أقلام حرة

حكومتنا المقبلة وارادة الشعب

الحكومة مع الأخذ بنظر مصالح هذه الكتل والوزارات التي سوف ينالها كل ائتلاف وكتلة وخاصة الوزارات السيادية .

 

عندما اراد الشعب ان ينتخب أعلن ذلك بكل وضوح وصدق من خلال التصويت للعراق باختيار مرشحيهم بكل حرية وديمقراطية لا غبار عليها في ثورة انتخابية بيضاء توجت أصابعهم باللون البنفسجي ليعلنوا للعالم اجمع انهم شعب يحب الحرية والديمقراطية لم ترهبه كل الانفجارات ولا نعيق الغربان من خلف الحدود.

 

ولكن يبدوا أرادة الشعب هذه اصطدمت بجدار دول الجوار التي تريد فرض وصايتها على العراق والسيطرة على حكومته المقبلة من خلال دعم هذه الحكومة وفرض شروط عليها،

 

فما بين إيران الشيعية والسعودية الوهابية بدأت رحلة مكوكية للقوائم الفائزة وامتدت مصر والأردن وتركيا لغرض كسب ثقة تلك الدول ونيل رضاها لدعم هذه القوائم في تشكيل الحكومة المقبلة والتي ربما لا تلبي طموح الشعب العراقي .

 

لماذا يتم التشاور خارج الوطن لتشكيل الحكومة أليس من الأجدر بتلك المباحثات ان تكون في بغداد او مدينة عراقية و ماهو الغرض من ذلك ؟

 

لماذا هذا التدخل السافر في الشأن العراقي من قبل تلك الدول ومن الذي سمح بفرض مشورتهم علينا والتدخل بشؤوننا الداخلية، ولماذا هذه الزيارات المتكررة لقادة الكتل وأعضائها لهذه الدول هل كل هذا من اجل السلطة ؟

 

هل استشارات قيادات تلك البلدان الحكومة العراقية او القادة السياسيون العراقيون في امور بلادهم او في تشكيل حكوماتهم ! كان الأجدر بقادة الكتل السياسية التشاور تحت خيمة الوطن وليس في بلدان تحاول فرض هيمنتها وفرض وصايتها على العراق.

 

أذا كانت الأمور كلها بيد هذه الدول لماذا لعبة الانتخابات وهذه المليارات التي صرفت هل هي من اجل نجاح اللعبة السياسية وضمان الكراسي المتصارع عليها وأين أرادة الشعب من كل ذلك وهو الذي ضحى الكثير من اجل نجاح العملية الديمقراطية .

 

كان المفروض بهؤلاء القادة السياسيين وضع مصلحة البلد وليس مصالح كتلهم وأحزابهم وخاصة ان العاصمة بغداد شهدت العديد من الانفجارات والعمليات الإرهابية وزرع العبوات اللاصقة وعمليات الاغتيالات التي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى الأبرياء الذين كانوا ضحية اللعبة السياسية وصراع الكراسي التي يستخدمها البعض لنيل مبتغاهم في الوصول لسلم السلطة من خلال محاولة زرع الرعب في قلوب ابناء الشعب وزعزعة الثقة بالحكومة والقوات الأمنية .

 

امام العراقيين طريق طويل لتحقيق الحرية والديمقراطية ومن اجل ذلك علينا ان نتكاتف ونترك الصراع من اجل السلطة بعيدا ونحقق أرادة شعبنا في بناء الإنسان العراقي بصورة صحيحة وسليمة وتحقيق الأمن والاستقرار المنشود لهذا البلد وإعادة بناءه لأنه بلد عانى الكثير من الحكومات التي تعاقبت على حكمه ولم تحاول بناء هذا البلد بالصورة التي تلائم وتاريخه العريق بانه أقدم حضارات العالم .

 

علي الزاغيني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1379 الاثنين 19/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم