أقلام ثقافية

مُتناثرٌ وموصول (2)

واحدة من عبقريات فيكتور هوجو أنه، قبل نحو 150 عاماً على "تحرير"! العراق.

أمريكانياً في 2003، صاغَ متوالية جهنميّة: [ مظلومُ الأمس، جلاّدُ الغد]، لكن الناس في جنوب أفريقيا و رواندا كَسَرَت هذه الدورة الشيطانية.. فهنيئاً لهم!!

* * *

التسامحُ والرأفة (دون النسيان!) نُضجٌ فكريٌ – حضاري،.

الثأرُ والإنتقامُ من الغرائز الدونية عند البشر!

* * *

هل هناك ما هو أكثرُ إيلاماً وقهراً من إستبدادٍ يَتزَيّا بالدين؟! إنه وصفَةٌ مضمونة للفشلِ!.

أضيقُ بحاضرٍ يريدُ للمستقبلِ أنْ يُعيد الماضي، ويعلنُ براءة الجريمة!.

* * *

أناملُ الشك تقرصني، وصمتُ الكلمات يلسعني، يؤرِّقُ منامي وصحوتي...

من أينَ يتسرَّبُ الضبابُ إلى شُرفتي وشمسُ الضحى تُكركِرُ؟!

سأدفُنُ ذكرى محدّدة، كي لا تبقى حيَّةً فتتفسّخ!

لا أتذكّرُ الماضي ولا أنساه! أتذكّره فقط، حين يختنقُ الهواءُ بغبار "الآن"!

لأنني أُحاولُ أنْ أحتفي بصداقة اليومي، والشيء المُتاح!

**

" يموتُ القديم، في وقتٍ لم يُولد فيه الجديد"! غرامشي.

هذا هو حال عالمنا اليوم، الذي يمكن تسميته بمرحلةٍ إنتقالية!

ولكن ماذا بعدها؟!

لا أستطيعُ التكهُّنَ بها.. إنها مفتوحة على إحتمالاتٍ متعددة، بما فيها إفناءُ الحياةِ على كوكبنا

[ قاصداً ألصقتُ الـ - نا- بالكوكب، لأنه مِلكُنا جميعاً، كما قال كانط في محاضراته عن السلم

المستدام: أنَّ الأرضَ مِلكٌ لمن عليها..]

**

أتلصَّصُ تحتَ جلبابِ مفردةٍ شرِدَتْ مني في الصحوِ، فنهشَتها جِراءُ أُميِّي " اللغة" من الحاكمين!.

**

إبقَ في الهامش! فيه تفوز بحرية الرفض.. حرية أنْ تقولَ نعم، أو لا، دونَ أنْ تحترقَ بضوء. "المركز".. تبقى بعيداً عن سطوته و"مترافقاته" من كياناتٍ وأجهزة.. تنالُ من حصنِ حُلمكَ الذي تريد وأمضيتَ عمركَ تُرضعه!

فليست الحريةُ في تغييرِ الواقع، إذا كان ذلك مُستطاعاً! بل في أنْ لا تسمحَ للسائدِ بتغييركَ كيفما يهوى!!

فدع شمسَ المستحيلِ شمعتك، لأنكَ لا تسعى إلى شيءٍ تافه!!

**

" إذا لم تكتب اليدُ، فهي رِجلٌ "! معن بن زائدة.

أكتبُ تفادياً للنسيان!

فالكتابةُ تأجيلٌ للموت..هي متعةٌ وفِتنة. اللغة وسيلتي الوحيدة في هذا العالم..

لا أشعرُ بحريتي، إلاّ حينَ أَكتب فأكتشفُ علاقاتٍ جديدة لي بالأشياء والمعنى..

فيها (الكتابة) أُجرجِرُ الحنينَ من ساحة الغفلة.. لأنَّ الذكرى سنارةُ النسيان!

**

أُريدُ أَنْ أزورَ ماضِيَّ، لكنني أرهبُ مبيدي الأماني، الذينَ لا يسمعون دقّات قلب الحنين!.

فلا عزاءَ إلاّ في صدرِ حنينٍ مؤجّلٍ، وفي نعمة "النسيان"!

يكفينا الذي إبتلعناه مما تيسَّرَ من غَصة!

**

حين داهمت زُمرةٌ من الغوغاء (ميليشيا) مَشرباً.. تَبَخّرَ السُقاةُ والشاربون...

جمَعَ الميليشياويونَ كؤوسَ "الحرام" يتقَصّوْنَ ما ترسّبَ في الكؤوسِ من همسٍ!

**

لقد تمَّ إكتشافُ كل شيءٍ تقريباً!.

ما زالت التفاهة قارةٌ غير مكتشفة.. فيها العجائب والغرائب!!

**

أشرَقَتِ الشمس ولا من خيار آخر...

ما الجديد؟!

إنها تفعل ذلك منذ ملايين السنين!

**

الرنينُ يُفشي نوعية المعدن، والكلام نوعية البَشَر!.

**

الشهداء، هم الذين جعلونا نفتح الشبابيك كل صباحٍ ونقولُ: صباح الخير أيها الفَرَح!.

إنهم ليسوا صوراً أو مِنصَّةً يمتطيها الخطباءُ أو حروفاً تُحبَّرُ بها صفحات لكتابة إنشاءٍ هابط عن بطولاتٍ خالية من المعنى.. إنهم بَشَرٌ لهم أسماءٌ وحكايات وتاريخ.. من غير الجائز تحويل الشهداء إلى مَكَبّةٍ للخُطبِ الرنانة!

**

يموتُ المقاتلون في الخنادقِ المتقابلة، ولا يعلمون إلى اليوم مَنْ كان منتصراً!.

**

لم أَقع في غواية الجمال، بل سعيتُ إليها!.

**

أجلو المفرداتٌ من صدأ الصمت ومُكر التورية..أصطادها من جموعِ ما يهربُ جزعاً من سَقطِ.

المَقيلِ والمكتوب َ!

**

معاً، أنا وصديق السوء... الأمل! لا نعرفُ ماذا نفعل لبعض!.

فقد غدا الأملُ ألماً، والرجاءُ خيبة!

**

غيمةٌ رحيمة، غطَّت الأُفق.. مَنَحتنا فرصة إلتقاطِ الأنفاس من الركض وراء السراب!.

**

قبولُ مقاييس العصر الحاضر، أضحت من "المسلمات"!.

على المثقف الحق ألاّ يخطأ فيقبلها!!

**

إنْ قرأتَ التاريخ جيداً، ستجد أنَّ التمرد والعصيان كانا فضيلة الإنسان الأولى...

بفضلهما حدث التغيير والتقدم طُرّاً!

***

يحيى علوان

في المثقف اليوم