أقلام ثقافية

أبناؤنا بين الحب الأحمق والحب الأعمق

الحب حسب علماء النفس: "هو مجموعة من المشاعر والتصرفات التي تتميز بالاهتمام والشغف والالتزام تجاه الشخص الآخر، وتنطوي تحته مجموعة من الأمور، تتضمن الرعاية والحماية بالإضافة إلى الثقة والتقارب والانجذاب، وفي غالب الأوقات يرتبط بمشاعر إيجابية، مثل الإثارة والسعادة والرضا عن الحياة"

فإذا كان الحب عاطفة نبيلة نكنها للآخرين فتجعلنا ننجذب إليهم ونهتم بهم وخاصة تجاه أبنائنا لكن هذا الحب إذا لم نضبطه و نوجهه الوجهة الحسنة قد يتحول إلى حب أحمق و إذا وجهناه الوجهة التربوية الحسنة يكون حبا أعمق  وقد يتساءل القارئ العزيز كيف أفرق عندما أحب أبنائي بين الحب الأحمق  والحب الأعمق ؟ 

الحب الأحمق هو أن تتساهل في تربية ابنك فتغرس فيه العادات السيئة كأن تشتري له إذا بكى ما يطلبه منك فإذا كبر يبتزك ويتمرد عليك ...

الحب الأحمق أن توفر لابنك كل ما يحتاج إليه من ماديات ولا تعلمه الصلاة ولا حب القراءة و عشق العلم والمعرفة والتفوق في الحياة.

الحب الأحمق أن ترى ابنك يتلفظ بالفاظ نابية أو يتعدى الآخرين فتبتسم وتقول في نفسك : إن ابني قد كبر وصار رجلا ...

الحب الأحمق أن تخرج ابنتك كاسية عارية ولا توجهها بل تظن هذا من التحضر والتقدم فكيف أرجع ابتي إلى عصور الظلام ؟.

الحب الأحمق إذا فشل ابنك في الدراسة تكيل للمعلم شتى التهم وتبرئ ابنك من هذا القصور والفشل...

هذه أمثلة بسيطة عن الحب الأحمق في تربية أبنائنا فالحب الأحمق دافع للفشل والانهزامية والتمرد..

بينما الحب الأعمق أن نوجه ابناءنا إلى طرق الخير فنحثهم على العلم و الالتزام بالقيم الأخلاقية و أن لا نوفر لهم كل شيء حتى لا ينشأوا على الرفاهية والرخاء والكسل فيفقدون معنى الحياة..

الحب الأعمق أن نعلم ابناءنا تحمل المسؤولية منذ الصغر، بترتيب ادواتهم و اغراضهم وتكليفهم بشراء بعض حاجيات البيت ..

فالحب الأعمق هو بناء لشخصية الابناء وتكوينهم النفسي ليكونوا في المستقبل قدوات صالحة تبني الأوطان وتساهم في النهوض الحضاري.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

 شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم