أقلام فكرية

خواطري حول ابستمولوجيا الفلسفة المعاصرة

كانت المشكلة الخلقية والاهتمام بالميتافيزيقا مشكلة الفلاسفة اليونانيين قبل الميلاد، وكانت مشكلة العلاقة بين الدين والفلسفة، أي بين النقل والعقل وهي مشكلة فلاسفة العصور الوسطي المسيحية والإسلامية، وفي العصر الحديث كان التقدم العلمي، هو المحرك الأساسي للفلسفة الحديثة، وأيضا ظهور النزعة التحررية من القيود الدينية، وكذلك زيادة شعور الإنسان بالفردية واستقلاله عن الآخرين، وظهرت النزعة الرومانسية القائمة على الشعور والعاطفة والحساسية، كرد فعل على الغلو في النزعة العقلية والنزعة العلمية والتجريبية .

أما في القرن العشرين فيعد الجانب العسكري والجانب السياسي هما المحركين الأساسيين لإنجازات العلم والفلسفة، ويشير مصطلح الفلسفة المعاصرة إلى الحقبة التاريخية الحالية للفلسفة الغربية التي بدأت مع نهاية القرن التاسع عشر كتفكير في الإنسان والعلم، فهي تفكير في الإنسان وقضاياه عبر التساؤل حول مصيره وقيمه، خصوصا في ظل تطور التقنية وما تمارسه من استلاب واستبعاد للإنسان .

ومن ناحية أخرى، تفكير في العلم عبر التساؤل النقدي حول مبادئه، ومناهجه، ونتائجه بموجب استقلال العلوم عن الفلسفة، في إطار الدراسات الابستمولوجية، فطرحت في هذا السياق طبيعة العلاقة بين الفلسفة والعلم، والتساؤل حول هذه العلاقة جعل أوجهها متعددة بين الاتصال والانفصال وبين التوجيه والاستغلال .

ويعود مفهوم الفلسفة المعاصرة كما قلنا إلى الحقبة التاريخية التي انت مع بداية القرن التاسع عشر، أي مع نشوء الفلسفة التحليلية والقارية، فهو مصطلح يقصد به فترة خاصة في تاريخ الفلسفة الغربية، لكن هناك الكثير ممن يخلط بين مصطلح فلسفة الحداثة، ومصطلح فلسفة ما بعد الحداثة، حيث إن الفلسفة المعاصرة استفادت من حدثين مهمين، أولهما الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة، مثل البيولوجيا، والرياضيات، والفيزياء، وثانيهما العلوم الإنسانية، مثل علم الاجتماع، وعلم النفس، والأنثروبولوجيا، فاهتمت الفلسفة المعاصرة بدراسة والنقد المعرفة العلمية، بالإضافة إلى اهتمامها بالوجود الإنساني، ومعالجة قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية.

والفلسفة المعاصرة تتضمن بشكل عام الفلاسفة من أواخر القرن التاسع عشر إلى القرن الحادي والعشرين، وقد ظهرت في القرن التاسع عشر انقساما في المنهج والرؤية المتبعة في مناطق مختلفة في العالم العربي، ففي المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية، كان التركيز على المنطق، واللغة، والعلوم الطبيعية مهيمنا في الفلسفة، وسمي هذا التقليد بالفلسفة التحليلية .. أما أولئك لم يجدوا أنفسهم في ذلك الاتجاه فقد تم إطلاق تسمية الفلسفة القارية على اتجاهاتهم .

وتشمل الفلسفة المعاصرة مختلف التيارات الفلسفية كالوضعية المنطقية، والتفكيكية البنائية، والظاهراتية، والوجودية وما بعد الحداثة وفلسف الحياة والفلسفة النقدية ... وهي تيارات تميزت بالبحث عن إجابات لسلسلة من الاهتمامات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طبعت القرن العشرين.

ولقد تميزت الفلسفة المعاصرة بمجموعة من العوامل والشروط، من أهمها:

1-استقلال العلوم عن الفلسفة: فإذا كانت الفلسفة منذ اليونان أما للعلوم، فإنها في المرحلة المعاصرة صارت وحيدة بعدما فقدت أبناءها (العلوم) واحدا تلوي الآخر، نتيجة للتطور الحاصل على مستوى العلم، فالرياضيات انفصلت عن وصاية الفلسفة مع هندسة إقليدس، وتلتها الميكانيكا مع إسحاق نيوتن، بعدها جاء دور البيولوجيا في القرن التاسع عشر مع لامارك، ثم بصورة اكثر نضجا مع كلود برنارد، وأخيرا مع أوجست كونت، وإميل دوركايم، وفريد، وجان بياجيه، وهذا ما أدي إلى ظهور الابستمولوجيا في المرحلة المعاصرة كمبحث متخصص في نقد العلم والتساؤل حول مبادئه ومناهجه ونتائجه وعلاقته بالإنسان .

2- تطور المعرفة تعقدها: وذلك بفضل التطورات الحاصلة بسبب التقدم التقني ووسائل الاتصال الحديثة، مما أدي إلى نشأة العديد من المذاهب الفلسفية التي تبحث في كيفية تطور الإنسان واكتشاف ذاته في المحيط الذي يعيش فيه ؛ علاوة على النهضة العلمية في أوربا والاكتشافات العلمية المعاصرة التي أدت إلى إعادة النظر في مفهوم العلم ذاته (العلم بين المطلق والنسبي)، وفي مفهوم العلم في علاقته بالإنسان، خصوصا مع ظهور الاستنساخ البشري وأطفال الأنابيب والتعديل الجيني .. ما كشف إمكانية الاستغناء على الإنسان ما دامت التقنية تتناسل وتتطور .

3- الحرب العالميتين الأولي والثانية وأزمة القيم الإنسانية: إذا كانت الفلسفة بشكل عام قدمت الإنسان بكونه كائنا موصوفا بالحكمة والعقل، فإن الحرب كظاهرة إنسانية كشفت عن طابعه الحيواني الذي أصبح يهدد وجوده، مما يعني أنه يعاني أزمة على مستوي القيم ينبغي البحث عنها ومعالجتها، وعليه ظهرت الفلسفة المعاصرة خصوصا الوجودية منها من أجل إعادة الاعتبار للإنسان بترسيخ قيمة الحرية والمسؤولية على وجوده .

والسؤال الآن: ما هي القضايا التي عالجتها الفلسفة المعاصرة ؟

اعتقد أنه من خلال المميزات الثلاثة السابقة للفلسفة المعاصرة، رأينا معظم الفلاسفة المعاصرين، يركزون علي قضايا   الإنسان مثل الإدراك والوعي ومعنى الوجود الإنساني، والتعمق في القضايا السياسية والاجتماعية للإنسان، أما العلم فقد اهتمت الفلسفة المعاصرة في دراسة العلاقة بين الفلسفة والعلم ورسم الحد الفاصل بينهما، فمن ناحية العلم فهو يهتم بالحاجات البشرية المادية أما الفلسفة فتسلط الضوء على القضايا الأخلاقية والروحانية، وأخيراً الحقيقية فقد طورت الفلسفة الحديثة مناهج للبحث السليم عن الحقيقة كشعار الشك الذي رفعه ديكارت الذي يؤدي إلى اليقين.

والفلسفة المعاصرة هي أحدث فلسفة وصلت إليها الفلسفة الغربيّة كما قلنا، إذ تطوّرت وعاصرها فلاسفة جدد في القرن العشرين والواحد والعشرين، ومن أهم مذاهبها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

أولا: البرجماتية:  وهي مشتقة من كلمة يونانيّة الأصل وتعني مزاولة العمل بجديّة أو العمل المفيد، بدأت الفلسفة البرجماتية مع بداية القرن العشرين، كمذهب فلسفي في الحياة، وتعدُّ الفلسفة البرجماتية من المذاهب الفلسفيّة السياسيّة، وتحمل عدّة أسماء مثل فلسفة الذرائع والمذهب العملي، وترى أنّ المقياس الحقيقي هو النجاح في العمل، وما يحكم على الإنسان هو عمله، وتعدُّ الفلسفة البرجماتية من المذاهب الفلسفيّة السياسيّة، وتحمل عدّة أسماء مثل فلسفة الذرائع والمذهب العملي، وترى أنّ المقياس الحقيقي هو النجاح في العمل، وما يحكم على الإنسان هو عمله، وأبرز مؤسسيها هو (تشارلز بيرس)، وهو المؤسس والواضع لحجر الأساس للبرجماتية، (وليم جيمس) وهو أحد روّاد علم النفس الحديث، (جون ديوي) وهو أحد المؤسسين الأوائل للفلسفة البرجماتية الحديثة، وأحد أشهر أعلام التربيّة الحديثة.

ثانيا: الوضعية المنطقية: وهو اسم أطلقه بلومبرج وفايجل عام 1931م على الأفكار الفلسفية الصادرة عن الجماعة التي أطلقت على نفسها (جماعة فينا). وقد أنشأت هذه الجماعة في أوائل العشرينات من القرن العشرين حلقةً للمناقشة غير رسمية بجامعة فينا، يتزعمها موريس شليك(1882 ـ 1936م) أستاذ كرسي العلوم الاستقرائية في هذه الجامعة. ومن أعضاء هذه الجماعة البارزين رودلف كارناب (1891 ـ 1970م)، وفردريك فايزمان، وكلاهما تعلم تعليماً رياضياً في بداية الأمر، وكارل بوبر(1902 ـ 1991 م). وانخرط في هذه الجماعة مجموعة من العلماء توزعت اهتماماتهم العلمية في عدة تخصصات، فمثلاً كان(هانزهان) و(كارل مينجر) و(كورت جودل) من علماء الرياضيات، بينما كان (أوتونيورات) عالم اجتماع، و(فكتور كرافت) مؤرخاً، و(فليكس كوفمان) رجل قانون، و(فيليب فرانك) أستاذ فيزياء بجامعة براغ. أما سبب لقاء هذه الجماعة في حلقة معرفية مشتركة، فيعود الى توحدها في هم مشترك بينها، يتمثل في الاهتمام بالمنهج كمدخل أساسي، والسعي لتأسيس الفلسفة العلمية أو التنظير للفلسفة علمياً من خلال ممارسة التحليل المنطقي، فضلاً عن السعي لتوحيد العلوم جميعا

ثالثا: الوجودية: ويهتم هذا المذهب بالإنسان وحياته وموته وعلاقاته مع الآخرين، وتهتم أيضًا بوجوده الواقعي وهو موضوع الفلسفة، وأهم شروط تحقيق هذا الوجود للإنسان هو الحريّة، وتندرج في الوجودية اتجاهات يقول بعضها بوجودية مسيحية يمثلها كل من سورين كيركجارد (1813 ـ 1855م)، وجبرييل مارسيل(1889 ـ 1973م)، ووجودية ملحدة يمثلها كل من مارتين هيدغر(1889 ـ 1976م)، وجان بول سارتر(1905 ـ 1980م )، أو وجودية فردانية نجدها عند كيركجارد وسارتر، ووجودية منطبعة بالماركسية كما عند هنري لوفيفر. وقيل بوجودية لا تنطوي تحت هذه التصنيفات كوجودية كارل ياسبرز(1883 ـ 1969م)، وموريس مرلوبونتي(1908 ـ 1961)؛ لقد كان للوجودية تأثير واسع على الثقافة والأدب والفنون، مثلما نلاحظ في روايات ومسرحيات سارتر، وألبير كامو، وسيمون دي بوفوار، وجان جينيه وغيرهم، وامتد تأثيرها على مظاهر الحياة الاجتماعية لاسيما لدى الشباب.

رابعا: البنيويّة: هو مذهب يتألّف من عدّة ظواهر متقاربة يتوقّف كلٌ منها على الآخر، ويشتمل على البنيّة الشخصيّة والمجتمع والنص الأدبي، وقد نشأ هذا المذهب في ظل ظروف البناء والتطوّر إذ كان المجتمع الأوروبي يتّجه نحوها، ويتّجه نحو تطوير العلوم الإنسانيّة؛ لتلحق بالعلوم التجريبيّة؛ بلغت البنيوية أو (البنائية) ذروة ذيوعها كاتجاه فكري فلسفي في الستينات من القرن العشرين، وبات مألوفاً بين المثقفين أن يُنظَر إليها كمذهب فلسفي يتسم بالشمول ويهدف إلى تقديم تفسير موحد لعدد واسع من قضايا الفكر والمعرفة، فقد امتدت إلى ميادين متنوعة انبسطت على عدة مجالات، ففي مجال اللغويات نجد (جاكوبسون) و(شومسكي)، وفي التحليل النفسي نجد (لاكان)، وفي النقد الأدبي (رولان بارت) الذي فتح عهداً جديداً في تفسير النصوص على أساس بنائي، وفي الفلسفة كان (ميشال فوكو) يبهر الجماهير بآرائه في كتابه ( الكلمات والأشياء)، أما (التوسير) فقد كان يقرأ التراث الماركسي (رأس المال) قراءة بنائية جديدة، وكان عالم الأنثروبولوجيا (كلود ليفي شتراوس) يواصل جهوده الحثيثة في قراءة القرابة والأسطورة في المجتمعات التقليدية، هذه الجهود التي حققت مكانة بارزة للبنيوية بين المذاهب الفلسفية في النصف الثاني من القرن العشرين.

خامسا: ما بعد البنيوية: منذ بداية السبعينات في القرن العشرين ظهرت محاولات في أوروبا لبناء فلسفة جديدة تملأ الفراغ الفلسفي في الثلث الأخير من هذا القرن، بعد تراجع البنيويه وتزايد الأعمال النقدية لمقولاتها، فولدت الفلسفة التفكيكية كأقوى اتجاه فلسفي معاصر من بين عدة اتجاهات بعد هذه الفترة، وأصبحت هي السائدة في فرنسا، وانتشرت بعد ذلك في الولايات المتحدة واليابان ؛ ورائد هذه الفلسفة الفيلسوف الفرنسسي جاك دريدا (1930) الذي بدأ بالظاهريات ثم ثنى بهيدغر، ثم تميز بعد ذلك بتحليلاته اللغوية الفلسفية الخاصة وأسس “الكلية الفلسفية” لممارسة الفلسفة التفكيكية كفريق .

سادسا: الفينومنولوجيا: وتقوم الفنومنولوجيا علي منهج أساسه تحليل جوهر المعطى أو الظاهرة. وهو يمثل الاتجاه الثاني بعد المنطق الرياضي الذي ظهر في الفكر الأوروبي وساهم في قطع الجسور مع اتجاهات القرن التاسع. والاختلاف الرئيس بين هذا المنهج والمنطق الرياضي يتمثل في أن المنهج الفينومنولوجي لا يستخدم الاستنباط على الإطلاق، ولا يهتم إِلاّ قليلاً باللغة، ولا يقوم بتحليل الوقائع التجريبية بل بتحليل الماهيات؛ ومؤسس هذا المنهج هو ادموند هوسرل(1859 _ 1938م) الذي كان قد درس الرياضيات والفلسفة في لايبتزيج وبرلين وفينا، قبل أن يصبح فيلسوفاً يطبع عصره بطابعه المنهجي الخاص. ولا يخلو فكر هوسرل من اللبس أحياناً والغموض أحياناً أخرى، لذلك قد لا يكون ممكناً تقديم عرضٍ موجزٍ يفصح عن تمام أبعاده.

سابعا: مدرسة فرانكفورت: نشأت هذه المدرسة في جامعة فرانكفورت حول معهد البحث الاجتماعي الذي تأسس عام 1923 م، وكان مؤسسوها أربعة من الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وهم: ماكس هوركهايمر (1859 ـ 1973م) مؤسس معهد البحث الاجتماعي ومديره لمدة طويلة، وأدورنو(1903 ـ 1969م) الذي عمل أستاذاً في جامعة فرانكفورت، وماركوز (1898 ـ 1979م) الذي درس الفلسفة في برلين وفريبورج وحاضر في جامعات كولومبيا وهارفارد، وكان أستاذاً للفلسفة والسياسة في جامعة براندايز، ثم اصبح استاذاً للفلسفة في جامعة كاليفورنيا بسان ديبجو، وهابرماس (1929م) الذي كان أستاذا للفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة فرنكفورت ثم أصبح مديراً لمعهد ماكس بلانك في شتارنبرج. أسس المعهد (مجلة البحث الاجتماعي) لنشر أبحاث هذا الفريق، فكانت الأبحاث تحقيقاً لمشروع مشترك، وهو تأسيس النظرية النقدية للعلوم الاجتماعية في صيغة برنامج مشترك، وهو يعادل في الفكر المعاصر المذهب في الفلسفة الحديثة . كانت هذه المدرسة تعمل كفريق مشترك، إذ يأخذ هوركهايمر الموقف، ويقوم زملاؤه بالبحث: (بولوك) في الاقتصاد السياسي، و(فروم) في التحليل النفسي، و(لوفنتال) في النقد الأدبي، و(ماركوز) في الفلسفة، و(أدورنو) في الموسيقى خاصة وفي النقد الادبي والتحليل النفسي وعلم الاجتماع عامة .أجرت مدرسة فرنكفورت مراجعة شاملة للوعي الأوروبي تكويناً وبنية، وأعادت النظر في أهم مذاهب الفلسفة الغربية وتياراتها، وقد بيَّنَ هوركهايمر وأدورنو حدود التنوير بأنه أعلى ما وصل إليه الوعي الأوروبي، وأعلنا نهايته.

ولكنا لا نعدم وجود كبار من مفكرين عرب ومسلمين معاصرين قاموا بتلك المهمة النقدية لخطابات الفكر والفلسفة الغربية منذ بدايات التفكير في المشروع النهضوي العربي – الاسلامي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بكل اقتدار وكفاءة لكن جهودهم تلك بقيت جزرا متناثرة وغير موحدة ضمن مشروع فكري فلسفي نقدي عربي إسلامي يؤسس لمرحلة نخرج فيها من التبعية المنقادة لما تنتجه تيارات الفلسفة الاجنبية المعاصرة وهذه غيرها المثاقفة الحضارية بين الامم التي لا مجال في رفضها… بمختصر العبارة كما قال أستاذنا الدكتور علي محمد اليوسف:" أدعو لما سبقني أليه غيري أهمية تنمية الحس النقدي الفلسفي والمعرفي الفكري لدينا، وربما لا أجاري غيري بالاقتدار في مهمة لا يستطيع أنجازها والقيام بمهامها شخص ولا عدة أشخاص لكن حسبي أني ذكّرت عسى تنفع الذكرى".

***

أ.د محمود محمد علي

أستاذ الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط.

 

في المثقف اليوم