أقلام ثقافية

الآثار السلبية للتغيرات المناخية على سياحة مشاهدة الفراشات الملونة

تعتبر الفراشات الملونة المنتشرة في كافة قارات العالم (باستثناء القارة القطبية الجنوبية – انتاركتيكا) من أكثر الاحياء البرية الحيوانية تأثرا بظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري، سواء كانت من النوع الذي يتكاثر لمرة واحدة في السنة، او من النوع الذي يخلف عدة أجيال في السنة الواحدة. وهناك الكثير من البحوث والدراسات الحديثة التي تؤكد هذه الجوانب على نحو قاطع ومؤكد من حيث تغيرات في توقيتات ومسارات الهجرة وظهور اختلافات في الاحجام والاوزان والاعداد، وحصول تغير في دورة الحياة واستبدال الموائل لأكثر من سبب وغيرها. وتنبه إلى المخاطر والتحديات التي تواجهها هذه الكائنات الحساسة والرقيقة والزاهية بالألوان في ظل  هذه التغيرات المناخية. ومنها دراسة أعدت من قبل علماء وبحاث من جامعة (شرق انجليا)  في (نورويتش) ببريطانيا، ونشرت نتائجها في مجلة (علم البيئة الحيوانية 2016)، وتبين على نحو بين الآثار السلبية والخطيرة لارتفاع درجة الحرارة في الشتاء على الفراشات. ودراسة قيمة أخرى شملت (300) نوع من الفراشات بعنوان (أطلس مخاطر التغيرات المناخية على الفراشات الأوروبية 2008)، أجريت برئاسة العالم الألماني المعروف (جوزف زيتله) ونشرها مركز (هيلموت تسنتروم) بالتعاون مع (الرابطة الألمانية لحماية الطبيعة) (نابو)، وتشير نتائجها إلى احتمالية مغادرة (25%) من هذه الفراشات موائلها بحلول عام 2080) إذا ما ارتفع متوسط درجة الحرارة (4،1) درجة مئوية. الامر الذي انعكس سلبا على سياحة مشاهدة الفراشات والأنشطة المرتبطة بها في العديد من البلدان بشكل أو بآخر. مثل التصوير والرسم والتتبع والرصد والدراسة والمقارنة... الخ. كما يحدث في (سيرانيفادا) بوسط المكسيك التي تستقبل سنويا، وخلال الفترة من تشرين الثاني وآذار ملايين الفراشات الملكية البرتقالية اللون الآتية من الولايات المتحدة الامريكية وكندا، قاطعة (4800) كم تقريبا، هربا من الصقيع والبرد القارس، وطلبا للجو اللطيف (علما ان الفراشات كائنات محبة للحرارة بصورة عامة وفقا للدكتورة  الدينا فرانكو  المحاضرة في العلوم البيئية في كلية العلوم البيئية بجامعة ايست انجليا 2016)، مشكلة بذلك واحدة من أهم الظواهر الطبيعية التي تجذب سنويا نحو (120 – 150) الف زائر وسائح بيئي ومن ذوي الاهتمامات الخاصة (سياحة الاهتمامات الخاصة). غير أن عددها في انخفاض خلال السنوات ال (20) الأخيرة، والمساحة التي تشغلها في انحسار وتراجع بسبب التغيرات المناخية وعوامل أخرى، لتنخفض إلى (2،94 هكتار = 1،19 فدان) خلال 2012 / 2013 مقابل (27،6 فدان) في 2000 و(18،19 هكتار) لموسم 1996 / 1997 وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية واللجنة الوطنية للمناطق الطبيعية المحمية في المكسيك. ووفقا لدراسة أجراها عدة علماء ومنهم (ماركوس كرونفورست) أستاذ البيئة والتنمية في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية. ونشرت نتائجها في دورية العلوم الدولية (نيتشر 2014) فان هذه الظاهرة قائمة منذ الأزمنة القديمة، ولكن اعداد الفراشات الملكية المشاركة بها في انخفاض دائم لعدة أسباب، ومنها الأسباب المذكورة في أعلاه، لتصل إلى (33 – 35) مليون فراشة فقط خلال موسم 2013 / 2014 مقابل (مليار) فراشة تقريبا قي عام 1996 بحسب السجلات المحلية التي تقدم بيانات واحصائيات مهمة ومعتمدة في هذا المجال.

***

بنيامين يوخنا دانيال

 

 

.....................

للمزيد من المعلومات، ينظر: (آفاق سياحية) للمترجم، مطبعة بيشوا، أربيل – العراق 2017.

 

في المثقف اليوم