أقلام ثقافية

صور ناطقة في رواية "صبا مطر"

للصورة في الرواية، معنى آخر، وقد اختار الروائيون تضمين اعمالهم الابداعية، صورا حياتية في اتجاهات متعددة، لتوضيح الابعاد التي رسمها الكاتب في مخيلته، قبل ان يترجمها الى سطور مقروءة .. فللصورة الروائية دور وأهمية وتأثير قوي، عند القارئ، فهي كما يقال تغني عن ألف صفحة. وهو قول مدعوم بالواقع.

فقد استطاعت الصورة في الروايات،ان تحشد الرأي العام من القراء،تجاه قضايا مجتمعية معينة وتغير مواقف كانت ساكنة في ادمغة الناس .

لقد استوقفتني الصور التي تحدثت عنها الكاتبة "صبا مطر" في روايتها (من ذاكرة الصور) التي انتهيت من قراءتها، بشغف واعجاب، حيث امتزجت فيها ذكريات الماضي مع احاسيس الحاضر، بمقاربة ابداعية وسياق جميل، ومع فهمنا ان الانسان يحن لذكرياته الجميلة، ويمقت اي شيء اخر نقيضا لما يرغب به، فهو مخلوق من زمن تركه له الماضي، ومستقبل يرسمه القادم، وبين هذا وذاك تتولد احداث تسمى الحياة بحلوها ومرها، وتشكل الذكريات جزاً منها، وتمثلها صور يوميات الحياة عندما نكبر او نهاجر، وعندها نلجأ للبحث عن تلك الايام.

مع مرور الوقت تجاوزت أهمية الصورة المجال الحياتي، لتصبح مهمة في حفظ الذاكرة المجتمعية والمكانية، حتى أنها باتت تستخدم روائيا في العلاج النفسي وحل بعض المشكلات التي تصادفنا، وقد وضفت الكاتبة صورها الابداعية لتصبح أداة سهلة في يد كل فرد يقدم بها نفسه بالطريقة التي يرغب، كما فسرتها رواية "من ذاكرة الصور" التي تقع في 262 صفحة، وأحد عشر فصلا متوسطا، بشخوص مختلفون منهم من العراق كـميلاد صديقة بمثابة الوطن واخرون من المانيا والدنمارك.. ومعلوم ان احداث الرواية، التي اكدت فشل الانسان في التخفي، وان الصمت لن يطول ابدا، فنراه يصرخ في دواخلنا بقوة، تدور بين هذه الدول وعلى ارض محطة للقطار..

***

كتبت: رنا خالد

 

 

في المثقف اليوم