أقلام ثقافية

الوصول بلا طعم

تعودت أن أشتري خبز  الصباح من عند نفس الخباز وأنا في طريقي لإيصال أولادي إلى مدارسهم .

خباز من القلائل  الذين  يتقنون الخبز في أيامنا.

ومع انتهاء العام الدراسي تخليت عن سلك نفس الطريق وتخليت بذلك عن وفائي لنفس البائع. أصبحت أسلك طريقا مغايرا  يوصلني إلى العمل في أقصر وقت. صرت أقتني الخبز من أي بائع ألمحه بالصدفة.كان الطعم غير الطعم وكان مذاق الخبز يختلف كل يوم من سيء إلى أسوأ.

تساءلت لماذا يضطرنا سلوك طريق مختلف لصباحاتنا إلى التخلي عما يستحق الوفاء؟

قد يجيب من لا يهمه طعم الإجابات"إنها الظروف" وقد يجيب من يجهد  ذهنه في المسببات إنه الإنسان "أحادي الاتجاهات"، ضيع حب الوصول لديه كل المذاقات.

ولكن، أليس الطريق هو الدرب الذي نمشي عليه لكي نصل الي ما نريد؟

أحيانا نمشي في طريق توصلنا إلى ما نريد.  

وأحيانا أخرى نضطر إلى تغيير الطريق  فلا نظفر سوى بما يسد رمقنا دون أن يكون له مذاق الخبز اللذيذ.

نحن قليلا ما نبذل الجهد والعناء لنحافظ على درب  كنا نتذوق من خلاله ونستطعم، مأخوذون بفكرة الوصول.

 لكن كيف يكون الوصول عندما يكون بلا طعم؟

"فكرة الهدف، ‏أن تؤخذ بها، يفوتك الزهر على الدرب وشدو الطير وجمال رنّات خطواتك ، الهدف يسرق منك النزهة ولا يمنحك ذاته.." يقول الشاعر اللبناني وديع سعادة.

***

درصاف بندحر - تونس

 

في المثقف اليوم