أقلام ثقافية

ماذا أكتب؟

شدري معمر عليالكتابة اليومية أو الأسبوعية، كتابة عمود ليس بالأمر الصعب على الكاتب المحترف الذي تلبس بالكتابة منذ مراهقته وبداياته، تتصارع الأفكار في عقله و تتنافس المواضيع كل موضوع يتحبب إلى الكاتب ويبرز مفاتنه ويتزين ويقول له: اكتبني أيها الجميل يا عاشق الجمال.

ولكن الكاتب في كثير من المرات مزاجه متقلب، لا يريد أن يكتب، لا رغبة له في مداعبة القلم والغوص في عوالم المعنى، إنه يعلم يقينا أن الكتابة مثل الحرث في أرض جدباء قاحلة لا ماء فيها ولا حياة، يستنزف قلبه ورحيق روحه باحثا عن قارئ ما في هذا الكون الفسيح ليعتنق أفكاره ولكن هيهات هيهات، قد يجد قارئا عابر سبيل، يتأمل الكلمات ثم سرعان ما يشعر بالملل فيمر عليها مرور الكرام..

لماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟ سؤالان فلسفيان محيران يسألهما كل كاتب، تتضارب الآراء حسب خبرات كل كاتب وظروفه وبيئته.

الكاتب الصيني " جاو كسينجيان " صاحب نوبل 2000 يقول في محاضرة من محاضراته: (من تجربتي في الكتابة يمكنني القول بأن الأدب أصلا تأكيد الرجل على قيمة نفسه ويثبت هذا أثناء الكتابة، الأدب ولد أوليا من حاجة الكاتب للإنجاز الذاتي بغض النظر عن تأثيره على المجتمع وذلك التأثير بالتأكيد لا يقرر ضمن رغبات الكاتب إنما يتبع كمال العمل). 

ماذا أكتب؟ كتبت لكم أصدقائي هذه الكلمات غير المخطط لها ولا أريد منكم قراءتها ولا أبحث عن قارئ ما، لقد غيرت رأيي، أكتب فقط لأرضي ذاتي لأشعر نفسي بأني موجود،رغم القبح المسيطر على العالم، أنا موجود رغم كل الظروف القاسية والمدن الإسمنتية التي تحاصر أفكاري وتسجن روحي، أنا هنا في هذه البقعة المنسية، أستمد من اسمي "علي" علو الهمة والارتفاع إلى القمم السامقة، أنا هنا شعاري " خلق ليكتب". ".

***

شدري معمر علي

كاتب وباحث في التنمية البشرية

 

 

في المثقف اليوم