أقلام ثقافية

أروع القصص

القصة من الأجناس الأدبية التي تسْتهوي الكثيرُ من القُــرَّاء الذين يأْسرُهم هذا النوعُ من النصوص الحكائية، فيجدون فيه المتعة، والفائدة؛ بل يميلُ الكثيرُ من هُـوّاة المطالعة لقراءة القصة ويستهويهم هذا الفنُّ، لما يتضمَّنه من الإثارة، والتشويق، والسّحر الأدبي الجذَّاب.

إن لقراءة القصة من جَـمِّ الإفادة المعرفية، واللغوية، والأسلوبية، والمتعة؛ لأن القصة أيضًا قد تكون أسلوبًا تربويٌّا ودعويًّا، قد انتهجه الرسل، والأنبياء في الدعوة إلى الله سبحانه؛ يقول تعالى: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. [الأعراف/ 176].

وذلك لــما تحمله القصص من العبر، والأحداث الواقعية التي تُجسِّد الحياة، وتُقرِّبها للأذهان وُتذلِّل فهمها، وتخــتصر الكثير من الشرح، والتبسيط الذي يكون فيه الحديث مباشرًا وعْــظيًّا، قد لا يؤتي ثمرته. وقراءة القصة أيضًا تُنمِّي المدارك العقلية، فقد أثبتَت الدراسات أن القصة تخصب الخيال وتُثريه، وبالتالي تُعطي مرونةً للتفكير، وتزيد من القدرة على الإبداع، فتُنشِّط الذاكرة بسبب حفظ أحداثها ونمط الشخصيات وعلاقتها بعضها ببعض.

في هذا الشّأْن صدر أخيرا عن دار " سامي" للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي كتابٌ بعنوان:

{من أرْوع القصص.. في التحفيز والتغيير والسعادة والنجاح} للدكتور الإعلامي السابق في قناة الجزيرة، والأستاذ الجامعي حاليا في جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي. الطاهر اعمارة الأدغم.

الكتاب من الحجم المتوسط في 141 صفحة، تضمّنت إضافة إلى الإهداء والمقدّمة 60 نصًّا قصصيًّا اختارها، وحرّرها المؤلف الدكتور الطاهر الأدغم، مَــحْورها في سبعة محاور:

1 ــ في الحبّ والإحساس والتقدير.

2 ـــ في القوّة الذّاتية والنجاح.

3 ـــ في المهارات والتخطيط والأهداف

4 ـــ في الإيجابية.

5 ـــ في التغيير.

6 ـــ أنا وأنت والآخر.

7 ـــ في الرضا والسعادة.

من مُقدِّمة الكتاب:

«... القصة حاضرة في مسيرة حياتنا، فتقابلُنا، ونحن نقرأ هنا وهناك، ونحن نتحدّثُ مع الآخرين، ونستمع إلى الكبار، وأصحاب الخبرة، والتجربة، وحتى الصغار، وهم يعبّرون ببساطة وعفوية عن قصص، وحكايات، وخيالات.

وفي هذا الكتاب عددٌ مُعْتبرٌ من القصص المتنوِّعة ..60 قصة قرأتُ بعضها في الكتب، واستمعْتُ إلى عددٍ آخر من المحاضرين التحفيزيين، وغيرهم، وتابعْتُ قسْمًا منها عبْر مواقع التواصل الاجتماعي. ثمّ عزمْتُ على جمْعها في كتاب مع شيء من الحذْف، والتهذيب، والزيادة، والإثراء؛ ثم إعادة الصياغة والتصرّف في بعض المصطلحات، والمُسمّيات؛ فعددٌ من هذه القصص وصل إلينا من بيئات ثقافية أخرى؛ ومن ثمّ قد تحتاج إلى تقريب، أو تعديلٍ لِتُناسب ثقافتنا، وقيمنا، وموروثنا الاجتماعي. ص: 05

نماذج قصصية من الكتاب:

ــــ 1000 ألف دولار فقط

{وفي غمرة الفرحة بادر القبطان إلى سؤال الرجل عن أجرته؟

فأجاب: 1000 دولار فقط..

فاستغرب القبطان من هذه الأجرة العالية.. وصرخ في وجه الرجل:

ــــ 1000 دولار مقابل عدّة طَرَقات بمطرقة صغيرة على المحرّك.. وردّ الرجل بابتسامة، وثقة:

ــــ دولارٌ واحدٌ مقابل ضربات المطرقة و 99 دولار مقابل المهارة.}

المتسوّل والاستراتيجية

كان يجلس على رصيف طريق عامٍّ ..يضع أمامه لوحة كُتب عليها:

(أنا ضريرٌ ..أنا فاقدٌ للبصر).

ورغم ذلك لا يكسب من جلسته تلك إلّا القليل من عطايا الناس..عددٌ محدودٌ  من المارّة يهتمّون به، وبشأنه..

في يوم من الأيام مرّ به أحدُ خبراء الدعاية، والتسويق، فأشفق عليه، وتأثّر لحالته..يجلس ساعات عديدة ليكسب دراهم معدودة.. جلسة مرهقة لا يجني منها العائد المناسب. أخذ خبيرُ الدعاية اللوحةَ التي كانت أمام الضرير المتسوّل، وكتب عليها من جديد:

(نحن في فصل الربيع لكننا لا نستطيع رؤية جماله..)

ووضع اللوحة، وانصرف لحال سبيله دون أن يتحدّث مع المتسوّل. ولمّا عاد  الخبير في يوم آخر، ومشى من الطريق نفسها لاحظ أن العطايا التي يقدّمُها المارّة للمتسوّل زادت بقيمة أكبر.

وهكذا ودون الإشادة بالتسوّل مهما كانت الأسباب، والضرورات، نُدْرِكُ بوضوحٍ:

{تغيير الاستراتيجية = تغيير مجْرى الحياة}

قصص جميلة، ماتعة مُحمّلة بتجارب وخبرات استراتيجية تُحفّز على: تغيير مسار الحياة إلى الأفضل، كما التحفيز لتحقيق النجاح والسعادة.

قصص أتت من إعلاميّ سابقٍ متميّزٍ، وباحث أكاديميٍّ جامعيٍّ، ومؤلِّفٍ قدير صدرت له عديد الأعمال، منها:

1ــ قضايا عربية. 2 ـــ قضايا دولية. قضايا سوفية. 4 الفرعونية: تجلّيات معاصرة.5 ــ دندنات ثورية.6 ـــ دندنات ديمقراطية.

***

كتب: بشير خلف

في المثقف اليوم