أقلام ثقافية
طارق يسن الطاهر: ورقة التقويم

هي ورقة، لكننا لو أبحرنا في رمزيتها، وتعمّقنا في إيحاءاتها، وتفكرنا في ظلالها لوجدناها تحمل الكثير المثير الخطير.
هي ورقة نقلّبها كل يوم، وبعضنا يمزقها، والآخر يستخدمها مسودة للكتابة عليها، وتسجيل مهامه اليومية.
هي ورقة نقطعها يوميا، لنقطع معها ذكرياتنا وأحلامنا، وآلامنا وآمالنا، وإنجازاتنا، وإخفاقاتنا، ومشاريعنا وبرامجنا، وحركاتنا وسكناتنا.
هي ورقة صمّاء، لكنها لو نطقتْ لحدثتْنا بما استودعناه، وإن تكلمت فستشهد بما اقترفنا فيها.
هي ورقة تكوّن مع أخواتها اللائي يزدن عن ثلاث مئة وستين، بقيتْ هي الأخيرة، لكنها ستُقطع كما قُطعت سابقاتها، وتُرمى، أو تُقلب بلا اكتراث، أو بعنف، وتعلم هي كبقية الأوراق أنها أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، لكنها لم تحرك ساكنا، فأصابها ما أصاب أخواتها، ثم نأتي بحزمة أخرى؛ لنمارس هواية القطع والتمزيق والقلب فيها.
مضى عام 1446، وبدأ عام 1447
جعله الله عام خير وبركة ورزق وفلاح وتوفيق
***
طارق يسن الطاهر