أقلام ثقافية

الكتابة في أزمنة القحط والخراب

إلى صديقي الشاعر المبدع والإعلامي القدير إبراهيم قار علي ردا على سؤال له: كيف أستطيع أن أكتب وأبدع في جو لا يساعد على الكتابة والإبداع؟ .

بدأت الكتابة يا صديقي العزيز إبراهيم مع دخول الجزائر موجة العنف والقتل في الوقت الذي هاجر كثير من المثقفين أرض الوطن بقيت متشبثا بالبقاء على هذه الأرض الطيبة أكتب وأنشر بإستمرار مع صورة ترافق مواضيعي كنت أعالج نفسي من الخيبات والانكسارات والخوف من المجهول بالسفر الممتع والشاق عبر سفن الكتابة وسط الأمواج المتلاطمة لم نكتب لشهرة ولا لمجد ولا للتقرب من مسؤول...

أكتب لأنني أعشق الكتابة، ولم أستمر طوال هذه السنوات ثلاثة عقود إلا بإلزاد الذي أتزوده مرافقة الكتب ومحاورتها والغوص في أعماق حياة هؤلاء المبدعين الذين خبروا الحياة وشربوا من كؤس الدمع حتى الثمالة... 

كم فكرت في ترك الكتابة لأنني أعطيتها أكثر مما اعطتني منحتها شبابي ومالي الذي حرمت  منه ابنائي فتحت عيني فإذا بي لست من  رجال الأعمال الذين  يملكون السكن المريح والمكتب الفاخر، والمركب الفاره بل من  رجال الأفكار، يعرضون بضاعتهم في سوق كاسدة، يعودون منها يجرون أذيال الخيبة والهزيمة...

لقد وضعت يا صديقي اصبعك على الجرح متى يلتفت الوطن لمثقفيه ومبدعيه؟ كم أتألم عندما أجد فنانا اوشاعرا لا يملك ثمن دواء بل تذكرة سفر لحضور ملتقى حتى وإن تظاهر بالسعادة والفرح ...

لا بديل لنا عن الكتابة، إنها موهبة سنسأل عنها، رسالة نؤديها حتى ونحن نتألم ونتوجع من النكران والجحود واللامبالاة.. سأقرأ وأكتب ياصديقي وانا طامع في الكرم الإلهي " اقرأ وربك الأكرم " الكرم الذي سيأتي في وقته فيخرجنا من متاهة الضيق المادي والهامش القاتل إلى دائرة الضوء والسفر وزيارة دول العالم ..

أنا ياصديقي أرى العالم من زاوية بسيطة في مقهى، مع فنجان قهوة مرة، ارتب بها مزاج الحياة، مع هذه المرارة ياصديقي ثمة حلاوة في الأفق فلا حزن ولا يأس فغدا يوم جميل كجمال إبداعك ونقاء سريرتك وصدق وطنيتك..

***

صديقك: الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

قاعة الأساتذة : الساعة 10.30

 

في المثقف اليوم