أقلام حرة
الجهل باللغة غربة
بها الانكليزية التي يكشف واقعنا التربوي سوء طريقة تدريسها ، ويعلم الجميع ان المواطن العراقي بحاجة الى لغة سواء اكانت هذه اللغة انكليزية ام فرنسية بهدف محادثة الآخرين وليس محتاجا الى العناية بقواعدها الى الدرجة التي يكره فيها الطالب او الطالبة هذه اللغة، فلايزال تعليم اللغة وتدريسها في مدارسنا يعنى بقواعدها لا فيعطي لهذا الجانب درجة تكون سببا في كثير من الاحوال في تفوق الطالب والطالبة وبالتالي يتخرج غير قادر على استخدامها كلغة وانما مجرد قواعد لاتعني الطرف الآخر المخاطب . فحين دخلت مطار استنبول الدولي حاملا جواز سفري كمواطن عراقي مدعو للمشاركة في نشاط اعلامي يعنى بالاقتصاد ينظمه الاصدقاء في تركيا ، وجدت ان الاخوة والاصدقاء في المطار لايتحدثون غير التركية والانكليزية والطامة الكبرى ان جميع قطع الدلالة التي ترشد المسافر العربي مثلي كتبت بهاتين اللغتين فقط بافتراض ان العربي يجيد اللغة الانكليزية وهم لايعلمون الطريقة السيئة في تدريسها والتي يخرج منها الطالب العراقي لايفهم منها غير القواعد التي تخذله عند اول سفرة لبلد اجنبي، وقتها شعرت ان الجهل باللغة هي غربة اخرى ومن نوع خاص، فرحت في دوامة العثور على شباك يستقبل اوراقي وينجز معاملتي، فوجدت كل موظف يحيلني الى شباك آخر وهم يتحدثون معي بالتركية،لاخبرهم انني لااحسن التحدث بالانكليزية كسائر الكثيريين من ابناء بلدي الذي ابتلاهم الله بنظام تعليمي وتدريسي بائس ندفع ثمنه عند كل مطار اجنبي بكثير من الاحراج، وحاولت استعادة خزين ذاكرتي من المفردات الانكليزية ورحت انظم جملا للتحدث معهم معرفا بنفسي بأنني صحفي عراقي اريد الحصول على التأشيرة عارضا عليهم جميع الوثائق التي بحوزتي ومنها دعوة جمعية المحررين الاقتصاديين في تركيا المكتوبة بالانكليزية هي الاخرى وتذكرة سفري الالكترونية التي تشير الى انني مسافر ترانزيت الى انقرة، واستنجدت لاول مرة بشرطية تركية حسناء تركت عملها بعد ان طلبت من زميل لها ان يتواجد في محلها لتمشية عمل المسافرين، واصطحبتني الى احد موظفي المطار لتعلمه بما تحتاجه حالتي، وقد استقبل تكليفها له بكل سرور معرفا بنفسه مؤكدا لي انه سينجز ذلك بكل حب وتقدير لضيفه العراقي الذي هو أنا، وملأ الاستمارة بموجب المعلومات المتوافرة في جوازي وبناء على ماجاء في الدعوة الموجهة لي من الجمعية المذكورة، وانهى كل شيء في دقائق معدودات معتذرا ان كان قد حصل اي تقصير منهم تجاهي ثم ارشدني بعد ذلك الى غرفة سيطرة الجوازات للحصول على التأشيرة وكان لي مااردت بعد ان قدمت جميع اوراقي الى الضابط المسؤول الذي رحب بي هو الآخر . نعم ان ماحدث معي يكشف عن خلل فاضح في اسلوب تعليم وتدريس اللغة الانكليزية في بلادنا، ولولا خزيني المعرفي لاضعت وقتي ووقت العاملين في المطار في حوار الطرشان، والحمد لله ان المدة الماضية التي كنت اشغل نفسي فيها بترجمة النصوص الادبية من شعر وقصة مستعينا بقاموس اللغة الانكليزية كانت خير معين ومساعد لي في مطار استنبول الدولي الذي وجدت فيه من الحفاوة والترحيب مابدد شعوري بالغربة، وشكرا لمطار استنبول الذي نبهني الى اهمية ان تكون لي لغة عالمية ثانية واعني بها الانكليزية كي لااقع في الاحراج ثانية .
· صحفي وكاتب وشاعر عراقي
· عضو منظمة الدفاع الدولية
............................