أقلام ثقافية

الاحتراق النفسي

يعيش كثير من الموظفين الذين وصلوا إلى سن التقاعد النسبي والمسبق الاحتراق النفسي خاصة بعد أن وجدوا أنفسهم مرغمين على مواصلة العمل إلى سن الستين وهم الذين بدأوا مشوارهم في سن العشرين أو أقل .

فما هو الاحتراق النفسي وما هي مؤشراته؟

الاحتراق النفسي أو الإنهاك الوظيفي كما عرفته الكاتبة "هنادي خالد" هو عبارة عن حالة الإجهاد العاطفي والجسدي والعقلي الناجم عن الإجهاد المفرط والضغط النفسي في العمل، يحدث ذلك عندما تشعر بالإرهاق الشديد والاستنزاف العاطفي وبأنك غير قادر على تلبية المهام المستمرة ومع استمرار التوتر تبدأ في فقدان الاهتمام والدوافع التي كنت تقوم من أجلها بهذا العمل من البداية.

تستطيع عزيزي الموظف المحترق نفسيا أن تكتشف مؤشرات هذا الاحتراق التي تحدث عنها علماء النفس .

فهناك مؤشرات جسدية تكتشفها عندما تشعر بالتعب والإرهاق وتفقد مناعتك فتصاب بأمراض متكررة وبصداع وآلام في العضلات وتتغير عادات الشهية والنوم.

وهناك مؤشرات عاطفية: تشعر بالفشل والشك والعجز والانهزامية فتميل إلى العزلة والوحدة فتفقد كل دوافع الحياة فتصير إنسانا سلبيا ذا نظرة سوداوية وتفقد الرضا والقناعة وتقود نفسك إلى الهاوية .

وهناك مؤشرات سلوكية: تتجلى في انسحابك من تحمل كل مسؤولية وتفقد سرعة آداء المهام فتماطل وتتكاسل عن إنجازها وتتأخر عن العمل أو تكثر من الغيابات والشهادات المرضية.

وحتى تخرج من هذا الاحتراق النفسي المدمر هناك استراتيجيات يقدمها مستشارو وعلماء النفس للتتعافى من هذا الاحتراق وتخرج بأقل الخسائر وإلا أصابك لاكتئاب ودخلت إلى نفق الجنون والانهيار العصبي ومن هذه الاستراتيجيات:

أولا: العناية بالذات: طور نفسك واقرأ وتثقف وتعلم مهارات إدارة الضغوط وتجاوز المشكلات .

ثانيا: غير بعض أنماط التفكير والحياة: فغير تفكيرك السلبي للأمور والوظيفة إلى تفكير إيجابي فهذه الوظيفة التي مللت منها هناك الآلاف بل الملايين من يتمناها فهي توفر لك مرتبا وأجرا تعيل به أسرتك فاحمد الله واشكره على نعمه وغير أيضا نمطية حياتك، حسن مظهرك، سافر، مارس هواية تحبها، تعرف على أصدقاء جدد .

ثالثا: حسن علاقتك الاجتماعية: اخرج من قوقعتك وتواصل مع محيطك، تطوع في جمعيات خيرية كجمعية كافل اليتيم، انظم إلى النوادي الفكرية والثقافية والبيئية.

رابعا: غير طريقتك التي تنظر وتفعل من خلالها مهام عملك: عامل زملاءك بلطف، تجاوز عن أخطائهم تعلم طريقة جديدة لآداء المهام بجهد أقل وفعالية كبيرة.

هكذا عزيزي الموظف بهذه الاستراتيجيات المهمة تنقذ نفسك من لهيب الاحتراق النفسي فأنت وحدك الإطفائي ليطفىء نيران هذا الاحتراق .

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

 

في المثقف اليوم