أقلام ثقافية

حسين صقور: رصاصة قهر

أحضرت ورقة عذراء وقلم وحاولت كثيراً أن أتجاوز في رحلة السطور القادمة ما يعتمل في النفس من ألم.. كنت أقصد أن أخط مقالة عن العرض بحكم الواجب.. لكن حزني كان أكثر قهراً وإصراراً ليذرف وينزف في خضم الكلمات والأحبار مستخلصا وملخصاً من خليط وتداعيات المشاعر والأفكار في ذاك النهار.. رغم إيماني بالقدر والمكتوب لكن دمعتي لم تجف بعد أتراه تذرف على ألم الفراق أم من هول عدائية لا مبرر لها سوى الضعف والخوف في الذات المريضة تلك الذات الكاذبة الإنسانية في الجمل المارقة والغارقة بالمجاملات الخادعة   ضمن مجتمعات ونفوس تغلغل في تركيبتها الكذب والرياء والنفاق.. الإصلاح يبدأ من الذات ولازال الحب محراكاً لذاتي لأنفاسي لتخيلاتي...

ولكن.. وعمريَّ بغير إرادة مني ينفجر قهري لتنمو في عروق الورد أشواك ولأخط لكم ولكل من كان هناك لكل غبي سلطوي لكل نقي طاهر بسيط وعفوي لكل متابع لكل آدمي عامل وفلاح

(كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثمارا تواضع وانحنى.. عرفناكم هكذا.. الخ) وهي رسالة وصلتني من واحد من أصدقاء الفيس الذين لا أعرفهم وبدون مقدمات لتؤكد لنا جميعا.. المحبة غير مشروطة وهي تعكس ثقة أصحابها بأنفسهم وعلى ما ذكرت أضيف ياصديقي.

تواضعوا لله أيها الملتصقون فوق كراسيي الغطرسة المخادعة.. أماً بعد يوم يجف اللاصق وتلتحم تلك الغطرسة والخديعة في ذاتكم الحقيقية لتستحيل لكم العودة لطبيعتكم النقية.. الحياة غمضة عين تمضي وتمضون معها ملتصقين بغبائكم وغطرستكم وضعفكم محدودبي الظهر لاتبصرون سوى سعير نار أنتم فيها خادمين آبدين.

كثيرون ممن كانوا هناك بادروني بالسلام والتعزية الصادقة بوفاة شقيقتي والأكثر قرباً  من ذوي السلطة والنفوذ صدمهم حضوري  فلم يتجاهلوا وحسب إنما حين اضطروا لملاقاتي وجها لوجه عاتبوني على عدم تقديمي فروض الطاعة ضمن قصرهم وعصرهم.

قصور الآدميين عقولهم.. أتساءل إلى أين يقودنا قراصنة المركب المراكب صدق المثل إذ قال (اللي ما بتزينو عروقو ما بتزينو خروقو).. بسبب انقطاع التيار أكتفي بهذا القدر مفجراً بعض القهر.

علّي أعود ثانية إليكم أكثر صفاءاً ونقاء

***

الفينيق حسين صقور

في المثقف اليوم