أقلام ثقافية

أيام سعدة وأخرى نحسة

تعتبر المجتمعات الشرقية ذات الديانات السماوية ــ على وجه الخصوص ــ من اكثر المجتمعات ولعاً بالمعتقدات التي تُصنِف الايام والسنوات بين منحوسة واخرى سعدة  وهذا الأمر يعود الى ثقافتها وايمانها بان هذه المعتقدات لها اصولها في الاحاديث والنصوص ذلك ان بعض نصوص الكتب السماوية تذكر هناك أيام منحوسة في الاسبوع واخرى في الشهر والسنة وكذلك مثلها من الايام والسنوات السعيدة ، واذا  انتابنا الشك في صواب هذا المعتقد نجد انفسنا عاجزين عن تفسير ما حدث في سنة 1889 ففي هذه السنة ولد هتلر ونهرو والعقاد وطه حسين والمآزني وعبد الرحمن الرافعي والممثل شارلي شابلن والمؤرخ توينبي والفلاسفة هيدجر ومارسيل وفتجنشتين ، فهل هي مصادفة ان تكون هذه السنة بهذا الخصب و يرى النور فيها هذا العدد من رموز الابداع والفلسفة والأدب والفن ورجالات التاريخ؟ .

لقد اهتم العرب القدماء بهذا التصنيف ووصل بهم الحال الى تقسيم أيام الشهر الى ايام سعيدة وأيام منحوسة طبقا لحوادث مرّت بها تلك الأيام فمثلا يصفون اليوم الأول من الشهر انه مبارك لأن آدم قد خُلق في هذا اليوم وكذلك اليوم الثامن والعشرون صالح للأعمال وذلك لولادة النبي يعقوب لذا ينصحون بالتزوج فيه والبيع والشراء والسفر ويعتبرون ايضا اليوم التاسع والثامن عشر والثاني والعشرون واليوم الثلاثون من الشهر جيدة وصالحة لفعل كل شيء  في حين يحذرون من اجراء المعاملات والسفر في اليوم الرابع والثالث عشر والرابع والعشرون والحادي والعشرون فهي في نظرهم واجتهادهم ايام منحوسة ومشؤومة وفي معتقدهم ايضا هناك ايام تجمع بين المباركة والنحاسة مثل اليوم الثامن والعشرون .

لقد عاش العراقيون عقود طويلة لازمهم فيها النحس وطاردهم الشقاء تمثلت في مسلسل الانقلابات المتعددة والاقتتال الداخلي والحروب الخارجية ومن ثم مسلسل الحصارات وتعاقب الأنظمة الدكتاتورية وكلها تعتبر سنوات منحوسة يا ترى متى تطرق بابهم السنوات السعيدة يرون فيها الأمن والاستقرار والرفاهية والعيش الكريم والعراق يمتلك كل مقومات هذه النعم؟ .

***

ثامر الحاح امين

في المثقف اليوم