكلم عن المَشهد الثَّقافي عندنا، وعن دور المثقف في تغيير ذهنية هذا المجتمع وبنائه، كُلُّ في دائرةِ اخْتِصاصِه، فَإنَّهُ يَتَوَجَّبُ علينا أنْ نبحث في ماهية هذا المثقف، والذي كان ولا يزال تائها يبحث عن ذاته، بين من هم أشباه مثقفين محسوبين على الثقافة، وبين من تولوا زمام الأمور.

أولئك الذين راحوا يتكلمون بلسان من هم ربما أحسن منهم، ومن هم في طريق بناء أنفسهم، فلم يجدوا من يشد على أيديهم، ليقودهم إلى سُبُل النَّجاح.

أو حتى ينزعوا من أفكارهم عقدة التسلط والزعامة، فيسلموا المشعل لجيل لم ولن يؤمن بذلك الموروث الثقافي الاستعماري الدخيل.

كما أننا سنجد أنفسنا كذلك بأننا قد وصلنا إلى نقطة التوقف والتفكر والتدبر.

ثم نعود إلى السطر إذ يتحتم علينا ساعتها أن نشترك في سؤال ومحاولة البحث عن إجابة له.

وهو ما نوع ثقافتنا؟

هل هي ثقافة نابعة من ديننا الحنيف، وضعوا في طريقها متاريس كي لا تتماشى ولا تواكب المتغيرات العصرية؟

أم هي ثقافة عربية متفتحة على كثير من الحضارات ومختلف الأديان؟

أم تراها مجرد موروث حضاري استدماري مفروض علينا، تم ترسيخه في أذهاننا وتقنينه، وتسطيره لنا كي نمشي وفق ما سطر لنا، دون أن ندري إلى أين سيصل بنا.

وهنا يمكننا القول، أنه من الواجب علينا أن نضع حدا فاصلا لنقف عنده فنتدارك أنفسنا، قبل الضياع الأخير، حيث لا مجال لطوق النجاة، فننقذ ما تبقى مما يجب إنقاذه من نُخبٍ شابة.

ولذا صار من المفروض علينا، تثقيف السياسي بدلا من تسييس المثقف، وليس هذا فحسب، إنما علينا أن نفكر في كيفية خلق سلطة ثقافية معاصرة، من شأنها مجابهة الامتداد الاستعماري القديم، والتكيف ومستجدات الاستعمار الثقافي الجديد.

والعمل على إيجاد آليات، لتحصين مثقفينا من كل فيروس فكري دخيل، خاصة عقول الناشئة من أبنائنا.

لقد صار لزوما علينا أكثر من ذي قبل، أن نحرر تلك المستعمرات الفكرية، التي تستوطن جماجم الموضوعين على رأس الثقافة، فيسيرونها بتوجيه محكم ومدروس، من لدن أعداء الأمة، فتهوى بنا في هاوية لا قرار لها.

***

بقلم: رمضان بوشارب

في المثقف اليوم