أقلام حرة

احذروا (فتنة الاجتثاث)

 اخرى تمثل السعودية وبعض دول الدمار العراقي ومنها من يحمل الهوية العربية، وهذا الصراع الذي اتخذ شكلا دمويا واحدا يذهب ضحيته ابناء الشعب العراقي من خلال العمليات الارهابية التي استهدفت جميع ابناء الشعب من دون استثناء بما فيهم المسيحيون منهم الذين وجدوا انفسهم الى جانب اخوتهم في العراق في اتون صراع سياسي اتخذ شعارات طائفية لتكون جسرا للوصول الى السلطة وغنائمها على جثث ودماء الابرياء .

 

واليوم معركة الاجتثاث التي تخوضها الاطراف السياسية في مابينها انما هي امتداد لمعارك سابقة، وكل يسعى الى اجتثاث الطرف الآخر وعند اشتداد الصراع تلجا الاطراف المتخاصمة الى التعبير عن كراهيتهما لبعضها تضج سماء العراق باصوات التفجيرات التي تسببها السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة، فالطرف الذي يرفع شعارات القومية والدفاع عن العروبة مطالبا بعودة البعث الى السلطة يجد في ذبح الابرياء من زوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام فرصة للتعبير عن رفضه للعملية السياسية التي تتزعمها الاغلبية السلطوية وليست الشعبية لان الشعب لايزال الضحية الصامتة التي يشارك في قتلها جميع الاطراف، ولاننسى تلك المقولة الشهيرة لذلك الطائفي من على منبر(مؤتمر نصرة الشعب العراقي) في تركيا وهو يدعو لانقاذ بغداد من ايدي مايصفهم بالصفويين، من دون ان تصل اليه اجراءات العدالة والمساءلة مع انه اكثر ايذاء وضررا من بعض من طالتهم قرارات الاستبعاد خارج ميدان المنافسة الانتخابية، وهو المطلوب للعدالة بدعاوى من ذوي الضحايا بشهادة النائب البرلماني مثال الآلوسي في اكثر من مناسبة .

 

او ذلك المسؤول الحكومي ذو المنصب الرفيع المستوى كما يقولون الذي اكد تمنياته في زوال حكومة من يراهم اعداءه وليس شركاءه في السلطة، وجميع الدلائل تشير الى انه يتلقى دعما ماليا من حكومة عربية تسعى لاسقاط نظام ماتسميهم بالرافضة،ولابد ان نذكر ان اكثر من مسؤول خلال الحكومات المعاقبة منذ التاسع من نيسان وهو يؤكد وجود وثائق وادلة على ضلوع هذا الطرف وذاك في قتل العراقيين ولكنه يحجم عن كشفها لكي لاتفشل العملية السياسية التي تأسست على مبدأ باطل في تقاسم السلطة، وهذا الاسلوب في اخفاء الجرائم يكشف عن تورط اغلبية السياسيين في قتل العراقيين من اجل الفوز بالسلطة في ظل غياب المشروع الوطني الذي اخذت مكانه اجندات دول الدمار العراقي التي لاتزال دماء العراقيين تسيل بسببها .

 

ان معركة الاجتثاث التي تدور رحاها بين اطراف عربية ودولية بدعم امريكي بريطاني صهيوني فضلا عن دعم عربي يرفع راية الطائفية ضد ابناء العراق من اجل اعادة من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين خلال عهد صدام و كذلك في ظل العملية السياسية التي سمحت لمن تطالب اليوم باجتثاثهم بالعودة الى الملعب السياسي بعناوين جديدة لمنهج قديم لايؤمن بالتداول السلمي للسلطة، في ظل الديمقراطية المزعومة التي تسعى الى تكميم الافواه بشتى الوسائل.  

 

ويبقى السؤال منْ يجتث من ْ؟

كلاهما يريد اجتثاث غيره من خلال اجتثاث الشعب العراقي عبر سياراته المفخخة وعبواته واحزمته الناسفة التي عادت الى الواجهة بنجاح ساحق مؤكدة الفشل والاختراق الامني الواضح لما حدث قبل الزيارة الاربعينية وماسبقها من تفجيرات طالت الفنادق ومبنى مديرية تحقيق الادلة الجنائية .

 

وفي ظل التهديد بالاجتثاث المتبادل ينفتح الصراع على اشده ممهدا الطريق الى حرب اهلية تلوح في الافق لاسمح الله تسعى اسرائيل الى اشعالها منذ ان وطأت ارض العراق من اجل تمرير مشروعها في تقسيم العراق الى ثلاث دويلات يجد فيها العراقيون مكرهين الخلاص من واقع مرير كان السياسيون العراقيون الفاشلون سببا في تكوينه .

 

فهل سينجح المخطط الشرير عبر تأزيم الصراع الذي يتخذ من الاجتثاث وسيلة للتعبير عن فشل التجربة السياسية الحالية ؟

 

ان عقلاء القوم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى الى اليقظة والحذر مما يدبر للعراق عبر ازمة هي اشبه بالفتنة التي كانت نائمة طيلة السنوات الماضية وسرعان ماايقظتها دول الدمار العراقي عبر ممثليها في العراق ليباركها اعداء الشعب العراقي لعلهم يصلون الى مبتغاهم بعد ان فشلت الحرب الاهلية التي كادت تحرق الاخضر واليابس بعد تفجير المرقدين في سامراء، فاليوم قنبلة الاجتثاث يراد بها انجاح مافشلوا فيه امس .

 

حذار ايها العراقيون من (فتنة الاجتثاث) التي يراد بها اشعال حرب اهلية، فلاتركنوا الى السياسيين اصحاب الاجندات الخارجية الذين كانوا سببا في ذبحكم وتهجير اهلكم وافقاركم واضحاك الناس عليكم وانتم شعب الحضارات والسجل الحافل بالبطولات والثورات على الظلم والبغي والفساد.

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1311 الاثنين 08/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم