أقلام ثقافية

القصيدة وأزمة المصطلحات!!

صادق السامرائيعندما نتفحص التراث بإمعان نجد شعرا ونثرا، بل هناك نثر أجمل من الشعر.

فلا توجد قصيدة نثرية، بل قصيدة وحسب تعريفها : "أنها الأبيات المنظومة على روي واحد لا تقل عن سبعة أبيات " أو " مجموعة من الأبيات الشعرية متحدة في الوزن والقافية والروي، وتكون من سبعة أبيات أو أكثر".

وقد أشار عدد من الباحثين إلى إضطراب المسميات والمصطلحات في ثقافتنا العربية، مما تسبب بالتشوش وعدم الوضوح، وسهولة إطلاق العنان للإتيان بما لا يمكن تعريفه.

وتجدنا قد تحدثنا عن القصيدة النثرية والنثر الشعري، ولا نعرف ماذا نعني بما نقول وندّعي، وصار الشعر أشكالا وكينونات بلا ملامح ومميزات تفرقها عن غيرها من الكتابات، وكأن العربية لغة مستهانة، ولكلٍ الحق أن يحشر فيها ما يشاء، دون تجربة حقيقية وحاجة إبداعية ذات قيمة ومعنى.

فما أنتجه المبدعون يمكن تسميته بالنصوص الأدبية، ولتكن ما تكن، أما أن تحشر بالشعر فموضوع آخر، لآن تعريفات الشعر تميَّعت، وفقدت توصيفاتها الحقيقية، وأضحى كل كلام شعرا.

والعرب تعرف فن الكلام، ولديها أغراضها المتنوعة منه، فالخطابة مهما تمادت في جماليتها وروعتها وبلاغتها لا تسمى شعرا، بل خطابة، وما أبدعه الكتاب العرب عبر العصور من الجمال البلاغي والبيان ما يذهل، وبقي فنا كتابيا متميز الأسلوب والتأثير.

وقس على ذلك صنوف الكتابة ومعطياتها الخلابة.

بينما نلصق كل ما نخطه بالشعر، ونبتكر له مسميات ونتوهم بتعريفات لامعنى لها، ولا أثر في حياة الناس.

فمن حق المبدع أن يكتب ما يشاء من النصوص،  إذا تمكن من لغة الضاد وأجادها وأتقن أساليبها، ويبقى ما يكتبه نصا بديعا، ولا تقل أنه شعر!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم