أقلام فكرية

تقنية الميتافيرس والاثار المستقبلية على المجتمع

رحيم الساعديبعد تنويهي لموجة كونية الكترونية، تمثلت بالميتافيرس يمكنني القول ان توفلر اغفل هذه الموجه الحضارية الإلكترونية للكون المحايث، وهو الوضع الجديد الذي قد يغزو المجتمع الانساني وفق التطور التكنلوجي .

في كتاب توفلر الموجة الثالثة الذي صدر العام 1980 أشار توفلر إلى ثلاثة أنواع من «الموجات»،، الموجة الأولى كانت تلك التي جاءت بالمجتمع الزراعي (امتدت فترته آلاف السنين حتى القرن السابع عشر الميلادي، ثم الموجة الثانية، وجاءت بالمجتمع الذي أنتجته الثورة الصناعية من أواخر القرن السابع عشر إلى منتصف القرن العشرين، وقال توفلر إنّ المكونات الرئيسية للمجتمع في الموجة الثانية هي الأسرة البيولوجية، ونظام التعليم الموجّه، وبروز دور «الشركة» بصورتها الحديثة، وصولا للتضخم في التوزيع والاستهلاك والتعليم والاعلام ثم الموجة الثالثة وهي مستمرة منذ أواخر خمسينات القرن العشرين، وهذه الموجة حدثت عندما بدأ المجتمع الصناعي يتحوّل إلى «مجتمع ما بعد الصناعة»، وهو مجتمع يعتمد على «المعرفة» كمورد أساسي، وهذا هو المجتمع الذي أطلق عصر المعلومات، وعصر الفضاء، والقرية العالمية، وهو عصرٌ لا يؤمن بالتضخيم في الإنتاج والتوزيع وغيرها، وإنما يركز على التنوُّع والجودة والذوق، والإنتاج المعرفي . (توفلر، 1996)

ومع ان توفلر ذكر ان الموجة الثالثة تخص عصر الفضاء والمعلومات الا انه لم يستوعب مسالة الكون المحايث او الكون الظل او الاجتماع الإلكتروني كما يمكنني ان اسميه .

ولها فبإمكاننا استعراض المخاطر او التنوعات (على حد سواء) الناجمة عن التقنية الحديثة الت تترك تأثيرها على الحضارات .

المخاطر الاجتماعية

1- نحن امام عقد اجتماعي بالية جديدة تعتمد على التعايش وفق المنظومة الالكترونية الوهمية، انه قفزة اجتماعية افتراضية عابرة للقارات والحدود، لكنها قفزة متذبذبة .

2- قد يقود الميتافيرس الى عزلة اجتماعية ومقاربة كونية ببروز كون محايث، يحمل صفات وهمية الفيزياء حقيقية الكيفية، وهذه العزلة الاجتماعية ستقوقع كل فرد ضمن وجود مرسوم اما المقاربة الكونية فتعني ان الحدود الفيزيائية يمكن ازالتها والاستعاضة عنها بالحدود الإلكترونية .

3- سيقود ذلك الى تمزق الوحدة الاجتماعية والمتمثلة بالعائلة وايضا تغيرات في العادات والتقاليد ونظم المجتمع او انها ستحيل المجتمع مجتمع بالقوة ومجتمع بالفعل، فالقوة هي الجانب الإلكتروني اما الفعل فهو المجتمع الواقعي .

4- ستنجح منظومة الميتافيرس في جوانب التعليم او التدريب وحتى الفلسفة والفن وما الى ذلك لكنها لن تنجح في ميادين السياسة والاجتماع وعلم النفس، والواقع الذي نحتاجه دائما وبشكل فاعل هو واقع الاجتماع والسياسة، فلا يمكن بناء الدولة (النظم – المادة) من خلال الجلوس في البيت وبشكل الكتروني  .

5- سيكون هناك تحول مجتمعي يشمل العالم بأسرة يحول المجتمعات من الانشغال بالتلفاز الى الادمان على الافتراض المخطط له ويبدا اولا بالأطفال الذين يدمنون اليوم مجال الالعاب الافتراضية، مع انها من دون استخدام للنضارة التي تعد الشاشة التي تنقل الفرد من الواقع الى العالم الافتراضي ليعيش العالم الالكتروني بصورته الثلاثية الابعاد

6- سيقود كل ذلك الى مشاكل صحية مستمرة على الشعوب، تبدا من تغييرات بالبنية العصبية الى العظمية م الى تغييرات على مستوى تأثيرات الغدد .

7- هناك مخاطر جدية من ان يتحول الميتافيرس لمجال جديد للنشاط الإرهابي، فهو بيئة مناسبة لتجنيد الارهابيين، واستثمار التزوير واعتماد تقنيات تركيب الفديو بطريقة مخادعة، وهذا سيقود الى انتهاك الامن الاجتماعي للمجتمع المحلي بل والدولي احيانا، طالما ان الحدود الالكترونية، هي نمط جديد من الفهم الجيوستراتيجي .

8- من التأثيرات الاجتماعية ما يتعلق بعدم الاحتفاظ بالهوية الاجتماعية، طالما ان البرامج هي من تصميم الاقدر والاعلم في مجال الصناعات الالكترونية، بل ان الحضارات ستخضع لهذا الاحتكار وفق تأسيسات الشركات الكبرى والمسيطة لطرح ثقافتها وبيئتها .

***

ا. د. رحيم محمد الساعدي

في المثقف اليوم