أقلام ثقافية

الكتابة الواقعية!!

صادق السامرائيهل نمتلك القابلية على الكتابة الواقعية؟

الكتابة الواقعية ليست التعبير المرآوي (من المرآة) عن الواقع، وإنما الكتابة عنه بهدف تغييره، وضخه بالقدرات اللازمة لجعله أرقى وأفضل.

كلما تحدثنا عن مواجع الإبداع وإسهاماته السلبية في ترسيخ المكونات التدهورية للواقع، يأتيك الجواب الجاهز، أن الواقع كذا فماذا تريد من المبدعين؟

نعم إن الواقع كذا وكذا، والمبدع يجب أن يكون قوة إيجابية لتطهير الواقع من الأدغال، وإدامة طلعته الباهية الخضراء المعطاء المتحدية للويلات والبلاء.

إذا الواقع يبكي، لا يحق للمبدع أن يشاركه البكاء، بل أن يمسح دموعه ويمده بطاقات التجدد والبناء والنماء.

من الصور المنقولة عن الشعب الأوكراني، أن معظمهم برغم الواقع المأساوي، يتحدثون بلغة التحدي والإصرار على بناء المستقبل.

سألوا فتاة في سن الرابعة عشر من العمر عن مشاعرها وهي ترى الخراب الحاصل في البلاد، فأجابت: أنها تفكر بكيفية إعادة البناء!!

بينما نحن ننوح ونبكي ونذرف الدموع ونلطم، ويزيد المبدعون الطين بلة، وهم يرسخون السلوكيات الإحباطية الإستسلامية للمأساة، وبموجب ذلك كل سيئ يتطور، وكل جيد يتدهور، لأن الرصيد الواقعي يتعاطف مع الوجيع.

وقد ينزعج الكثيرون عند القول بأن الأقلام أسهمت بتراكم وتطوير الدمارات النفسية والسلوكية والأخلاقية والتفاعلية بين الناس، وهي حقيقة ماثلة للعيان، ونحاول إغفالها وتجاهلها، والنظر إليها بعين أخرى، وهذا نوع من النكران والتبرير والتسويغ لمزيد من التداعيات والإنكسارات والخيبات.

فلنكتب بمفردات الواقع لتغييره وضخه بطاقات التوثب نحو غدٍ أفضل.

فهل لنا أن نكتب ما يشاقي ويعافي؟

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم