أقلام حرة

وطن ارهقته الاحزان

وجدت في السؤال حيرة وجوابه اكثر صعوبة من ارد عليه بكلمات ليس لها معنى سوى صدى لا يتعدى ان يتردد في الأفق .

قبل ان اكتب فكرت هل خلق الله الانسان ليشقى ام ليحيا بسعادة ويتجانس البشر مع بعضهم دون صراع ازلي ولكن كان الجواب سريعا لابد من خير لان الله خلق الجنة ولابد من شر لان الله خلق النار ولابد من وقود لها .

لمن نكتب؟!

 للوطن الخالد رغم التاريخ الملطخ بالدماء وخارطته المحترقة التي لم تطفئها لا دجلة ولا الفرات ولكن دموع الأمهات والأيتام قد تجد طريقها لإخماد ذلك الحريق؟

للأرض التي أبكاها الجفاف وسقتها دماء الشهداء على مر العصور لكنها لم ترتوي ؟

للحبيبة التي رحلت خلف الزيف البراق وتركت عاشقا خدعه وهما اسمه الحب وأغرقه امل الانتظار لزمن قادم ياتي ومعه تتحقق الاحلام ؟

للتاريخ المنسي الذي افتدى من اجله اغلى الشباب حياتهم ودفنوا  شبابهم على الحدود ليعود من عاد منهم على قيد الحياة لوطنهم بعد ان أرهقتهم سنوات الحرب ليجدوه غابة يسن قانونها الوحوش ويتربع على عرشه الطاغوت !

فهم دائرة مترابطة مع بعض نعيش ونحيا بها وعليها ولأجلها ولكن هل حققنا الغاية التي خلقنا الله من اجلها ؟

الكتابة فن كباقي الفنون من الصعب الخوض بها , نتعلم منها الصبر على الألم نرسم إحزاننا على شكل حروف , وكيف نكتب تاريخ الشعوب وآلامه وكيف نجعل القلم كيف يترك بصمته في صفحات التاريخ ليقراها غيرنا كما نقرا نحن وربما تنال إعجابهم وتكون قاموس لهم  وقد يضعها تحت قدميه ويمضي دون ان تجلب انتباهه؟؟

لكني اكتب كل الأحزان وأوصف الدموع بلوحة شعرية تبقى عالقة على جدار الزمن تنتظر لعلها تجد صداها عاد اليها رغم كل شئ ورغم الرصاص المتناثر في كل مكان وزمان .

غيوم سوداء في سماؤنا لا بيضاء فيها دون ان تنقشع صيفا ولا شتاء ولا تمطر سوى الم ودموع ترافقها كالبرق والرعد عندما تمطر السماء لم يجد من يوقفه سوى سبات عقولنا النائمة خلف جدار الوهم المسمى الأمل والذي ننتظره بفارغ الصبر عسى ان ينقذنا من ذلك الضياع .

تاريخ من حياتنا مضى على عجل واحترق كشمعة تذوب ولا يبقى منها سوى ذكرى سرعان ما تختفي بعد ان ينتهي من يذكرنا كما نسينا تاريخ من مضى قبلنا وأصبح رقما من الارقام في سجلات النسيان وصورة معلقة على الجدران لا ينظر إليها الا انها مجرد تاريخ منسي مضى كما تمضي خيوط الدخان .

فتشت في قاموس ذكرياتي فلم اجد سوى ذكريات محزنة ترافقني كظلي لا يمكنني نسيانها مهما طال الزمن واندثرت وحتى الذكريات التي تحمل طعم العسل أصبحت مرة لما لهذا الزمان من مرارة الحنظل الذي نرتشفه كل لحظة من حياتنا .

هل تغيرنا نحن ام الزمن هو من غيرنا لنكون وحوش وطيور كاسرة تصطاد الفريسة متى تشاء وكيف تشاء ؟؟

هل هي ارادة الله ؟

ام هل هو صراع من اجل البقاء كعالم الحيوان ؟؟؟

آه يا زمن اه وألف اه من لعنة الخوف الذي لا ينتهي والحزن المتناثر في كل مكان ودموع كشلال لا يتوقف ابدا لكثرة الدماء التي سالت ولا تزال في كل منحى وفي شارع .

لماذا الحزن يعيش معنا هل هو تاريخنا الذي ورثناه ؟

ولماذا هذه الآهات التي ترافقنا حتى في أجمل اللحظات  وتكون الابتسامة خائفة من يصيبها الحزن لحظة السعادة !

 لم يبقى سوى الحب ولا يوجد سوى الحب أملنا لنحيا لأجله وبه نرسم للحياة طريق أخر يعيد الينا البسمة الخائفة من سطوة الزمان الممتلئ بشئ اسمه الغدر والخيانة !!!!!!!!!!!!

 

علي الزاغيني

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1412 الاحد 23/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم