أقلام ثقافية

نجيب محفوظ والشرعية الأدبية

في كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ " للكاتب رجاء النقاش الذي صدر في الذكرى العاشرة لحصول نجيب محفوظ على نوبل و قد استغرق إعداده سبع سنوات و سجل معه خمسين ساعة وعلى مدار ثمانية عشر شهرا  يسرد لنا بلغة جميلة عن كيفية إقناع الكاتب الكبير نجيب محفوظ على كتابة مذكراته ورغم أن فكرة كتابة هذه المذكرات اختمرت في عقله منذ ثلاثين سنة وفي سنة 1991 وافق الروائي الكبير نجيب محفوظ أن يحكي له سيرته الذاتية روى نجيب محفوظ سيرته الحافلة بالأحداث والإنجازات وكان صريحا في رواية أحداث حياته فهو يعترف بكثير من الأسرار عنه وعن أصدقائه فعندما يتحدث عن الكاتب الكبير توفيق الحكيم يفند تلك الإشاعة عن بخله ويتساءل كيف يكون بخيلا و قد أنفق أكثر من خمسة عشر ألف جنيه في عرسها؟ وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت و يروي أيضا عن وفاة ابن توفيق الحكيم الموسيقار الذي مات بسبب الإدمان على الخمر وطلاق ابنته زينب ..

والذي يهمنا في هذه المذكرات التي هي صورة صادقة عن عصره سياسيا واجتماعيا وثقافيا ..هو التزامه الصارم بالكتابة و الإخلاص لها فرفض السفر و كل المغريات التي تضيع وقته وتصرفه عن الإبداع فهذا الالتزام والإصرار نتج عنه أعمالا سردية عظيمة استطاع بها أن يتحول إلى قامة إبداعية عربية وعالمية توجها بجائزة نوبل الذي لم يكن ينتظرها ولا يفكر فيها عكس زوجته التي كانت تراه بأنه يستحقها ، فكسب نجيب محفوظ شرعيته الأدبية من الكتابات الخالدة التي تجاوزت خمسا وخمسين عملا بين الرواية والقصة القصيرة وليس الشرعية الوهمية الكاذبة التي يريد بعض الكتاب أن يتحصلوا عليها بنص أو نصين فيحدثون الضجيج الإعلامي ولا يعرفون بأن هذا الوهم سرعان ما يذهب ويتلاشى أمام الحقيقة المرة التي ستصدمهم ..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

في المثقف اليوم