أقلام ثقافية

البصمة الكربونية للسياحة

يأتي مصطلح (بصمة الكربون) أو (البصمة الكربونية) للإشارة إلى أحد مكونات البصمة البيئية، ويمثل مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) المتأتية من قطاع أو نشاط أو فعالية أو برنامج أو حدث أو عملية إنتاجية، أو مؤسسة أو شركة أو منشأة أو مرفق أو معمل أو ورشة أو مشغل أو ماكنة أو آلة، أو بلد أو اقليم أو مدينة أو منطقة أو بلدة أو مجموعة أشخاص أو شخص، أو سلعة أو خدمة. وفي مقدمة هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكربون (الانبعاثات الكربونية)، الأشد وطأة، وأحد المسببات الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي التي القت بظلالها الثقيلة الواسعة على مختلف مناحي الحياة على كوكبنا. ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة فان الغاز المذكور، وعلى نحو غير مسبوق، قد وصل تركيزه في الغلاف الجوي في عام 2015 إلى (400) جزء من المليون، مسجلا زيادة في عام 2016 بسبب ظاهرة (النينو). أما (البصمة الكربونية للسياحة) فهي مجمل ما يخلفه القطاع السياحي أو صناعة السياحة من هذه الانبعاثات في بلد ما، وبخاصة الانبعاثات الكربونية، واستنادا إلى عدة عوامل ومنها، أولا: حجم السياحة الواردة (الوافدة). ثانيا: بعد أو قرب البلد (المستقبل – المضيف) كمقصد سياحي بالنسبة للسياح الوافدين. ثالثا: حجم السياحة الداخلية. رابعا: مستوى الوعي البيئي بأهمية البيئة لدى السياح، ومدى اهتمامهم بقضايا البيئة الراهنة، وادراكهم لخطورة الغازات الكربونية وبقية الغازات الدفيئة بالنسبة لحالة المناخ على كوكبنا، والنتائج السلبية المترتبة على ذلك. خامسا: حجم السياحة الصادرة. سادسا: حجم القطاع السياحي في البلد أو حجم صناعة السياحة الوطنية. سابعا: السياسة البيئية الرسمية المتبعة في البلاد من حيث إدارة الموارد ومعالجة المشاكل المحلية، وموقفها من القضايا البيئية الدولية، وبخاصة موضوع الاحتباس الحراري وتغير المناخ. ثامنا: الكيفيات التي يتم بها إدارة وتشغيل وصيانة المشاريع السياحية، وآليات وطرق تسويق منتجاتها، ومدى التزامها بشروط وقواعد الاستدامة البيئية المعروفة، وغيرها من العوامل. كما للسياحة الداخلية بصمتها الكربونية، وأيضا السياحة الأجنبية الوافدة. وأيضا لكل مقصد سياحي أو وجهة سياحية بصمتها الكربونية، وأيضا للمنشآت والمرافق السياحية من منتجعات وقرى وفنادق ومطاعم ومنتزهات ترويحية واستراحات وكازينوهات ومراكز غوص ومدن ملاهي... الخ بصماتها الكربونية الخاصة بها، وأيضا رحلات التخييم ورحلات السفن والقوارب ورحلات التنزه، ومختلف البرامج والنشاطات والفعاليات السياحية، مثل المهرجانات والمعارض والمسابقات، وللمنتجات السياحية والخدمات والسياحية والخدمات التكميلية المرتبطة بها، والسفن واليخوت والعوامات والمراكب والزوارق والطوافات والعبارات السياحية. وكذلك الامر بالنسبة للزوار والسياح أنفسهم، فكل واحد منهم يخلف بصمة كربون معينة بجزئين (البصمة الرئيسية والبصمة الثانوية). وتكون هذه البصمات متباينة ومختلفة الاحجام، وبحسب كمية الانبعاثات الكربونية التي يسببون بها في زياراتهم وأسفارهم لغرض السياحة، ويتم احتسابها بموجب برنامج وأدوات ومقاييس دولية قد أعدت خصيصا لقياس حجم هذه الانبعاثات، وعلى أساس الطن المتري من مكافىء ثاني أكسيد الكربون (وحدة قياس الغازات الدفيئة). ومن أدوات احتباس بصمة الكربون للفنادق وبقية أنواع منشآت الايواء في قطاع السياحة والسفر أداة وضعتها (الشراكة الدولية للسياحة) بالاشتراك مع المجلس العالمي للسفر والسياحة (دبليو تي تي سي) و(23) من رواد شركات الضيافة العالمية، وأطلقتها في عام 2011 تحت مسمى: مبادرة قياس كربون الفنادق (اج ام سي اس). 

***

بنيامين يوخنا دانيال

 

 

في المثقف اليوم