أقلام ثقافية

البروفيسور سعيد شيبان رجل البصر والبصيرة

عاش البروفيسور المجاهد وطبيب العيون  المفكر والداعية" سعيد شيبان" عمرا مديدا (توفي يوم -4 ديسمبر - 2022) في الدفاع عن قضايا الوطن وفي نشر الفكر فكان يشارك في الملتقيات والندوات الفكرية ويساهم بكتابة المقالات وكان رجلا فاضلا متواضعا صاحب خلق قال عنه الكاتب  عبد الحميد عبدوس:

" كانت السمة البارزة التي لا تخطئها العين في شخصية الدكتور سعيد شيبان هي التواضع وحسن الخلق هذه المكرمة تتصدر عقد فضائله العديدة وخصاله الحميدة التي لم تتغير خلال اتصالي الوثيق به وطول عشرتي معه على مدى أكثر من عقدين من الزمن في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي يظل من أبرز حكمائها و أوفى الملتزمين بخطها ومنهجها الرشيد وحرص لسنوات عديدة على إخفاء تبرعه المتواصل من راتبه الشهري للجمعية التي لم تجد ما تستحقه من دعم ورعاية مادية....."(1)..

فمن هو هذا الفارس الذي ترجل اليوم؟ وما هي سيرته العطرة..؟ دعونا نبحر في محيطات هذه الشخصية العظيمة:

ولد المفكر سعيد شيبان  في 2 أبريل 1925في قرية الشرفة (ولاية البويرة حاليًا) درس بالمسجد العتيق في القرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية للأهالي بمشدالة حيث كانت آنذاك المدرسة الوحيدة بالمنطقة، وتحصل بها على شهادة الابتدائية في مايو 1937، التحق بعدها بثانوية ببن عكنون، المقراني حاليا وحين اندلعت الحرب العالمية الثانية في سنة 1939، انتقلت الثانوية لمدة سنة إلى مدرسة تكوين المعلمين ببوزريعة. وتوقف عن الدراسة من 1942 إلى 1943 بسبب تعرض ثانوية بيجو (الأمير عبد القادر حاليا) للقنبلة من طرف الطائرات الألمانية.، بعد دخول الإنجليز والأمريكان للجزائر ورجع إلى بلدته إلى المسجد العتيق لتعلم العربية بشكل جيد ودرس على يد الشيخ « ارزقي بن شبلة» وفي يوليو 1946، تحصل غلى شهادة الباكالوريا والتحق بالكشافة الإسلامية الجزائرية والنشاط السري لحزب الشعب الجزائري ثم سافر إلى ألمانيا والتحق بجامعة ستراسبورغ، وفي مارس 1956 شارك في مؤتمر اتحاد الطلبة الجزائريين في باريس وتعرف على محمد الصديق بن يحي ورضا مالك. وشارك في مؤتمر ستراسبورغ مع أحمد طالب الإبراهيمي وبلعيد عبد السلام ومحمد الصديق بن يحي وغيرهم. وشارك في إضراب الطلبة في مايو 1956. ثم في يوليو 1958، قدم أطروحته التي كانت جاهزة قبل عامين. ونجح في عام 1959 في امتحان تخصص طب العيون

في ماي 1962 أشرف على مستشفى تيزي وزو بطلب من جبهة التحرير الوطني وبقي فيها 6 سنوات وفي سنة 1969،ا عين رئيسا لبعثة طبية جزائرية لمساعدة النيجر بسبب الحرب الأهلية  وانتخب أمينا عاما لإتحاد الأطباء الجزائريين في سنة 1974.

في 1979 أسهم مع البروفيسور أحمد عروة في تأسيس الجمعية الجزائرية لتاريخ الطب.

في 1984 ساهم في إعداد المعجم الطبي الموحد حيث كان عضو لجنة العمل الخاصة بالمصطلحات الطبية العربية.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. 

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

.......................

المرجع:

1- عبد الحميد عبدوس، لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال، موقع عبد الحميد بن باديس.

2- ويكبيديا.

 

في المثقف اليوم