أقلام ثقافية

الكتابة والعزوبية

شدري معمر علينحن نعلم أن المرأة محفزة الكتاب والشعراء وهي الوقود الذي يؤجج عاطفة الكاتب ويدفعه إلى إنتاج أعمال أدبية راقية لكن كثير من الكتاب والفلاسفة تطرفوا في نظرتهم لمؤسسة الزواج وتكوين أسرة واعتبروا أن الزواج مقيد للإبداع لأن مشاغل الأسرة والأبناء تبعدهم عن عزلتهم الروحية والفنية فمن الفلاسفة والكتاب الذين لم يتزوجوا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: ديكارت كيركيغارد ونيتشه وجان جاك روسو هؤلاء من الفلاسفة أما الكتاب فمنهم: ستندال وبلزاك وفلوبير وبودلير ورامبو ربما السبب يرجع إلى أنانيتهم ونظرتهم الدونية للمرأة وفي العالم العربي وقف الفيلسوف عبد الرحمن بدوي موقفا هجوميا من مؤسسة الزواج فيرى المرأة عائقا رغم أنه هام عشقا بفتاة هولندية وبفتاة ألمانية وكذلك الكاتب العبقري العصامي عباس محمود العقاد فقد هاجم المرأة فهو يراها أن لها طبيعة معقدة لأنها محكومة ولأنها ضعيفة ولأنها آخر العبيد الذين لم يحررهم الرجل والذي قال: " وراء كل رجل عظيم امرأة " هي امرأة كما رأى أن " المرأة خائنة بطبعها و أن المرأة والخيانة توأمان " .                                               وهناك بعض الفلاسفة والكتاب من حاول الزواج ولما فشلت علاقته بالمرأة أعلن العداء والرفض كلية للارتباط وتكوين أسرة و إنجاب أبناء فكتبه هي أبناؤه الذين يخلدون ذكره . فالفيلسوف "سبينوزا" قد أحب فتاة في مستهل شبابه ولكنهم رفضوه وزوجوها لشخص آخر فلم يعد التفكير مرة أخرى في الزواج .

أما " نيتشه" فقد دمرته تلك المرأة اللعوب "لو أندريا سالومي" وفي مرة من المرات أعجبته إحداهن فأرسل لها أحد معارفه لإخبارها ومفاتحتها بأمر الخطوبة ولم يعلم أن هذا الشخص هو زوجها الشرعي، أليس هذا جنون الفلاسفة وخروجهم عن المألوف ؟ فما أتعس حظ بعض الكتاب عندنا، لقد تأثروا بهؤلاء الفلاسفة والكتاب وكأنهم أنبياء فاختاروا طريق العزوبية والوحدة وهم في الحقيقة ضحايا قراءاتهم الفلسفية فأقول لهم: لا تسلموا عقولكم لهؤلاء، تزوجوا ففي الزواج السعادة والهناء والخير والبركة .

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

 شدري معمر علي

في المثقف اليوم