أقلام فكرية

إرشادات ارسطو للحياة السعيدة

يرى ارسطو ان السعادة هي الهدف النهائي في حياة الانسان، وهذه في افضل صورها يمكن العثور عليها في التأمل الفلسفي. في عمله الأخلاقي الشهير (أخلاق نيكوماكس) يسعى ارسطو لوصف الخير و الغاية النهائية للكائن البشري. احدى أهم الخصائص المحيرة لهذا العمل الكلاسيكي هو ان ارسطو يبدو يتأرجح بين رؤيتين: وهما الاولى ان السعادة تستلزم نشاط الفضائل الاخلاقية والفكرية وهذه تسمى احيانا الشمولية (inclusivism) والثانية ان السعادة تتشكل فقط من النشاط الفكري للتأمل (احيانا يُسمى التفرد exclusivism). في هذا المقال سنستكشف ما يقوله ارسطو حول السعادة، وبالنهاية نستنتج انه بالنسبة له تكمن السعادة التامة في التأمل الفلسفي.

السعادة النهائية

في بداية كتاب أخلاق نيكوماكس يسعى ارسطو ليبيّن ان هناك هدفا نهائيا للحياة. هذا الهدف كما يقول هيو الخير الرئيسي المرغوب بذاته، وهو ما نبحث عنه في النهاية ونرغب به في جميع أفعالنا. بعد ذلك، يقول ارسطو ان كل شخص يتفق على ان هذا الخير الأسمى هو السعادة (في اليونانية تسمى eudaimonia، او الروح الجيدة) وان العيش والعمل الجيد هما ذات الشيء في كونك سعيدا. غير ان التعريف هذا لوحده هو نوعا ما بسيط، كونه لا يخبرنا حقا ما هي السعادة. يناقش ارسطو ثلاثة أساليب مختلفة للحياة جميعها تشير تقليديا للسعادة: حياة المتعة، الحياة السياسية، والحياة الفاضلة. هو يرفض تعريف السعادة بحياة المتعة لأن مثل هذه الحياة هي "حقيرة" و"تلائم فقط البهائم". ولا يمكن ايضا مساواة السعادة بالشرف الذي يُعتبر عادة هدف الحياة السياسية لأن ذلك يعتمد كثيرا على منْ يكرّمون وليس على من يقع عليه التكريم. ولا يمكن ايضا للسعادة ان تساوي حيازة الفضيلة طالما الشخص النائم يستطيع حيازة الفضيلة دون ان يمارسها، او هو قد يعاني حظا سيئا رغم فضيلته، ولا احد يسمي مثل هذا الشخص سعيدا. لذلك، يستنتج ارسطو ان تلك التصورات التقليدية للحياة الجيدة جميعها ناقصة. لكن شيئين بحاجة للملاحظة. اولا، هو لا يرفض الحياة السياسية ذاتها. هو يرفض الفكرة التقليدية بأن هدف الحياة السياسية هو الشرف او ربما الفضيلة. ثانيا، هو لم يطرح نقدا لحياة التأمل ولكنه ببساطة يقول ستُناقش لاحقا. هذه اشارة مبكرة الى انه يعتبرها سلفا مرشحا بارزا للسعادة. كما سنرى في الكتاب العاشر، يستنتج ارسطو ان حياة التأمل هي أسمى من الحياة السياسية وتشبع متطلبات السعادة الى أعلى درجة. ولكن قبل ان يصل ارسطو لهذا الاستنتاج هو يحتاج بيان ان الخير الرئيسي هو حقا السعادة.

لكي نحقق هذا، أول مطلب هو ان الخير الرئيسي يكون "نهائي" او "تام"(تيلوس). ترجمة هذه الكلمة هامة. مؤيدو التصور الشمولي للسعادة يرون ان الترجمة الصحيحة لها هي "تامة"، قائلين ان السعادة هي الخير الأكثر اكتمالا بمعنى انه يتضمن خيرات اخرى مثل الشرف و المتعة والفضيلة. لكن يبدو هناك القليل من النصوص المؤيدة لهذه الرؤية. في تسمية الغاية "نهائية"، ارسطو يعني اننا نختارها لأجلها وليس لأجل أي شيء آخر:

"طالما هناك اكثر من غاية، ونحن نختار بعض من هذه (مثل الثروة، المزامير، والأدوات العامة) لأجل شيء آخر، فمن الواضح ليس كل الغايات هي غايات نهائية، وانما الخير الرئيسي هو بالتأكيد شيء ما نهائي. لذلك، اذا كان هناك فقط هدف نهائي واحد، هذا سيكون ما نبحث عنه، واذا كان متعدد، فسيكون الأكثر نهائية من بينهم". (اخلاق نيكوماكس  1097( 25-30 ,a . الغاية "الاكثر نهائية" هي التي تكون دائما مرغوبة لذاتها وليس لأجل أي شيء آخر: الفكرة هنا تبدو انه طالما الخير الرئيسي هو بالنهاية جدير بالاختيار، فهو لا يمكن اختياره لأي شيء آخر غير ذاته. السعادة حسب ارسطو،يبدو تلبي هذا المطلب طالما هي دائما يتم اختيارها لأجلها وليس لأجل أي شيء آخر. هناك، في الحقيقة، عدة أهداف "نهائية"، او على الاقل اشياء جيدة في ذاتها مثل الشرف ، المتعة،العقل، او أي فضيلة، لكن هذه ايضا يتم اختيارها لأجل السعادة. بعض الناس يفترضون ان سعادتهم تكمن في المتعة، آخرون، في الفضيلة لكن السعادة هي أعظم هدف نهائي لأنها لا يمكن اختيارها ابدا لأي شيء آخر عدى ذاتها. بهذا المعنى،هي تكون حقا هدف.

المطلب الثاني هو الاكتفاء الذاتي. في قوله ان الخير الرئيسي يجب ان يكون "مكتف ذاتيا"، ارسطو يعني انه الخير الذي عندما يؤخذ منفردا ،يجعل الحياة مرغوبة ولاتفتقر الى أي شيء. والسعادة مرة اخرى،تبدو تلبي هذا.

السعادة الوظيفية

الآن وصلنا الى واحدة من اشهر حجج اخلاق نيكوماكس، التي تسمى "حجة الوظيفة". هنا نجد وصف ارسطو للسعادة. كما اشرنا، يقول ارسطو ان الحكماء وكذلك العديد من الناس يتفقون على ان السعادة هي الخير الرئيسي، لكننا لم نتقدم اكثر لنجد ماذا يعني بذلك. ربما هو يقترح اننا نجد وصفا اوضح عبر العثور على (وظيفة) الانسان او ergon . ترجمة هذه الكلمة كـ "وظيفة" هي نوعا ما غير دقيقة: بالتأكيد انها فكرة شاذة ان ارسطو يعتقد ان الانسان له "وظيفة"، كما لو كان أداة صُممت لإنجاز غرض محدد.ان فكرة "الواجب" او "النشاط المميز" تتلائم جيدا مع نية ارسطو. مثلما النجار او صانع الأحذية لهما واجباتهما التي يؤدونها، وكذلك كل جزء من الجسم، نحن ايضا نقترح ان هناك واجب للكائن الانساني الى جانب كل ذلك. هو يجادل ان مهمة الانسان لا يمكن ان تكون مجرد العيش، طالما النبات يقوم بهذا ايضا، ولا يمكن ان تكون حياة الادراك الحسي طالما ان هذا لا يميزنا عن الحصان او الثور او أي حيوان آخر. الاحتمال المتبقي بالنسبة لارسطو هو حياة تنشيط الجزء العقلاني من الروح. ولهذا يجب ان يكون هذه هي وظيفتنا.

عندما نتحدث عن كون شخص ما جيد افي شيء ما، نحن نعني هو يؤدي ذلك الشيء جيدا. نفس الشيء يقال عن شخص ما عندما يؤدي واجبا: عازف المزمار الجيد يعزف المزمار بشكل جيد. كذلك، الرجل الخيّر هو الذي يؤدي وظيفته جيدا. لكن لكي تقوم بشيء ما جيدا يعني ان تقوم به طبقا لتميّزه او فضيلته الملائمة. لذلك، يرى ارسطو، ان الخير النهائي للانسان يجب ان يكون فعالية  النفس العاقلة طبقا للفضيلة. هنا يبرز تحفظ: اذا كانت هناك عدة فضائل، عندئذ فان خير الانسان النهائي سيكون طبقا لأحسن فضيلة والأكثر كمالا. هذا خلق قلقا للمعلقين. هل ارسطو يعني بهذا انه يتضمن ممارسة جميع الفضائل بسعادة؟ ام هو يعني تضييقها الى ممارسة فضيلة واحدة عليا؟ نرى ان القراءة الطبيعية هنا والتفسير التقليدي هو انه، كما في متطلبات ارسطو للنهائية،: اذا كانت هناك عدة فضائل انسانية عندئذ فان السعادة التامة والنهائية ستكون طبقا لأحسن فضيلة والأكثر كمالا. لذا فان ما نرغب به بالنهاية في البحث عن وصف للسعادة، سيكون أعظم فضيلة تامة، وان اتّباعها سيجعلنا سعداء.

في الحقيقة،ان الفضيلة الأكثر كمالا ستكون الفهم الفلسفي (sophia)، رغم ان هذا لم يكن صريحا في الكتاب الاول. لكن في نهاية الكتاب الاول يتقدم ارسطو ليقسم الفضائل الى نوعين: أخلاقية وفكرية intellectual. هو يناقش طبيعة الفضائل في الكتب اللاحقة. على طول الطريق نحن نكتشف ان الفضائل الفكرية هي متفوقة على الفضائل الأخلاقية. فمثلا، الحكمة العملية (phronesis ) ترتبط بحيازة جميع الفضائل الأخلاقية، لكننا نعلم ان الحكمة الفلسفية والتي هي فهم ما يتعلق بالحقائق الخالدة تكون متفوقة على الحكمة العملية، التي تتعلق بعالم الشؤون الانسانية.

السعادة الفكرية

هذا يوصلنا الى الكتاب العاشر. اذا كانت السعادة هي فعالية طبقا للفضيلة، كما تستنتج حجة الوظيفة، فمن المعقول كما يرى ارسطو، ان تكون وفقا للفضيلة الأعلى سموا، والتي ستكون أحسن او أعلى فضيلة فينا – أي عقلنا(nous). لكن وُجد ان الفهم الفلسفي هو الأعلى تفوقا بين جميع الفضائل. لذا فان السعادة التامة، ستكون فعالية العقل طبقا للفهم الفلسفي، فعالية يسميها ارسطو "التأمل"او (theoria). ارسطو يتقدم بعد ذلك ليبين ان التأمل يشبع متطلبات السعادة المذكورة سلفا. التأمل هو أحسن فعالية طالما يستلزم عقلنا، او أحسن شيء فينا. من بين جميع الفعاليات هي الفعالية الوحيدة التي نستطيع ادائها باستمرار، وهي ايضا الاكثر متعة لأن الفهم هو ألطف الفعاليات الفاضلة. هي ايضا الأكثر اكتفاءً ذاتيا طالما يستطيع المرء التأمل حتى عندما يكون وحيدا، بينما الفعالية الأخلاقية تتطلب دائما شخصا آخر: انا لا استطيع ان اكون سخيا اذا لم يكن هناك شخصا أكون سخيا له. التأمل هو ايضا الإختيار الأكثر جدارة بالثقة طالما لا شيء يبرز منه بعيدا عن ذاته. انه مكافئته الخاصة، وسار عفويا بينما اشياء اخرى خيرة يمكن الحصول عليها من الفعاليات العملية مثل الشرف. والتأمل هو الفعالية الأكثر تسلية، بينما الفعاليات العملية ترتبط عادة بالشؤون العسكرية والسياسية، ولذا هي باستمرار غير مسلية. وبما اننا نعيش حياة طويلة بما يكفي، فان التأمل سيكون السعادة النهائية والتامة للانسان وهو ما نبحث عنه بالنهاية.

يعترف ارسطو بأهمية الفضائل الأخلاقية، لكنه يسمي السعادة التي تستلزم مثل هذه الفعاليات بـ "الثانوية" (1178a9). هو يعتقد بهذا لأن هكذا فعاليات فاضلة أخلاقيا تستلزم طبيعتنا الانسانية المعقدة، المركبة من الجزئين العاقل وغير العاقل من الروح. لكن لا دليل على انه يعتقد ان الفضيلة الأخلاقية تضيف أي شيء لسعادة المتأمل. ارسطو يعترف ايضا انه بقدر ما نكون اناس ونعيش الى جانب اناس آخرين، سوف نحتاج دائما لنتصرف أخلاقيا(1178b5-7).

سعادة التأمل

يبدو من الواضح انه بالنسبة لارسطو السعادة التامة تتألف بالكامل من التأمل. ولكن ما هو التأمل؟ ارسطو يقول القليل في اخلاق نيكوماكس عن ماهية التأمل، لذا فان الفكرة نوعا ما تبقى غامضة. الواضح هو انه لا يعني كما نظن التصور او التحقيق والبحث عن الحقيقة والمعرفة حول العالم مثلما يفعل العالم او الباحث. حيث يقول ارسطو، "من المعقول ان اولئك الذين يعرفون سوف يمضون وقتهم اكثر سرورا من اولئك الذين يحققون" (1177a26-27). مع ذلك، من غير الواضح لماذا هذا "معقول" دائما. ربما ما يقصده ارسطو هو ان المتعة في اكتشاف بعض الحقائق هو ادراك يأتي مع معرفة هذه الحقيقة لأول مرة،وان مثل هذا الادراك هو هدف اكثر مرغوبية ومتعة من عملية التحقيق التي ساعدت في اكتشافه. في أية حال، ان نوع التأمل الذي يقصده ارسطو في ذهنه هو "عن الأشياء النبيلة والالهية" (11177a15). التأمل بالحقيقة الأبدية،اذاً، يستلزم مشاركة في شيء ما الهي. في الحقيقة، هذا يصبح واضحا في حجة ارسطو بان السعادة هي التأمل – من بين جميع الفعاليات الانسانية، التأمل هو الفعالية الأقرب الى فعالية الله (1178b21-23). بعض القراء لارسطو اشاروا الى عدم انسجام ظاهر هنا. من جهة،يقول ارسطو ان حياة التأمل هي "عالية جدا"، ومن جهة اخرى، هو يقول ان السعادة التامة هي فعالية ذلك العنصر فينا الأكثر انسانية ، والتي هي فعالية تأملية للعقل. ان عدم الانسجام يبدو بين القول ان العقل هو الأكثر انسانية فينا والقول ان العقل هو الهي. مع ذلك، هناك قوة تكمن في حجة ارسطو. مثلما بالنسبة للحيوانات اللا انسانية حيث الروح الشهوانية (الجزء الذي يحفز لإشباع حاجات الجسم) ربما تُعرّف كـ "شيء انساني" بمقدار ما تنتمي لنا ايضا، لكنها في الحقيقة الجزء الاكثر حيوانية،  لأنها هي أحسن عنصر فيهم، لذا فان العقل الانساني ربما يتحدد كـ "شيء ما الهي"، بمقدار ما ينتمي لكائنات الهية، وهو ايضا الجزء الأكثر انسانية فينا، كونه أحسن عنصر، ويميّزنا عن الحيوانات الاخرى. كل واحد منا يجب ان يكافح ليعيش طبقا لأحس عنصر فينا ،معرّفين أنفسنا ليس بالطبيعة الانسانية المعقدة وانما بعقلنا. هذا ما يعني به ارسطو عندما يقول "نحن يجب بمقدار ما نستطيع، ان نجعل انفسنا خالدين، ونعمل أي شيء لنعيش طبقا لأعلى شيء موجود فينا"(1177b33-34).

السعادة الافلاطونية الارسطية

في عدة جوانب كان ارسطو افلاطونيا. فمثلا، هو مثل معلّمه افلاطون، اعتقد  بوجود الأشكال، ولكن عكس افلاطون، هو أنكر ان يكون لها وجود أبدي مستقل عن مادة الاشياء المتصلة بها. وصفْ ارسطو للسعادة في الكتاب العاشر من اخلاق نيكوماكس هو ايضا مشابه لما نجده في بعض حوارات افلاطون. نصيحته اننا يجب ان نتصرف كاناس خالدين بمقدار ما نستطيع:

"نحن يجب ان نطير بعيدا عن الارض الى السماء بأسرع ما نستطيع، ولكي نطير بعيدا يعني ان نصبح مثل الله، قدر الإمكان، ولكي نصبح مثله، يعني ان نصبح أتقياء، عادلين، وحكماء"(Theaetetus,176 b). افلاطون ايضا يجادل في حوار تيماس اننا يجب ان نعرّف أنفسنا بالمبدأ الديني الذي في رؤوسنا – عقلنا- ونعتني به. الاعتناء بعقلنا يستلزم تغذيته  بما هو قريب طبيعيا له، والميول القريبة من المبدأ الالهي الذي فينا هي الافكار والثورات في الكون. عبر تنسيق الثورات التي في رؤوسنا – افكارنا-  مع التناغم والثورات في الكون، نحن بهذا نصحح ثورات العقل، التي فسدت عند ميلادنا، وسنهضم افكارنا ضمن افكار الله. هذا يسمح لنا بالاشتراك في الالهي والأبدي بمقدار ما يكون هذا ممكنا للكائن البشري، وايضا في سعادة، مع كون الهيتنا - روحنا – منظمة جيدا (تيماس 90a-d). ان الهدف من الحياة بالنسبة لكل من افلاطون وارسطو هو للفرار من هذا العالم عبر عزل انفسنا عن الاهتمامات الدنيوية وتوجيه اهتمام المرء لدراسة السماوات والحقائق الأبدية. هذا يسمح لنا لنصبح "شبيهين بالله". هذا بالطبع لا يعني ان المرء يتجاهل كليا الفعاليات الاخرى في الحياة. ارسطو واضح في ان التأمل ليس اكثر من تقليد باهت لتأمل الله، وبقدر ما نكون اناس، سوف يكون مطلوبا منا احيانا التصرف اخلاقيا. لكنه في الحقيقة يعني ان حياتك ينبغي ان تتجه اساسا نحو التأمل.

كل من ارسطو وافلاطون اعتبرا الحياة العقلية الخالصة هي السعادة الحقيقية. عقلك هو علامتك الشخصية الالهية او الروح الالهية، وان الـ eudaimonin تعني جعل عقلك في حالة منظمة جيدا وهي فكرة المرء عن السعادة. العديد منا سيكونون حذرين من قبول هذه الصورة للسعادة – أي ان تعيش جيدا هو ان تصبح شبيها بالله في التأمل في الحقائق الأبدية. غير ان افكار ارسطو حول الاخلاق وطبيعة الانسان كان لها تاثيرا كبيرا لايزال مستمرا. ان فكرة تفوّق حياة التأمل والدراسة على الحياة النشطة كان لها تأثيرا خاصا في الحلقات المبكرة للمسيحية. ربما ايضا الفلاسفة يجدون العزاء في التأمل بعيدا عن الاهتمامات الدنيوية العملية. في هذه اللحظات على الأقل نحن قد نحقق جزئيا الهدف من الحياة الذي كان في ذهن ارسطو.

***

حاتم حميد محسن

في المثقف اليوم