أقلام حرة

واسترجعت بغداد يوم تأسيسها

 بغداد ولابد من تصحيح تأريخي لخطا لفت اليه انظارنا الزميل الاستاذ الدكتور شفيق مهدي وهو احدى الشخصيات الثقافية المهتمة بالتاريخ رغم شهرتها في مجال ادب الاطفال الذي حاز فيه جوائز كثيرة وشهادات تقديرية تعترف بمكانته في هذا الحقل الذي عرف به عدد محدود من الادباء العراقيين والعرب، ولكثرة اهتمامه بالتاريخ اولا ولكونه شاهدا على ماحدث عام 1996 يوم كان سكرتيرا لتحرير جريدة (المزمار) التي تصدر عن دائرة ثقافةالاطفال في وزارة الثقافة والاعلام آنذاك، ويومها كان قد انجز العدد الخاص بيوم بغداد لمطبوعي الدار وهما (مجلتي) و(المزمار)، ويذكر انه عرض العدد الخاص هذا على مدير عام الدائرة وقتذاك الشاعر الدكتور علي الياسري ليوقعه قبل دفعه الى المطبعة ففوجىء بطلب الياسري منه ان يغير تاريخ يوم بغداد الى الخامس عشر من تشرين الثاني فاستغرب الدكتور شفيق متسائلا عن سبب ذلك فأجابه الدكتور الياسري بان صدام حسين كان قد سال عن سبب عدم الاهتمام بيوم بغداد فأجابوا حاشيته بأن عيد ميلاده هو السبب فقال لهم : غيروا يوم بغداد الى تأريخ آخر، هذه الحادثة  لفت نظرنا اليها الدكتور شفيق في وقت سابق مبينا لنا كيف ضاع يوم بغداد الحقيقي عبر يوم جديد وضعه صدام حسين بقرار ارتجالي والويل لمن يعترض، وقبل ايام جاءني فرحا بخبر تصحيح ذلك من قبل قسم التاريخ في كلية التربية الاساسية التابعة للجامعة المستنصرية  وهو يحتفل مع امانة بغداد بيوم تاسيس بغداد في السابع والعشرين من نيسان الماضي وهو اليوم الذي محاه صدام حسين لتوافقه مع يوم ميلاده . ويشير الزميل الدكتور شفيق مهدي الى ان المصادر التاريخية اثبتت الى ان المؤرخين الثقاة قد اجمعوا على ان الخليفة (ابي جعفر المنصور) قد أسس مدينته المدورة التي سماها (دار السلام) في يوم الثلاثاء الموافق للفاتح من ربيع الثاني لعام 145 ه التاسع والعشرين من حزيران سنة 762 م، وفي يوم الاثنين الموافق للاول من محرم عام 146 ه، الحادي والعشرين من آذار سنة 763 م، بدأ الخليفة الانتقال اليها، فنقل الدواوين وبيت المال من الكوفة، وفي يوم الاربعاء الموافق للاول من صفر عام 146 ه، العشرين من نيسان سنة 763 م، تم الانتهاء من نقل شؤون الخلافة الى بغداد، وبهذا يكون يوم بغداد هو العشرون من نيسان، هذا مايقوله المؤرخون امثال الطبري وابن الأثير. واخيرا استرجعت بغداد الحبيبة يوم تاسيسها وغدا تستعيد مجدها الذي اضاعه السياسيون العراقيون الذين سلموا مفاتيحها الى الاحتلال الامريكي، وجعلوها خرابا كل شيء فيها مدمر، وعلى الرغم من كل هذا فهي عاصمة التاريخ والحضارة التي لابد ان تعود كما كانت مشرقة زاهية باهلها.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1397 السبت 08/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم