أقلام ثقافية

متى يكون الأدب عالميا؟

كثير ما يناقش الكتاب والأدباء والدارسون مصطلح " الأدب العالمي " و هناك من ينفي عن الأدب العربي بأنه أدب عالمي ويدرج أعمالا قليلة ضمن هذا المصطلح فماءا نقصد بالأدب العالمي؟

حسب ويكيبيديا: " يُشير مُصطلح الأدب العالمي في سياق الكلام إلى مجموعةِ الآداب الوطنية القومية في العالم، ويُقصَد به بشكلٍ خاصّ بلوغ الآداب القومية المختلفة حضوراً عالمياً بفضل تطور وسائل الطباعة والنشر والنقل، إذ أحدَث ذلك تأثيراً في واقع الآداب، وأخرجها من حدودها القومية الضيقة باتجاه العالمية، لتجتمع أرقى الأعمال الأدبية من مختلف الآداب تحت مظلة أدبٍ عالميٍ واحدٍ؛ فهو الأدب الذي اجتاز الحدود بين الدول، وترجم إلى كثير من لغات العالم، وحقق انتشارًا واسعًا، وشهرةً كبيرةً، بفضل ما يمتلك من خصائص فنية، تتمثل في تصويره بيئته، وتعبيره عن قضايا تهم الإنسان ....".

فالترجمة إذن وتحقيق الانتشار والشهرة و التعبير عن قضايا الإنسان هي التي تجعل من هذا الأدب ادبا عالميا، يخرج من بيته المحلية ليعانق أشواق الإنسانية..

" وكان للعالم الألماني الشهير يوهان غوته رأي آخر، حيث نفى وطنية الأدب وانتماءاته باعتبار أنّ كل نتاج أدبي هو إرثٌ وأدبٌ عالمي؛ غير أننا نقوم هنا بعملية إسقاط على بعض كتابات البرازيلي باولو كويلو والتركية إليف شافاق، في محاولة للوصول إلى تعريف الأدب العالمي بناءً على مقوماته الذاتية التي توجد داخل المتن نفسه والتي تجعله يتحدى الخطوط الجغرافية ويحلق نحو شعوب العالم بلا تردد، تعريف قائم على معايير النص تعطى له مساحة أكثر شمولية".

فمن جانب، يرى بعض علماء الأدب المقارن ومنهم محمد غنيمي هلال في كتابه «عالمية الأدب وعوالمها» أن معنى الأدب العالمي هو خروجه عن نطاق اللغة التي كتب بها إلى لغات أو آداب أخرى، أي أنه الأدب المترجم ضمن إطار التعاون الفكري، وأنه تبعاً لذلك يكون الأدب عالميّاً إذا تحدث عن قومية مختلفة. وعليه يمكن، مثلاً، تسمية رواية «القندس» للسعودي محمد علوان أنها عالمية؛ لأن بعضها حدث في الولايات المتحدة ونعتبر «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ محلية؛ لأنّ أحداثها لم تسافر!

فالأدب العالمي ينطلق من المحلية فالكاتب المبدع ينقل بيئته وثقافته وتقاليده ويلتقط تلك اللحظات الإنسانية التي تعبر عن الحب والألم و الصراع فيصوغها في عمل أدبي يتسم بالجمال والقدرة على الغوص في أعماق النفس الإنسانية فالأدب العالمي ليس أدبا أديولزجيا، ضيق الأفق ، ادب بلا قيم ولا روح شفافة.

***

* الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

.......................

المراجع:

1- ويكيبيديا.

2- رسول درويش ،مفهوم العالمية في الأدب الروائي، دراسة في كتابات إليف شافاق وباولو كوهيلو ..، صحيفة الوسط البحرينية ..

 

في المثقف اليوم