أقلام ثقافية

الملحن محسن فرحان..

نورس الكوت العاشق لقباب كربلاء وسلطان الاغنية السبعينية

محسن فرحان المولود في مدينة الكوت الغافية على ضفاف دجلة بوداعة وسكون عام 1947 والمنتقل مع عائلته بعد سنوات قليلة الى كربلاء مدينة القباب الذهبية وثورة الحسين ومواسم الدموع التي لاتنتهي دخل القلوب بجواز حب فوق العادة عام 1972 من خلال قصيدة الشاعر جبار الغزي (غريبه الروح) والتي يرى فيها عشاق الشاعر ترجمة لقصة حياته التي حملت الكثير من العذابات ويشاركه لوعتها الكثير من العراقيين مبثوثة على طبقات اشجى صوت عراقي واجمل قيثارة سومرية هو صوت الفنان حسين نعمة وكانت جمل محسن فرحان اللحنية ترجمة صادقة لاحاسيس شاعر عانى كثيرا واجاد صوت حسين نعمة في نقلها الى قلوب المستمعين قبل اسماعهم فاضافة تلك القلوب في سجلاتها اسم محسن فرحان مع الفرسان محمد جواد اموري وكوكب حمزة والقره غولي والسماوي وكمال السيد وغيرهم ثم توالت روائعه.. يكولون غني بفرح.. مابيه اعوفن هلي.. كوم انثر الهيل.. خساره يازمن.. عيني عيني.. البارحه..لو غيمت دنياي.. يافيض.. يازمان.. هوى الهاب.. طير الحمام و.. بين عليه الكبر. وشدت بالحانه الكثير من الاصوات الجميلة والمؤثرة في خارطة الطرب السبعيني مثل فؤاد سالم وسعدون جابر وقحطان العطار ورضا الخياط وانوار عبد الوهاب وكريم حسين وغيرهم الكثير من الاصوات التي تركت بصماتها في تاريخ الطرب العراقي

وهناك قصة طريفة هي التي صنعت من محسن فرحان ملحنا اذ نشا محسن فرحان في بيت يحب الشعر ويعشق الموسيقى وسط بيئة كربلائية تحرك احساسه وتلهب حزنه وهو يطوف المواكب الحسينية مشاركا ومستمعا للحزن واللوعة والدمعة المسكوبة على مصيبة الحسين وكل ماتقدم به العمر كان له اصدقاء من المبدعين والمثقفين في مدينته ومنهم صديقه لطيف رؤوف صاحب فرقة موسيقية الذي اكتشف موهبته فشجعه للانضمام الى فرقته منشدا لكن محسن فرحان لم يجد نفسه في الانشاد فاتجه لتعلم العزف على العود حبه الاول وبعد النجاح تعلم العزف على الة اخرى بعدها حرص على دراسة الموسيقى فاقتنى الكثير من الكتب الخاصة بها حتى تعلم التدوين الموسيقي ثم توج ذلك الجهد بدخول معهد الفنون الجميلة طالبا ثم ارتحل عام 1976 الى مصر ودخل معهد الموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة في القاهرة بأشراف عازف القانون (سامي نصير) حتى العام 1978 وخلال هذه الثلاث سنوات توطدت علاقته بكبار الملحنين ، ومحسن فرحان قامة لحنية عراقية بارزة شمخت بجانب القامات العراقية التي اثرت الغناء العراقي خلال عصره الذهبي في سبعينات القرن الماضي ولازال عطائه واشعاعه ممتدا حتى اليوم ولازالت اغلب الاغاني التي قام بتلحينها ترددها الشفاه وتطرب لها القلوب والاسماع حتى اليوم ولم يكتفي محسن فرحان بتلحين الاغاني انما كان له جهد واضح في تلحين القصائد المنظومة بالفصحى والاوبريتات المعروفة كما قام بتاسيس جمعية الملحنين والمؤلفين العراقيين مع فنانيين عراقيين اخرين من ملحنيين وشعراء شغل عضو اللجنة الوطنية للموسيقى ومستشارآ في وزارة الثقافة.اصبح رئيسآ لهذه الجمعية. اصبح مستشاراً فنياً لاتحاد الموسيقيين العراقيين.

واليوم يمر سلطان الاغنية السبعينية بمحنة صحية نبتهل الى الله ان يمن عليه بالصحة والعافية وان يعود لجمهوره ومحبيه سالما معافى موفور الصحة.

***

راضي المترفي

 

في المثقف اليوم