أقلام حرة

مبروك للقوائم الفائزة في الانتخابات ولكن؟

والانتظار لفرز النتائج لمعرفة القوائم الفائزة في الانتخابات العراقية والتي على أثرها سوف يتحدد تشكيل الحكومة المقبلة .

 

تعالت الأصوات من هنا وهناك بوجود مخالفات تشوب عملية العدد والفرز خلال الأيام الماضية ولا زالت رغم إعلان النتائج  والتي جاءت مع عدم رضا البعض من القوائم وترحيب واسع من قبل الآخرين الذين اعتبروها نصرا حقيقيا للشعب العراقي في الإرادة والتغير القادم نحو مستقبل جديد للعراق .

 

ليس المهم من هو الفائز ومن سيكون على رأس السلطة ولكن الأهم من سوف يهيأ لهذا الشعب طموحاته التي ناضل من اجلها وتحدى الإرهاب وخرجت الملايين في ثورة بيضاء تحمل في طياتها اللون البنفسجي رغم التفجيرات التي حاولت إفشال هذا العرس الانتخابي .

 

النتائج متقاربة بشكل لا يصدق هل محض مصادفة  أم لعبة سياسية المراد بها عدم تمكن اي قائمة من الهيمنة في تشكيل الحكومة الجديدة مما يجعلها تتحالف مع أعداء الأمس ليصبحوا أصدقاء اليوم  وقد تتحالف مع أكثر من قائمة لضمان تشكيل هذه الحكومة وقد تحتاج الى تحالف قوى صغيرة طمعا في كسب صوتها تحت قبة البرلمان الجديد.

 

بعد المصادقة على النتائج وفي حال عدم وجود اي تغيير على النتائج بعد تقديم الطعون من قبل الكيانات المعترضة  ستكون هناك حركة بشكل أوسع  من الكيانات الفائزة لتشكيل الحكومة المرتقبة والتي لا نتمنى  ان يتأخر تشكيلها لوقت طويل .

 

ولكن ماهو شكل الحكومة المرتقب ؟

إذا كانت حكومة وحدة وطنية  (طائفية) كالحكومة الحالية المنتهية ولايتها ويفرض الوزراء على رئيس الحكومة ولا يملك اي صلاحية لمحاسبتهم وإقالتهم عند عدم تمكنهم من أداء واجباتهم بصورة صحيحة  فنحن لم نتقدم خطوة واحدة للإمام .

 

أرجو تأخذ القوائم الفائزة دورا ايجابيا في التعامل مع الحكومة الجديدة بغض  النظر عن مشاركتها من عدمها وتكون الصوت المعارض القوي لها بروح وطنية وليس لغرض المعارضة فقط وإنما من اجل تصليح مسارها نحو الطريق الصحيح من اجل ان تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .

 

ولكن لابد ان تكون الحكومة قوية وقادرة فرض إرادتها وإكمال ما بدأته الحكومة الحالية بمحاربتها الإرهاب والإرهابيين وفرض سلطة الدولة وهيبتها ومحاربة الفساد والمفسدين تلك  الخطوة التي لم تكملها الحكومة الحالية .

 

نتمنى للقوائم الفائزة الأخذ بنظر الاعتبار وتضع نصب عينيها هذا الشعب الذي ضحى وناضل كثيرا ونزف الدماء والدموع وتحقق له ما يصبوا إليه من  امن واستقرار ورفاهية وإعادة الحياة إلى مدنه بعد ان عانت الكثير من الإهمال .

 

علي الزاغيني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1357 السبت 27/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم