أقلام ثقافية

مذكرة اغتيال

عقيل العبودربما لا تفي بالغرض الذي لأجله كتبت- وتلك قضية تناولها شاعر أدمعته الكلمات، وأحبته القصيدة، ليتم استضافته لاحقا عند جدارية هذا الصرح الهائل من الشهداء، وأخيار الوطن؛ استغاثة راح يتلوها عبر أنفاس حضارة، رحل أبناؤها قسرا. ليتم منحه بعد حين مرتبة الفائزين.

تمت الموافقة على استهدافه إبان لحظة اتفق المخادعون عليها وفقا لإشارة ضوء راحت تدنو صوب واجهة قريبة من الحلم.

استحوذ الخراب بناء على ما جاء في قصيدة صودرت أبياتها مع النطق بقرار الحكم عليها بالإعدام، ذلك بعد أن تعرض صاحبها إلى انفجار مفخخة قريبة، وتلك واقعة صارت تسعى لإن تقول آخر ما بحوزتها، لعلها تحط عند فضاءات آمنة.

غدت تعصف نافذة البكاء بلحظات لم تظهر إيقاعاتها إلا مع صفحات أخذت تتوالى تباعاً، تعقبها وجهات نظر متدنية.

سار الأخطبوط استجابة لعصر ارتدى ثوب الرذيلة ليفرض قاموس سفالته متزامنا مع أبجديات ثقافات لم يتم الإعلان عنها آنذاك.

رحل الشاعر أسوة بقصيدته التي احتضنتها لغة الصبح قبل أن يغادرنا، مودعا مهرجان المعجبين، يومئذ تحول شارع حيفا إلى مربعات اختطفتها أعاصير الفناء، ليتم الإعلان عن استهداف بقعة أخرى من نسيج أرض استوطنت حدائقها الافاعي.

رحل الصوت يوم أراد الشاعر أن يشكو هموم شعبه (لحسنة ملص) بعد أن أيقن أنها أشرف من أولئك الذين عجز عن مخاطبتهم، إسوة بمن سبقه من الشعراء.

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم