أقلام ثقافية

محرقة بغداد

عقيل العبودحين أستفيق، أستشعر أنفاس أيامها الحاضرة ، أستكشف موضوعات الأشياء مع مقارنة لا تخلو من استقراء المواقف والحكايات.

كثافة الأخبار هذه الأيام لم تعد تشجعني للمقارنة، إنما تدعوني فقط للتمرد والبكاء أو البحث عن مفردات جديدة للكتابة.

لقد سقط جبروت الموت في تابوت الحياة، معلناً عن أطروحة يمكن إعتمادها كدستور لمواكبة مجريات الأحداث بطريقة تدعو العامة لاتخاذ مواقف جديدة، ذلك بعد أن تراجعت مفردات الماضي، ليتم دفنها لاحقا مع حضارة اتفقت الأطراف المعنية على إجهاض شعبها، بعد أن تحقق التآمر على سلب جميع ثرواته وموارده، بما في ذلك تاريخه القديم، حتى تم الإعلان عن (بيع وطن مقابل شراء سلطة).

سلطة لا صلة لها بأصول الحكم، والأحكام، إنما تم التسويق لإستخدامها كوسيلة للثراء، وتبادل الأدوار، وتلك حكاية استحقت أن تأخذ مداراتها بعد أن أدى المنتفعون أدوارهم كل بطريقته.

سرقت آبار النفط، وأحرقت حقول القمح، وجففت المياه، وأفسدت مشاريع الري والطاقة، والكهرباء، وتم اختراق الصحة والإعلام والتربية ومجالس الحكم، مع خطة لترويج المخدرات، وتوسيع رقعة الملاهي، والنوادي الليلية والإعلام الذي يدعو للانحلال وتفشي الرذيلة. فأصاب الحاكم كما الحكيم وهن، وأقصي أصحاب الخبرات، والكفاءات عن مناصبهم التي يستحقون.

وبذلك ترتب على الطائر الجميل أن يحمل بين جناحيه أنشودة الكبرياء، لعله يهيئ لسمفونية جديدة على غرار معزوفة الفلامنكو، ليتها بغداد تعود إلى محافلها في الشعر والموسيقى، والتراث، ولعلهم أهل العلم، والدين، والفن يستعيدون مهرجانات بغداد القديمة.

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم