أقلام ثقافية

كيف تحافظ على رشاقتك الذهنية؟

يفكر الإنسان  في الحفاظ على رشاقته الجسدية ويحرص على ذلك وينفق أموالا طائلة ويستشير خبراء الرياضة والتغذية كل هذا من أجل جسم صحيح وسليم وقوام رشيق ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل الرشاقة الجسدية تكفي وحدها من أجل الصحة الجسدية والعقلية ؟

والحقيقة التي تؤكدها الدراسات العلمية أن الرشاقة الجسدية لا تكفي وحدها بل تحتاج إلى الرشاقة الذهنية من أجل التفكير القويم والسوي حتى يتخذ الإنسان القرارات الصائبة وتكون له القدرة على الإبداع وحل المشكلات التي تعترض حياته .

ما الرشاقة الذهنية؟

يعرف الباحثون في مجال علم النفس والتنمية الذاتية: " الرشاقة الذهنية على أنها القدرة على الاستجابة للأحداث بطريقة مرنة والقدرة على التحرك بسرعة بين الأفكار المختلفة، وإذا كنت تتمتع بهذه الصفة فستكون قادرا على أن تجد أفضل مسار للمضي قدما في العمل والحياة على الرغم من العقبات والأحداث غير المتوقعة. وهنا فإن الأمر لا يتعلق بالحصول على جميع الإجابات الصحيحة، بل بالثقة في أنه يمكنك اكتشاف طريقة جديدة للقيام بالأشياء للوصول إلى النقطة التي تريدها في حياتك أو عملك".

ما هي الاستراتيجيات المتبعة من أجل رشاقة ذهنية ؟

هناك كثير من الاستراتيجيات إذا اتبعها الإنسان حافظ على رشاقته الذهنية في أي سن كان ومنها:

1- القراءة:

كما جاء في موقع الجزيرة نت فالقراءة "تساعد في حماية الذاكرة وتطوير مهارات التفكير، خاصة عندما تبدأ في التدهور مع تقدم العمر.

فهي تبطئ هذا التراجع عن طريق تحسين المرونة العقلية بشكل عام، والحفاظ على عمل أجزاء مهمة من الدماغ. ووجد باحث من جامعة ليفربول أن عمليات مسح الدماغ للأفراد الذين قرؤوا الشعر مؤخرا أظهرت زيادة في النشاط والاتصال أكثر من غيرهم".

2- النقاش والحوار:

ففتح نقاشات مع غيرنا وتبادل الأفكار عن طريق الحوار المثمر  مما لا شك فيه أنه يحفز  العقل وينشط ذهن الإنسان فعن طريق الأخذ والرد يشحذ الإنسان قدراته العقلية ويتعلم مهارات التواصل الفعال فيحترم آراء الآخرين ولا بتعصب لرأيه فقط ..

3- تعلم لغة جديدة:

فعندما يبذل الإنسان جهدا في تعلم كلمات كل يوم من لغة جديدة فهذا ينشط دماغه ويحميه من الخرف وأمراض العقل ونحن نعلم أن تعلم لغة جديدة معناه معرفة جديدة وإثراء رصيد الإنسان بخبرات وأفكار من ثقافة أخرى تختلف عن ثقافته .

4- البحث عن حلول أخرى:

الإنسان متعود أن ينظر إلى زاوية واحدة فقط فإذا أصابته مشكلة يبحث عن حل واحد وينسى أن لكل مشكلة العديد من الحلول وهذا يتطلب التفكير الخلاق والتفكير الإبداعي خارج الصندوق  فالبحث عن الحلول ينشط الذهن ويجعله يلج إلى عوالم أخرى لم تكن في الحسبان.

5- القيام بأشياء جديدة:

من أجل القضاء على الروتين اليومي والخروج من دائرة الراحة والملل ينبغي على الإنسان أن يقوم بأشياء جديدة ، يسافر إلى بلد لم يزره من قبل ، يغير من مظهره ، يدخل في دورات جديدة لتنمية ذاته، يؤسس مشروعا تجاريا..

6- ضع أهدافا طموحة:

الإنسان الناجح النشيط ذهنيا هو صاحب الهمة والطموح دائما يرسم أهدافا طموحة لنفسه كلما حقق هدفا انطلق لتحقيق الآخر فهذا يحفز عقله ويجعله يقظا ذهنيا.

7- ساعد الآخرين:

مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم وإدخال السرور على قلوبهم تجعل الإنسان في قمة النشاط الذهني فيسعد هذا الإنسان قبل أن يسعد غيره ويتمتع بالرشاقة الذهنية والنفسية ويشعر بالحيوية تسري في أعماقه ...

بهذه الاستراتيجيات التي ذكرها الخبراء وبتطبيقها تحافظ على رشاقتنا الذهنية ونخرج من دائرة الجمود والانغلاق والتعصب ويكون عقلنا قادرا على حل كل المشاكل التي تعترض حياتنا ببصيرة وحكمة وعلم.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم