أقلام حرة

ما هكذا تكون دولة القانون .. ياسيادة المالكي

الاجرام البعثي من اجهزة القمع والترهيب في النظام السابق والذين هم انفسهم ابطال مسلسل الرعب الذي شهده العراقيين على مدى سنوات التحرر والانعتاق من الرق والعبودية للنظام البعثي الذي احرق الزرع والضرع واعدم وطارد وقطع الالسن وجدع الانوف ووشم الجباه وقطع الايدي ودفن الناس وهم احياء واحرقهم في افران السجون وثرمهم في ماكنات الفرم وقدمهم طعام لاسماك الزينة التي كان يتسلى بها ..

 

وعندما لايكتفى باطلاق سراحهم بل ياخذهم مستشار " الامن القومي " الف خط احمر تحت كلمة الامن القومي" .. بطائرات خاصة ويسلمهم الى بلدانهم باحتفالات كرنفالية تكريمية على ما اقترفت ايديهم ويشيد باعمالهم البطولية في قتل العراقيين (مجرد تسليمهم بهذا الاحترام اشادة باعمالهم) ويصرح بانه لايوجد مجرمين في سجوننا من دول الجوار والسعودية بالذات ..

 

الم يكن من الاولى اذن وفي ظل مهرجان العفو المجاني هذا والاستهانة بدماء الناس .. ان يشمل هذا العفو ابناء التيار الصدري .. وهم من هم .. وهم من رجح كفة المالكي لرئاسة الوزراء .. وهم من اوقف زحف القاعدة والصداميين على المناطق المختلطة والتي كان الهدف اخلاؤها من اي شيعي بغية العزل الطائفي وتقسيم المناطق فعمدوا الى القتل والذبح والترويع والتهجير والاختطاف للوصول الى اهدافهم .. لولا ان ابناء التيار الصدري تصدوا لهم واوقفوا زحفهم وحموا بغداد والمناطق المختلطة من اجرمهم .. وهم في عز الازمة كانوا يوزعون الغاز والحصة التموينية على الناس في حين كان غيرهم يستعمل قناني الغاز لتفجير الناس ..

 

وعندما صالت الفرسان عليهم في البصرة والعمارة والناصرية وطوردوا وقتلوا واحرقوا بلارحمة وحملت جثثهم على الدبابات تشفيا وكانهم اعداء الوطن .. لم نر مثل هذه الصولة وبهذه الهمة والعزيمة على القاعدة والنقشبندية والبعثية في ديالى وحمرين وتكريت وسامراء والانبار او اجزاء من الحلة ومثلث الموت اوالقاعدة ومن ياويهم في كركوك والموصل بل ولا حتى على حي العدل الذي ذبح فيه الناس في حمامات البيوت وهو على مسافة كيلو مترين من المنطقة الخضراء  ..

 

 وعندما يقدم الصدريون للمحاكمة وكل جريمتهم انهم استبسلوا في الدفاع عن مناطقهم المعدمة والفقيرة رغم قلة وتواضع اسلحتهم مقارنة بما يملكه خصمهم من القاعدة والبعثيين .. نجد ان المحاكم تسارع في حكمهم بالاعدام وتتبارى في تسريع وتنفيذ الاحكام بهم ..

 

 بينما في الطرف الثاني عندما يقدم البعثي من اجهزة القمع الصدامية او جماعة النقشبندية الذين امسكوا بالجرم المشهود او القاعدة الذين لاتخفى جرائمهم على القاصي والداني ..نجد المماطلة في استصدار احكام ضدهم واذا ما حكم احدهم بالاعدام سهوا فهناك مماطلة في تنفيذ هذا الحكم وينبري الف صوت وصوت من هرم الحكومة والنواب ليدافع عن اجرامهم ولينتهي الامر بالافراج عنهم وتسليمهم لذويهم او بلدانهم مع الشكر والاعتذار .. ماهذا الحقد عليهم ولماذا ميزان العدالة من ناحيتهم معوج ومقلوب .. ومن له مصلحة في ابادتهم وتقويضهم وهم الذين لولاهم لما بقي للشيعة اثر او حجر على حجر .

 

 كنت في بغداد عندما قام الصدريون بعملية نوعية .. فهناك في منطقة الحمدانية والملحانية والضباط يسكن عتاة الاجرام الصدامي واصبحت هذه المنطقة المرعبة فخا للبسطاء القادمين من المناطق المحيطة ممن يخرجون طلبا للرزق من عمال البناء او الكسبة او المنظفين او الطلاب الذين عليهم اجتياز هذه المنطقة اذ  يختطفون فيها وتلقى جثثهم بعد يوم واحد على قارعة الطريق .. ولم تتمكن حتى قوات الامن من اقتحام هذا الحي او بسط الامن فيه .. فتصدى لهم الصدريون .. ودخلوا المنطقة بسيارات خاصة .. واقتربوا من بيت شيخهم .. ومع ان كل السطوح في تلك المنطقة كانت تعلوها المسلحين والبي كي سي وغيرها من الاسلحة .. وقالوا نريد شيخكم في كلمة مهمة تخص بعض مسلحيكم المحتجزين .. قالو شيخنا نائم .. فأجابوا.. صحوه لان الامر مهم جدا ولايحتمل التاجيل .. وعندما خرج متثائبا قالوا له ياشيخ اقترب قليلا كي نحدثك بامر هام .. وعندما اقترب فتحوا باب السيارة بسرعة وادخلوه بها ووضعوا السلاح على راسه .. وطلبوا منه ان يشير الى المسلحين ان لايطلقوا اي شيء باتجاههم والا حياته كانت الثمن .. وقايضوا حياة البسطاء وامن المنطقة بحياته ..

 

 حتى لاينسى المالكي والشيعة بصورة عامة فضل الصدريين عليهم .. يجب شمول معتقليهم بالعفو اسوة بالقاعدة والبعثيين وغيرهم.. لا ان يكافئوا بالاعدامات والانتهاكات الجسدية المشينة والصولات غير المنصفة .. فالعدل اساس الملك وليس من العدل ان نكافيء المسيء بالافراج والتكريم وننتقم من الابرياء بهذا الشكل المروع ..

 

ناهدة التميمي 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1078  الاحد  14/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم