أقلام ثقافية

بأية لغة نفكر؟

فاطمة الزهراء بولعراسبداية أسأل القراء الذين قرأوا للكاتب الكبير محمد ذيب ثلاثيته الأشهر: الدار الكبيرة  الحريق، النول  هل كان يفكر بالفرنسية؟ قطعا فقد كان يمتلك روحا جزائرية قحة تجدها عند كل فرد منا والذين قرأوا كتبه (مترجمة) وخاصة تلك التي ترجمها سامي الدروبي وكان بعض نصوصها في المقررات التعليمية (مستوى سنة أولى متوسط) فإن التلاميذ في ذلك الطور لم يفكروا أبدًا بأن الكاتب لا يعرف اللغة العربية ولا يكتب بها ذلك أن لغته (الفرنسية) لم تكن سوى وسيلة أوصل بها فكره وإبداعه و(وطنيته) فمال قومي في هذا الزمن انقلبوا على أنفسهم وأصبحوا يربطون بين التفكير الراقي واللغة؟ إذا كان الإنسان هو الإنسان فهل يعتقد هؤلاء أن (الفرنسية) تجعله إنسانا ونصف؟ وأن (العربية) العدوة اللدودة للمفرنسين تجعله (نصف إنسان)؟ كان المفروض أن يتأسف الكتاب بالفرنسية أنهم لم يتعلموا لغتهم (الأم) وكان عليهم أن يوصلوا أفكارهم (الوطنية) بلغتهم المفروضة عليهم وألا يتبجحوا ويفخروا بها لأن (المتغطي بحوائط الناس عريان) هناك من فعلوا من الكتاب ونحييهم على ذلك لكن بعض الأسماء الممجوجة تصر على التطاول على الوطن والمواطنين ،وتبرز عضلاتها اللغوية في معركة لا طائل من ورائها سوى زيادة الأحقاد وكثرة الحزازات بين أبناء الوطن الواحد.

والذي يوصل إلى الشهرة هو الإبداع وروح النص وحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل لأنه نقل بنصوصه (الروح المصريه) إلي كل قراء العالم وكذلك كتاب أمريكا اللاتينية اللغة ليست سجنا وليست غنيمة إنها وسيلة لإيصال الأفكار التي لا لون لها ولاجنسية سوى أنها إنسانية دعونا من الغرور و(زيادة الفهم) فلن تخرقوا الأرض. ولن تبلغوا الجبال طولا لا بما تكتبون ولا بما تهرفون ستظلون مجرد مجتهدين تخطئون وتصيبون ولكم أجركم عند الله والناس.

تذكروا أن في الأسرة الواحدة أبناء أتقنوا العربية وآخرون أتقنوا الفرنسية ولكن أرواحهم كانت جزائرية وهذا هو المهم والأهم أيها الجزائريون كونوا أنتم وفقط تنجحوا وتفلحوا وترفع رايتكم أولم ترفع؟ بلى لقد رفعها شباب فكروا بروح (وطنية) وكتبوا بدم أحمر قان ألغى كل اللغات المجد للجزائر الحبيبة رغم عقوق بعض أبنائها.

***

فاطمة الزهراء بولعراس

في المثقف اليوم