أقلام حرة

أحمد الجلبي.. لقد تلاقفوها، شاهد فيلم التزوير بعينك!

 [وثبت كذبها- المؤامرة- بالوثائق التي اكتشفناها في ملفات المخابرات العراقية عن تسلسل اكتشاف هذه المؤامرة. لدينا ثلاثة ملفات حولها تبدأ من العام 1993. بالعودة الى المؤامرة، كان ‏إياد علاوي على اتصال بحركة "الوفاق" العراقية، ومع ضباط كان بينهم رئيس الاركان السابق نزار ‏الخزرجي فمن شارك في إخراجه- الحزب الديموقراطي الكردستاني بطلب من "سي آي أي. أحضروه من ‏الموصل وعبروا به الى كردستان ثم أخذوه الى تركيا] من تصريحات الدكتور احمد الجلبي نشرته صحيفة الحياة اللندنية.

 سعد اكثر العراقيين باماطة النقاب عن الوجوه المكفهرة الخائفة، واستسعدوا بمن لعن كبيرهم واقتلع جذره الاعوج. وراموا اصلاح داخل العراق بتمزيق برقع الخديعة عن بغايا البعث المعتوه وازلة كل اثر لصدام وحزبه. لكن حالة الاصطفاف المقيت لوت رقاب البعثيين المنبعثين ثانية بمسمى العراقية نحو مكر جديد ومسوخ وطنية مزورة لاعادة مجدا كاد او كان قد هتك.

 إن وجدان العراق في ذمة من صرخ منذ البداية بـ(اجتثاث البعث) الكريه، فكان الاجتثاث قاب قوسين او ادنى لولا إنّة قذرة حيكت في دياجير الظلام.

 الذي نخاله ان العراق سيعود يتيما يستصرخ ارواح الشهداء الذين رحلوا عن العر اق ولما تكتمل فترة نقاهة العراق المقهور منذ مئات السنين. فاين روح اسد العراق لتصرخ فينا من جديد: [لو كان اصبعي بعثيا لقطعته].

 واين غضنفر العراق عن مسوخ البعث نراه يرتدي كفن الشهادة وروحه على كفيه يصارع البعث الغادر. واين ابن العراق البار الذي عالج البعث عقوداً وهو يهتف فينا لا حياة مع العفالقة المجرمين حتى تناثر جسده اربا من اجل هذا السبيل. واين الليث الذي طرد ميشيل عفلق منتصف الستينات (مسك يده بمنديل لئلا يتنجس) من المسجد قبيل ان يتسلق بعثهم اللقيط على دست الحكم فيصدر احكامه بتصفيته سراً ويشنها حربا على كل ذي شرف وقيمة.

 اين غابت تلك الارواح واين انزوت تلكم الحركات التحررية الوطنية والدينية؟ واين عشرات القادة المضحين ومئات الالوف من الشهداء والملايين التي طحنت عظامها عجلة العفالقة لاربعين عاما عجافا.

 المقابر الجماعية تستصرخ.! وأحواض التيزاب التي اذيبت فيها اجساد المناضلين تصدعت جدرانها لتطلق لعائنها على من يرتضي عودة البعث الخبيث.! وتدنيس عرض العراق أنّى وكيف ينسى؟ ثم حضارة العراق وارثه، ثرواته وخيره، مجده ودياناته وكرامته..الى متى؟ ومتى ستشهر يابن حاتم للملأ ملفاتك والادلة التي نعلم علم اليقين انها في خزانتك؟. لم التريث وقد آن اوانك فمم الخشية وشهامتك كوطنيتك لم تنفك عنك فتيلا؟.

 آن الاوان وحصحص الحق فاما اللعنة الدائمة واما كلمة حق عند سلاطين مجرمة.! خيرناك فاختار.!

  بل كيف بك وعوائل الضحايا والمضحين يشاهدون مد الايادي لعلاوي وللبعثيين العبثيين الذين ما انفكوا غدرا بالجلبي وبالوطنيين وبكل القيم مثلما غدروا بالعراق واهله الطيبين مرات وكرات.

 لو افترضنا ان الانتخابات جاءت باصوات لصالح هذا العلاوي! رغم اطلاعنا على المكر الدولي والعربي الذي ساهم بصورة واخرى في دعم  صعلوك اروقة الساسة. ورغم اطلاعنا على الممارسات التي اداها بعض (زلم) مفوضية الانتخابات والتي لا استثني منهم احدا سوى السيدة العراقية الجليلة حمدية الحسيني البعيدة كل البعد عن السياق العملي لاداء المفوضية كونها ترأس القسم الاداري فقط لا الفني العملي وآلية الاداء. وهاهنا اضع دليلا يثبت تورط المفوضية العليا للانتخابات في التحيز لعلاوي وقائمته الشمطاء عبارة عن فيلم قصير ربما اطلع عليه اناس لكني اضعه نصب ذوي عينين واقعيتين ونصب عيني الجلبي وامام ضمير كل عراقي اصيل:

http://www.yairaq.net/news.php?action=show&id=170

http://www.youtube.com/watch?v=cdwee0GJMdU&feature=player_embedded

 لو افترضناه فكيف نرتضي بعودة الجريمة؟

 الدكتور الجلبي هو أول من فضح مؤامرات اياد علاوي وارتباطه بنظام صدام حصين مذ كان في المعارضة. وتذكرنا صحيفة "الحياة" اللندنية والجلبي يتكلم عن لقائه مع بوب دوبتس قبل ان توفده الخارجية الامريكية الى كردستان العراق وقت وجود الجلبي هناك للمصالحة الكردية بين الحزبين الرئيسينن قال الجلبي لبوب: [أنتم دولة كبرى تعملون ما تريدون، لكننا نحذركم من أن مؤامرة تحيكونها في بغداد ولديكم ضباط "سي آي أي" في عمان ‏لهم مكان خاص في المخابرات الأردنية ويلتقون مع ضباط عراقيين، والمؤامرة هي بقيادة الشهواني وعلاوي].

 فمن المعلوم ان احمد الجلبي جاوز 65 عاما وينتسب الى عائلة ثرية جدا، مما يبعد فكرة اتهامه ولو من بعيد باختلاس او طمع مالي. ولأبيه تنتسب مدينة الحرية في الكاظمية والتي كانت تسمى وقتئذ بمدينة الهادي نسبة الى ابيه عبد الهادي الجلبي رئيس مجلس الاعيان العراقي في العهد الملكي ويتملك ارض واسعة في المدينة. لا زال "سِيف" بكسر السين وهو مطحنة الجلبي العملاقة في مدينة الحرية ملكا صرفا له مع بيوت كبيرة تقابل السيف في حي يسمى بستان الجلبي. واحمد الجلبي حاصل على الدكتوراة في الرياضيات من جامعة شيكاغو الامريكية. وشهادات اخرى من جامعة هارفارد و أم أي تي. له ممارسة في تدريس الرياضيات في جامعات امريكية وله باع طويل في احدى النظريات الرياضية.

 تصدى للطغيان البعثي منذ ثمانينات القرن المنصرم وبرق نجمه جلياَ مطلع التسعينات بدخوله معترك السياسة على خلفية غزو النظام العفلقي للكويت ومن ثم اندلاع الانتفاضة الشعبية العراقية عام 1991 ليستغل ظروف تحرير كوردستان العراق ويبرز كاحد القادة الكبار على ارض العراق بعد ان شكل مع شخصيات معارضة لنظام صدام حصين تنظيم المؤتمر الوطني العراقي. ولازال يرأسه للحظة.

 وصعد من رصيد شخصيته وتألقها هو وضوحه في مواجهة تهمة (سرقته بنك البتراء الاردني) على خلفية ظهوره القوي، وهو ما يستوضح هزالة التهمة التي اعتذر عنها الاردنيون فيما بعد. اضف الى وجود علاقة قوية جدا فيما بين الجلبي والامير حسن بن طلال شقيق الملك حسين وولي عهده، وعلاقات على مستوى المال مع اقتصاديي الاردن وحاجتهم الدائمة الى عقلية الجلبي المصرفية.

  الى ما مرّ فقد أجرى حسين بن طلال ملك الاردن نفسه اتصالا هاتفيا مع الجلبي في نوفمبر 1995 وهو في كردستان العراق. طلب الملك منه عقد اجتماع للمعارضة العراقية في العاصمة الاردنية يحضره احمد الجلبي والراحل محمد باقر الحكيم ومسعود البرزاني وجلال الطالباني رئيس العراق الحالي للافادة من حضور حسين كامل في عمان.! لكن الاجتماع لم يعقد. وبهذا المعنى ايضا فقد ارسل الملك حسين مبعوثه الشخصي (مدير المخابرات الأردنية) ‏مصطفى القيسي عام 1996 الى لندن للقاء الجلبي في منزل المرحوم السيد مجيد الخوئي وبحضوره وهو يحمل رسالة للجلبي  مقتضاها ان الملك حسين يريد أن يحل مشكلته مع الجلبي (المالية) وإن ما حصل في الأردن مؤامرة ضد الاثنين. وان الملك مقتنع بذلك ‏ويريد حلها. وكذلك يريد الملك مساعدة المعارضة العراقية وقد تم اللقاء على مدى 11 ساعة. وكتب التقرير للملك مع تدوين ملاحظات الجلبي.

 وكذلك تهمة (عميل امريكي) على خلفية قدراته العالية في اقناع الامريكان واجندتهم السياسية والمخابراتية بضرورة اقتلاع حكم صدام من العراق.

 مما يهم الاشارة اليه ان ابرز ما استندت اليه قناعات الكونغرس الامريكي عبر الرئيس الاسبق بيل كلنتون ومن ثم بوش الاب والابن والعالم الاوروبي وفق تحركات الجلبي مسئلة تغيير النظام العفلقي. ثم اعتماد الجلبي على حسم الصراع وانهاء حكم الطغيان الصدامي عبر جسور متينة مع كل التشكيلات العراقية التي تؤمن حقيقة بتغليب الوطنية ونصرة العراق. واستطاع الرجل اقناع شخصيات اسلامية معارضة لها قوتها وقاعدتها في مشروعه ضد صدام وبعثه الشرير بعد ان كان الكثير من هذه الشخصيات ترفض مجرد اللقاء بالجلبي ومشروعه لاعتبارات معروفة. وقد شهدنا مع الرجل عام 2002 حركته الدؤوبة لاجل تحقيق الاقناع في ساحة المعارضة العراقية الاسلامية في طهران فأفلح الجلبي مؤخرا وتحققت ارادته. ولم تغب عن البال مقولة الجلبي لزعماء المعارضة هناك "ان القطار تحرك باتجاه تغيير صدام وحكمه" وهي مقولة تحذر من فوات الفرصة فكان له السبق بالاطاحة بصدام. وتحركات سريعة انتجت علاقات واسعة ومتينة في صالح الانقضاض على نظام الجريمة ببغداد منها علاقات دولية واخرى عربية واسلامية مشهودة مكنته للمساهمة بفاعلية في تشكيل حكومة عراقية مؤقتة تدير شؤون العراق في وقت وجود نظام صدام وشخصه منطلقا بها بعد مؤتمر صلاح الدين في شمال العراق اوائل التسعينات.

 السياسي الحقيقي يحتاج الى صراحة وجرأة وهذا ما لمس من خلال قول الحقائق لدرجة رفضه الرؤية الامريكية باقامة سلطة احتلال لها مع حليفاتها في بغداد. انظر تصريح الجلبي التالي في مقابلة اجرتها معه الحياة اللندنية: [ في شباط عقد مؤتمر صلاح الدين، وقررنا تأليف حكومة عراقية موقتة، ولكن خليل زادة وبناء على أوامر الحكومة ‏الأميركية، عارض ذلك.‏ لان الاميركان كانوا لا يريدون أن تسيطر المعارضة العراقية على هذه الحكومة، وكانت الـ ‏‏"سي آي أي، تعتقد انه بإمكانهم الحصول على تأييد قادة عسكريين في العراق، وأعضاء في حزب البعث لتغيير ‏صدام والتمرد عليه، وكانوا حتى آخر لحظة يتوقعون أن يلعب هؤلاء دوراً في التغيير في العراق وكانوا يقولون ‏إن تأليف الحكومة المؤقتة سيجعل هؤلاء ينكفئون عن دعم تغيير صدام ويُجبرون على الوقوف معه].‏

 الذي يهم جدا في شخصية الجلبي عراقيا انه يمتلك وثائق خطيرة بعضها حصل عليه من ملفات المخابرات الامريكية او من ادراج الوثائق التي اجهد نفسه للحصول عليها في بغداد بعد الاطاحة بنظام صدام حصين عام 2003 وكما يقر الدكتور نفسه عن اجراء اتصالات مخابراتية امريكية مع عدد من ضباط وشخصيات بعثية لها علاقة بالعمق العراقي:[ الكلام الذي أقوله ثبت بعد ذلك من وثائق المخابرات التي ‏وقعت في حوزتنا].

 ولم تك فضيحة اقتحام مكتب الجلبي ببغداد عام 2003 ومنزله عام 2004 الا دليل على خوف الامريكان من ان الرجل يحتفظ بوثائق غاية في الخطورة تهتم بعلاقاتهم مع اطراف اخرى. وقد كشف الجلبي فضائح الفساد التي مارسها بعض الوزراء والجهات.! وكم كانت التهمة تافهة من ان الرجل يعمل لايران، وعلاقة رئيس المؤتمر الوطني العراقي مع ايران كما عشناها عن كثب لم يتعد عمرها الى قبل الالفية الثالثة وحصرا حينما استحصل الموافقة على فتح مكتب رسمي له بطهران بداية العام 2001.

 الى ذلك تبرز فضائح الفساد المالي التي هتك اسرارها الجلبي بداية العام 2005 وقد تمت على يد حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي وقتذاك الذي حول اموال الوزارة عبر مطار بغداد الى مطاري عمان وبيروت. ولذلك طالب الشعلان باعتقال الجلبي مما اثار ضجة كبيرة جنى الشعلان فيها على نفسه بافتضاحه. كما توجد فضائح واسماء كبيرة لدى الجلبي قاموا بعمليات تزوير ومن ثم سرقة اموال العراق وتهريبها باسماء شركات وهمية الى حسابات خاصة باسماء عراقية معينة في بنوك الاردن ومنها بنك الاسكان الاردني. تقدر قيمة ما اخرجوه من العراق اكثر من بليون ونصف البليون دولار امريكي.!

 وحتى الافساد وسرقات اموال عراقية تمت بأيادي امريكية وشركاتها لم تسلم من تتبع الجلبي الذي دفعه ليخاطب السيد الجعفري رئيس الوزراء السابق بتشكيل لجنة تشرف على العقود التي تزيد على 3 ملايين دولار بالاعتماد على صيغ الحوالات المصرفية عوضا عن الاوراق النقدية لدرأ التلاعب وسرقة المال.!

 من هنا نعرف ونتوقع حجم المأساة الكارثية التي ستفتك بالعراق بعودة البعثيين للحكم. ولو اننا لا نتوقع صعود علاوي الى رئاسة الوزراء باي صورة كانت (الا في حالة انبطاح ساسة اليوم قدامه). ويمكن تفعيل الفقرة الدستورية المشترطة عراقية الابوين لرئيس الدولة ورئيس الوزراء، وان علاوي من ام لبنانية، هذا اولا وثانيا: تفعيل حركة الكتلة البرلمانية الاكبر في البرلمان لتحصيل الصوت اللازم لترشيح رئيس الوزراء وهي تتم بائتلافات قوية ناضجة بين القوائم الكبيرة المتقاطعة مع قائمة اياد علاوي. وثالثا: اعلان الاحتجاج الرسمي والشعبي باي طريقة تكون ضد اياد علاوي وقائمته ومن زور الانتخابات لصالحهما بهذه الطريقة المؤلمة والمذهلة بسرعتها في وقت كان التقدم في فرز 30% لصالح دولة القانون ويليه الائتلاف الوطني وبفارق كبير جدا جعل هوس علاوي يتعالى ان الانتخابات مزورة. فكيف انقلبت الحالة؟

 صحيح ان العراق سيشهد تقدما وتحسنا في مجالات الامن والاقتصاد في حال ارتقى علاوي او قائمته لرئاسة الوزراء لاسباب يمكن اجمالها بالتالي:

 لموقف العربي والاقليمي المناهض للحكم الحالي والمساند لحكومة مثل حكومة اياد علاوي وهو ما سيعني ان السعودية وسوريا والاردن وبعض الخليج العربي سيمدون الرجل بالمال وسيوقفون ايفاد رحلات الموت الانتحارية والمفخخات. وحتى السودان وليبيا و(فلسطين) ومصر وهلم جرا من دول العربان التي ما استقر قرارها مذ هوى صنم العوجة ببغداد ستحذوا ذات الخطوة لصالح علاوي وستفتح المجال لرقيه واستجذاره من جديد في بلد الرافدين.

 مساندة دول غربية للحكم البعثي الجديد وتمكين التحسن الاقتصادي والامني والقيام باجراءات منها انسحاب بعض اجندة تلك الدول عسكريا من العراق واحلال الاستثمارات الاقتصادية وبكلمة تلميع صورة اياد علاوي باظهار اغلاط المالكي ومن سبقه في حكومة ما بعد صدام حصين.

 مع هذا.. يبقى السؤال قائما: هل سيستمر منوال الحكم ديمقراطيا في العراق على يد رجل طالما انتشى ببعثيته القديمة وترحم على مؤسس البعث في العراق ميشيل عفلق؟

 هل سمعنا يوما تصريحا لعلاوي يدين فيه صدام واجرام صدام علانية؟ اذن كيف سيضمن العراق مستقبلا ديمقراطيا حقيقيا؟ وكيف يمكن الارتكاز الى ان علاوي لن يعيدها صدامية من جديد باجهزة ارهاب مخابراتية واستخباراتية (ماسونية). ولو بعد حين؟؟

 كل هذا مرّ والاهم هو مستقبل العراق.! فهلا نهضت ابا هاشم بواجبك الوطني تجاه مصير شعبك الذي يتوجس خيفة من عودة البعث؟ لا نريد منك الا الوثائق والملفات المطمورة في صدرك والا تفعيل اجتثاث البعث بجدية. والا فانت شريك او متورط او هارب مستسلم.

 خريف ملبورن2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1360 الاربعاء 31/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم