أقلام ثقافية

بين الأدبية والتنكلوجيا نشأ الأدب الرقمي

الأدب الرقمي أوالأدب الإلكتروني هو أحد أنواع الأدب، يتألف من ألاعمال ألادبية التي تنشأ في بيئة رقمية، ويجمع بين الأدبية والتكنولوجيا ولا يمكن تلقيه إلا عبر وسيط إلكتروني كالهواتف والحواسيب.

مع بدء ثورة التطور العلمي ودخول التكنولوجيا الحديثة الى الكثير من جوانب الحياة، حصل تغيير كبير في الكثير من انماط الحياة، ومنها الجوانب العلمية والثقافية. فباتت الثقافة الإلكترونية حالة جديدة تطرح لغة وأبجدية جديدة، فرضت وجودها إلى جوار الموروث من الثقافة المكتوبة، وأحيانا دخلت في إطار مصادرتها لمصلحة ثقافة جديدة، فرضها واقع جديد أفضى لضرورة التعامل معها بنظرة واقعية وتصالحية. واصبحت الشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة ومتحررة من الكثير من القيود المفروضة على الكتابة والنشر، حيث ابرزت الكثير من الامكانيات والمواهب لاسيما في مجال الادب، كالشعر والقصة والرواية من خلال المدونات الرقمية الالكترونية.

فيما أثار الباحثون في هذا المجال تساؤلات عدة أبرزها:

- هل يستحق المتوفر على الشبكة العنكبوتية مسمى الأدب الرقمي أم هو مجرد هوامش لا ترتقي للأدب الرقمي ؟

- وهل الناقد العربي مؤهل لالتقاط الظواهر والقضايا التي يثيرها المنخرطون في الأدب الرقمي ويستطيع أن يبلورها ويبني عليها قضايا نقدية؟

- وما هو مستقبل الكتاب المطبوع؟

للاجابة على هذه الاسئلة المطروحة نستعرض ايجابيا وسلبيات الادب الرقمي وفقا لاراء الادباء والنقاد:

فعلى سيبل المثال وصف الشاعر محمد سمحان الادب الرقمي بأنه "أعطى فرصة للمبدعين الحقيقيين لأن ينتشروا وينشروا نصوصهم وكسر احتكار الصحف والمجلات التي لا تنشر لأي من الأصوات الشعرية الجديدة". واشار الدكتور جميل حمداوي في كتابه (الادب الرقمي بين النظرية والتطبيق) الى ان الادب الرقمي لا يعد جديدا ع الاطلاق وانه ظهر قبل ظهور الحاسوب، ويقصد هنا الشريط والفيلم والسينما والتلفزة والهاتف، وعلى الصعيد العاللمي نجد الروائي فيليب بوتز يتحدث لنا في مقالاته عن ايجابيات هذا النوع من الادب مؤكدا انه استمرار للاعمال الادبية.

وفي الجانب الاخر نرى بعض الاكاديميين يعللون سلبيات هذا النوع من الادب الى:-

 صعوبة الحفاظ ع حقوق الملكية الفردية فضلا عن اهمية الورق والاعمال الادبية المطبوعة في حياتنا.

 هذا وان هذا المجال أتاح لأي كان نشر نصوصه بأخطائها الكتابية والنحوية والفنية، ويتلقى تعليقات وإشارات إيجابية من خارج أصحاب الاختصاص. فإن الشبكة العنكبوتية أصبحت ساحة مفتوحة للمجاملات لأدعياء الكتابة، الذين يكتبون نصوصا ليس لها علاقة بالكتابة الإبداعية ويحصلون على مئات التغريدات على نصوص لا قيمة لها، وتشكلت ما تشبه المافيات الأدبية.

وفي هذا الصدد، يجدر القول بأن هناك رؤيتين حول الأدب الرقمي؛

الأولى يرى الكثير من الدارسين أن النص هو النص، سواء كتب على الورق أم في شاشة ضوء، ولا فرق بينهما.

والثانية ترى أن مصطلح "الأدب الرقمي" لا يطلق إلا على النماذج الرقمية التفاعلية التشاركية التي تتداخل فيها الصور والأصوات والإخراج، ويسهم المتلقي في بناء النص مع صانعه الأول!  وبهذا فان الادب الرقمي يختلف عن المكتوب في كثير من الاحيان بان تتخلله وسائل ايضاحية لمضمون العمل الادبي كأن تتخلله مقاطع صوتية او فديوية اوصور توضيحية تساعد المتلقي على استقبال المعلومة بسرعة فائقة ما لا يمكن للكتاب المطبوع ان يوفره.

واجابة على مستقبل الكتاب المطبوع، يرى الكثير من المهتمون بهذا الادب بان بزوغ نجم الادب الرقمي ما هو الا بداية الافول لنجم الكتب المطبوعة والامر يعود الى عدة امور منها:

1. سهولة الحصول على الكتب بنسخها الرقمية وتوفير جهد العناء في البحث بين المكتبات.

2. سرعة الوصول الى المعلومة ضمن الكتاب الرقمي اذا ما اريد  اجراء اي دراسة علمية على مضمون الكتاب.

3. سهولة الاقتناء والحمل والمطالعة اذ لا يتطلب اقتنائها مكتبات ولا رفوف ويمكن المطالعة في اكثر من كتاب في ذات الوقت وفي اي زمان ومكان في البيت في السفر.

4. امكانية انشاء مكتبة الكترونية تضمن الاف الكتب في الحواسيب اللوحية المحمولة.

5. عدم ادراك الاجيال الحالية مهما بلغت ثقافتها اهمية اقتناء الكتب المطبوعة كونهم لم يتلقوا ثقافتهم منها ولانهم نشؤا في بيئة الثقافة الرقمية من خلال منصات التواصل والمدونات الرقمية.

***

اعداد: ايناس صادق حمودي

 

في المثقف اليوم