أقلام ثقافية

البصرة جوهرة التأريخ!!

البصرة من الأمصار التي بناها الخليفة عمر بن الخطاب، سنة (636) ميلادية،  (البصرة والكوفة والفسطاط)، وكانت في بدايتها معسكرا للجيش، فتطورت وتحولت إلى حاضرة إستقطبت جهابذة الفكر والمعارف في عصرها، ومنها إنطلقت علوم العربية ونحوها، وتأسست مدارسها.

"البصرة هي الأرض الغليظة ذات الحجارة الصلبة، وقيل الأرض ذات الحصى، وقيل الحجارة الرخوة البيضاء، وهي عند ملتقى دجلة والفرات .

وإستشار عتبة بن غزوان عمر بن الخطاب في تمصير البصرة فأمره أن ينزل موقعا قريبا من الماء والمرعى، فوقع إختياره على مكان البصرة وكتب إليه: إني وجدت أرضا في طرف البر إلى الريف، ومن دونها منافع ماء، فيها قصباء. فكتب له:أن إنزل فيها.

فنزل فيها وبنى مسجدها من قصب، وبنى دار إمارتها دون المسجد، وبنى الناس سبعة دساكر من قصب لكثرته هناك. وعندما أصاب القصب حريقا إستأذوا عمر بن الخطاب البناء باللبن فاذن لهم في إمارة إبي موسى الأشعري بعد وفاة عتبة سنة 17 هجرية، فبني المسجد ودار الإمارة باللبن والطين وسقفوها بالعشب، ثم بنوها بالحجارة والآجر".

البصرة مدينة الفراهيدي والجاحظ وفقهاء الدين المشهورين، والعديد من المذاهب والمشارب والتوجهات الفكرية والفلسفية والعلمية.

وهي إحدى المدرستين النحويتين (البصرة والكوفة) التي وضعت أسس وضوابط اللغة العربية، ومنها سيبويه، وأبو الأسود الدؤلي، وإبن سيرين، والحسن البصري، وغيرهم من الأنوار.

 والبصرة أثرَت الوعي المعرفي الإنساني، وأسهمت بإخراج البشرية من الظلمات إلى أنوار العقل الوهاجة، هذه المدينة العراقية المشعشعة عبر مسيرة الأمة، والتي سبقت بغداد بأكثر من قرن، وقدمت فكرا أصيلا وعلما وفيرا، لا نقرأ عنها، وكأنها نسيا منسيا، وهي النبع الدفاق لأصول العلوم اللغوية والفقهية، ومنها جهابذة أفذاذ لا يمكن محوهم من الذاكرة، وستتواصل الأجيال تنهل من إبداعاتهم.

تحية لبصرتنا العزيزة الفيحاء، درة المعارف وجمانة الفكر والإدراك.

فهل لنا أن نقرأ عن البصرة ما يبعث فينا روح نكون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم