أقلام ثقافية

الفكرة والشعر!!

هل يمكن للفكرة أن ترتدي ثياب الشعر؟

لا أقصد بالشعر النص الغير ملتزم بالأبحر الشعرية، وإنما الذي يمضي على إيقاعاتها المتعارف عليها، والتي تجعل من العبارة كيانا تاما قادرا على التواكب مع الأزمان.

وليس كل موزون بشعر، وليس كغيره بشعر، فالشعر من الشعور، ولا بد من جرعة أحاسيس ومشاعر وعواطف ممزوجة بالكلمات، وبإيقاعات تخاطب النفس والقلب والعقل والروح.

فهل للفكرة موطئ قدم في الشعر؟

الفكرة مبعث أي نشاط، فهي الجذوة أو القدحة التي تلهب وتؤجج، وتنطلق في ربوع العطاء الإبداعي بأنواعه، إن كان ماديا أو معنويا.

ولكي تذوب الفكرة في نص شعري على صاحبها أن يستوعبها ويتمثلها، ويغرق فيها وينبثق منها، وعندها ستكون لسان حاله، وصوت ما فيه من الخلجات والأحاسيس والنبضات الإيقاعية.

ولا يوجد نص شعري تام وقادر على تمثيل الفكرة، وإنما يبقى صاحب النص يدور حول الفكرة حتى يمسك ببجدة المعنى، ويأتي ببيت القصيد الذي إستجمع فيه جوهرها.

فتجد في كل قصيدة بيتا أو بضعة أبيات تمثل الفكرة، وما حولها تعبيرات لتحقيق منطلقاتها، وتأمين تفاعلاتها مع مفردات الواقع الذي إنتشرت فيه.

فليس من اليسير التعبير عن الفكرة بنص شعري، مما يجعل العديد من النصوص محاولات للإرتقاء إلى عرش الفكرة، ودفعها لنث أنوارها وتأكيد مراميها.

فصب الفكرة في نص شعري، يتطلب جهدا كبيرا ومجاهدة طويلة، وإعمالا متميزا للعقل، للوصول إلى صياغة النص المعبر عنها، والممثل لذاتها، وما فيها من الطاقات الإلهامية والإبداعية الأصيلة.

فهل أفكارنا رهن إرادتنا، أم ما نقكر به غير موجود؟!!

***

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم